أجنحة النسور - خدمات ليجونير
الزوفا
۱ أغسطس ۲۰۲۳
المرتفعات
۳ أغسطس ۲۰۲۳
الزوفا
۱ أغسطس ۲۰۲۳
المرتفعات
۳ أغسطس ۲۰۲۳

أجنحة النسور

ملاحظة المُحرِّر: المقالة [السادس] من سلسلة "كلمات وعبارات في الكتاب المقدّس يُساء فهمها"، بمجلة تيبولتوك.

النسر الطائر هو صورة للجمال الهادئ والقوّة الجليلة. لا عجبَ أنّ الأمم والإمبراطوريّات القديمة والحديثة على حدّ سواء، تبنّت شعار النسر رمزًا لها، ولا بدّ لأيّ شخص مطّلع على الكتاب المقدّس أنْ يتذكّرَ بأنّ الله يحمل شعبه "عَلَى أَجْنِحَةِ ٱلنُّسُورِ" (خروج 19: 4) وجعلهم "يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَٱلنُّسُورِ" (إشعياء. 40: 31). كلمات مثل هذه تُثير المشاعر القلبيّة، وتُلهم الخيال الشعريّ، ولكن ماذا تعني بالضبط؟ ما هي الحقيقة اللاهوتيّة الفعليّة وراء هذه الاستعارة الأدبيّة في الكتاب المقدّس؟ لكي نفهم هذا الأمر بشكل كامل، من المفيد أنْ نأخذ المجموعة الكاملة من الإشارات إلى أجنحة النسور والنسور في الكتاب المقدّس.

في البداية، النسر هو طائر كاسر (أيوب 39: 27-30)، وتماشيًا مع هذه الفكرة، فإنّ الطريقة الأكثر شيوعًا في الكتاب المقدّس للإشارة إلى النسور هي صور عن الدينونة المدمّرة والسريعة والتي لا يُمكن إيقافها. الدينونة (كانت تأتي بشكل عام في شكل أمّة غازية) "تطير كالنسر" (تثنية 28: 49) أو "كنسر يرتفع ويطير" (إرميا 49: 22) أو "كالنسر المُسرع إلى الأكل" (حبقوق 1: 8). غالبًا ما يتمّ تصوير الأمم الأجنبيّة الجبّارة في الكتاب المقدّس (مثل بابل ومصر) على أنّها نسر (حزقيال 17: 3، 7؛ دانيال 7: 4). لذلك، غالبًا ما يجلب "جناح النسر" في الكتاب المقدس دمارًا وموتًا سريعَيْن لا يمكن إيقافهما.

ولكن، في الوقت نفسه، يوصفُ النسرُ أيضًا على أنّه يُغذّي ويحمي فراخه. يتحدّث أيّوب 39: 27-30 عن النسر كطائر كاسر، لكنّه يُشدّد أيضًا على أنّ النسر يبحث عن فريسة لإطعام فراخه التي تسكن بأمان في "وكره العالي... يَسْكُنُ ٱلصَّخْرَ وَيَبِيتُ عَلَى سِنِّ ٱلصَّخْرِ وَٱلْمَعْقِلِ." وهكذا، يُستخدم النسر في الكتاب المقدّس كتشبيه عن عناية الله الحنونة وحمايته الأكيدة لشعبه. لقد حفظ الرب إسرائيل...

كَحَدَقَةِ عَيْنِهِ.

كَمَا يُحَرِّكُ ٱلنَّسْرُ عُشَّهُ،

وَعَلَى فِرَاخِهِ يَرِفُّ،

وَيَبْسُطُ جَنَاحَيْهِ وَيَأْخُذُهَا،

وَيَحْمِلُهَا عَلَى مَنَاكِبِهِ،

هَكَذَا ٱلرَّبُّ وَحْدَهُ ٱقْتَادَهُ،

وَلَيْسَ مَعَهُ إِلَهٌ أَجْنَبِيٌّ. (تثنية 32: 10-12)

إذن، بالإضافة إلى كونه صورة عن الدينونة، إنّ "جناح النسر" هو أيضًا صورة عن الحماية وسدّ الاحتياج. ومع ذلك، ليست الصورة الأكثر لفتًا للانتباه للنسر هي نزوله الخاطف والسريع ليلتهم فريسته، بل تحليقه العظيم فوق الغمام. يحلّق الطائر المهيب لأعلى أثناء طيرانه ليصلَ إلى ارتفاعات غير معروفة، بقوّة ورشاقة لا مثيل لهما. بالنسبة لمعظمنا، فإنّ الصورة الدائمة للنسر ليست صورة شخص يمزّق فريسته بمخالبه ومنقاره، بل هي صورة لشخص يطير بسهولة عبر السحب، بعيدًا عن بلبلة العالم السفليّ. لذلك، تمّ تصوير النسر في الكتاب المقدّس كمصدر للخلاص السماويّ (خروج 19: 4؛ رؤيا يوحنّا 12: 14)، وهو صورة للشباب والحيويّة والحريّة (مزمور 103: 5؛ إشعياء 40: 31)، وصورة المجد والانتصار السماويَّيْن (رؤيا يوحنّا 4: 7؛ 8: 13).

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

آرون د. ماسنر
آرون د. ماسنر
القسّ آرون د. ماسنر هو كبير خدّام كنيسة وستمنستر المشيخيّة في ولاية أتلانتا.