ما هو التوليب
۸ يونيو ۲۰۲۳قرن خلاص
۱۵ يونيو ۲۰۲۳كلمات معصومة
ملاحظة المُحرِّر: المقالة [الأوّل] من سلسلة "كلمات وعبارات في الكتاب المقدّس يُساء فهمها"، بمجلة تيبولتوك.
الكلمات مُهمّة. الكلمات لها معانٍ مُحدّدة. أيًّا كان ما يودّ المنتمون عقائديًّا إلى الدين العلمانيّ للنسبيّة أنّ نصدّقه، نحن نعلم أنّ للكلمات والعبارات والحقائق الافتراضيّة معنًى، وأنّ معانيها مُهمّة. يمكن أنْ تكونَ معاني الكلمات مسألة حياة أو موت. إنْ لم يتعلّم الناس معاني الكلمات ككلمة الخطر والحذر و ]الطوارئ، فسيجدون أنفسهم لا محالة في ورطة خطيرة جدًّا. والأهم من ذلك، إنْ لم يتعلّم الناس معنى كلمات ككلمة الإيمان والخطيئة والغضب والنعمة، فسيجدون أنفسهم في ورطة أبديّة. يبدو أنّ الجميعَ يعترف بأهميّة فهم الكلمات التي تنطبق على مسائل الحياة والموت الجسديّ، لكن يبدو أنّ أشخاصًا كثيرين لا يبالون بشأن الكلمات التي تُعتبر حاسمة لفهم الحياة الأبديّة والموت. ربّما لم يكن الأمر كذلك في الماضي كما هو في جيلنا الحاليّ.
في حين أنّ الكلمات والعبارات الكتابيّة لا تتعلّق كلّها بالحياة أو الموت، إلّا أنّ كلّ الكلمات والعبارات الكتابيّة قد أُعطيت لنا من شخص يمتلك قوّة الحياة والموت. لقد أعطانا ربّنا كلمات معيّنة لا تساعدنا فقط على معرفة حقيقته، بل على معرفته شخصيًّا. هذا هو بالضبط سبب سعينا جاهدين لفهم معاني كلمات وعبارات الكتاب المقدّس – بهدف أنْ نعرفَ اللهَ ونحبّ الله ونعبد الله كالله، الإله الحقيقيّ للكتاب المقدّس، وليس كإله من صنع البشر الذي يفترض كثيرون من الناس أنّه بإمكانهم وصفه بأيّ كلمات وعبارات يرَوْنها مناسبة.
كمسيحيين، نؤمن أنّ الكتاب المقدّس هو المقياس الوحيد المعصوم من الخطأ للإيمان والحياة. ونحن لا نؤمن فقط في سولا سكريبتورا، أي أنّ الكتاب المقدّس وحده هو سلطتنا، بل نؤمن أيضا بـ tota Scriptura، أي أنّ الكتاب المقدّس بجُملته هو كلمة الله ذات السلطان الموحى بها. لذلك، نحن نؤمن بالوحي اللفظي الكامل للكتاب المقدّس، وبالتالي لا نؤمن فقط في عصمة الكتاب المقدّس كلمة بكلمة، ولكن بعصمة كلّ حرف ونقطة منه. نحن لا نؤمن فقط أنّ الرسالة العامّة للكتاب المقدّس هي موحى بها من الله ومعصومة عن الخطأ، ولكن أيضًا بأدقّ تفاصيلها. هذا هو السبب في أنّ علماء الكتاب المقدّس الأمناء جاهدوا عبر التاريخ- وهم مستمرّون في هذا الجهاد - بعناية فائقة لمساعدتنا بكلّ دقّة في ترجمة وتفسير كلّ عبارة وكلمة ومقطع لفظيّ وحرف وحركة وإشارة تنفّس في اللغات الأصليّة للكتاب المقدّس، حتّى يتسنّى لنا معرفة كلمة الله بشكل صحيح، وبالتالي لكي نعبد الله على نحو ملائم وفقًا لمن هو حقًّا.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.