ليس لأجل برك
۱۸ أكتوبر ۲۰۲۰روعة التغيير “العادي”
۲۰ أكتوبر ۲۰۲۰شَاوُلُ، شَاوُلُ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟
ثم نقرأ في الآية 3 من الأصحاح 9: "وَفِي ذَهَابِهِ حَدَثَ أَنَّهُ اقْتَرَبَ إِلَى دِمَشْقَ فَبَغْتَةً أَبْرَقَ حَوْلَهُ نُورٌ مِنَ السَّمَاءِ، فَسَقَطَ عَلَى الأَرْضِ وَسَمِعَ صَوْتًا قَائِلًا لَهُ: شَاوُلُ، شَاوُلُ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟" سأخصص بعض الوقت لتفسير هذا السؤال الذي سمعه. في بداية الأمر، أبصر بولس نورًا يُفقِد البصر قيل في أماكن أخرى إنه كان أكثر بريقًا من الشمس في وضح النهار، ونتيجة ذلك سقط على الأرض. نحن نعلم الآن أن النور الذي أبصره هو المجد المشرق، مجد سُكنى الله نفسه، الذي يشهد الكتاب المقدس عنه مرارًا وتكرارًا بأنه التجلِّي أو الظهور المُعلن لطبيعته الداخليَّة. إذًا أبصر شاول هذ النور الساطع في السماء ووقع على الأرض، وكما نقرأ في مكان آخر سمع صوتًا يكلمه باللغة العبريَّة. وقال له هذا الصوت: "شَاوُلُ، شَاوُلُ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟"
أود الإشارة إلى أمرين يتعلَّقان بالصوت الذي سمعه. الأمر الأول هو أنه عندما سمع شاول صوتًا خاطبه من السماء، عمد هذا الصوت إلى تكرار اسمه "شاول، شاول". فتشوا في الكتاب المقدس وانظروا كم مرة تمت مخاطبة أحدهم لأي سبب كان عبر تكرار اسمه. وستكتشفون أن الأمر حدث أقل من عشرين مرة في تاريخ الفداء برمته. وإن درستم كل حدث من الأحداث التي تم تدوينها، سيبرز أمامكم أمر واضح جدًا. عندما نادى الله موسى في برية المديانيين، ناداه من العليقة قائلًا: "موسى، موسى". عندما كان إبراهيم عند جبل المريَّا على وشك أن يذبح ابنه على المذبح سمع صوت الله قائلًا: "إبراهيم، إبراهيم". عندما وقف أليشع على الأرض مراقبًا إيليا قال: "يَا أَبِي، يَا أَبِي، مَرْكَبَةَ إِسْرَائِيل". عندما رثى داود موت ابنه، صرخ: "يَا ابْنِي أَبْشَالُومُ، يَا أَبْشَالُومُ ابْنِي". ويسوع صرخ على الصليب: "إِيلِي، إِيلِي، لِمَا شَبَقْتَنِي؟" نلاحظ تكرر هذا الأمر كثيرًا، وهو كان دائمًا تعبيرًا باللغة العبريَّة عن العلاقة الحميمة العميقة. لذا قال يسوع في آخر العظة على الجبل إن أناسًا كثرًا سيأتون إليه في اليوم الأخير قائلين: "يا رب، يا رب"، مخبئين ريائهم في صيغة الخبث هذه باللجوء إلى التكرار، مدعين أن لديهم علاقة حميمة بيسوع، وأن معرفتهم به ليست مجرد معرفة سطحية. سيقولون: "يا رب، يا رب". وسيجيبهم يسوع: "إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي". إذًا أراد هذا الصوت القول لشاول: "يا شاول، أنا أعرفك، أنا أعرف كل شيء عنك. أنا أعرفك معرفة حميمة، وأنا أحبك. فلماذا تضطهدني؟"
لاحظوا أنه لم يسأله: "لماذا تضطهد كنيستي؟" قال له: "لماذا تضطهدني؟" هذا لأن الكنيسة هي جسد المسيح. إنها عروس المسيح. وكل مَن يهاجم عروسه فهو يهاجم يسوع. وكل مَن يعتدي على عروسه فهو يعتدي على يسوع. حتى في هذه الكلمات، نكتشف أمورًا كثير متعلقة بنظرة يسوع إلى علاقته بجسده أي الكنيسة. لأن شاول لم يكن يهاجم يسوع شخصيًّا، لأنه لم يلتقِ بيسوع من قبل. لكنه كان يُخرِّب جسد المسيح. إذًا قال له الصوت: "لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟" فقال: "مَنْ أَنْتَ يَا سَيِّدُ؟"