يَبْدَأُ الفصلُ الثَّالِثُ منْ إِقرارِ إيمانِ وَسْتْمِنِسْتَر بِهَذا: "اللهُ، مُنْذُ الأزَلِ، بِحَسَبِ رَأْيِ مَشِيئَتِهِ الْخاصَّةِ الْكُلِّيِّ الْحِكْمَةِ وَالْقَداسَةِ، قَدْ عيَّنَ بِحُرِّيَّةٍ، وَدُونَ قَابِلِيَّةٍ لِلتَّغْيِيرِ" — أَيْ دُونَ أيِّ احْتِمالٍ لِلتَّغْيِيرِ — "عيَّنَ اللهُ بِحُرِّيَّةٍ وَدُونَ قَابِلِيَّةٍ لِلتَّغْيِيرِ أيًّا كانَ ما يَحْدُثُ:" لِنَتَوَقَّفْ لَحْظَةً عِنْدَ النُّقْطَتَيْنِ.
اللهُ، مُنْذُ الأَزَلِ، بِحَسَبِ رَأْيِ مَشِيئَتِهِ الْخَاصَّةِ كُلِّيِّ الْحِكْمَةِ وَالْقَداسَةِ، قَدْ عَيَّنَ-أَوْ عَيَّنَ مُسْبَقًا-بِحُرِّيَّةٍ، وَدُونَ قَابِلِيَّةٍ لِلتَّغْيِيرِ أيًّا كانَ ما يَحْدُثُ.
تَوَقَّفْتُ هُنَا فِي صَفِّ كُلِّيَّةِ اللَّاهوتِ، وَسَأَلْتُ الطَّلَبَةَ: "كَمْ مِنْكُمْ يُؤْمِنُونَ بِهَذَا التَّصْرِيحِ؟" لِلْعِلْمِ، كانَتْ هَذِهِ كُلِّيَّةَ لاهوتٍ مَشْيَخِيَّةً، وَلِذا، كانَ هؤلاءِ مَنْقُوعِينَ فِي الْفِكْرِ الأُوغُسْطِينِي. حَصَلْتُ عَلَى مُوَافَقَةِ 70 %، كانَ عَدَدٌ كَبِيرٌ يُؤمِنونَ بِالتَّصْرِيحِ.
ثُمَّ قُلْتُ: "كْمْ مِنْكُمْ لا يُؤْمِنُونَ بِهَذَا التَّصْرِيحِ؟" رَفَعَ 30% تَقرِيبًا يَدَهُمْ، فَقُلْتُ: "حَسَنًا، لأَطْرَحْ سُؤالًا آخَرَ. دُونَ خَوْفٍ مِنْ أيِّ هُجُومٍ. لَنْ يَعْتَدِيَ أَحَدٌ عَلَيْكُمْ. فَقَطْ أُريدُ أَنْ أَعْرِفَ. وَلَدَيْكُمْ حُرِّيَّةُ التَّعْبِيرِ – كَمْ مِنْكُمْ يُمكِنُ أَنْ يُسَمُّوا أَنْفُسَهُمْ مُلْحِدينَ؟" لَمْ يَرْفَعْ أَحَدٌ يَدَهُ.
وَهُنا تَقَمَّصْتُ دَوْرَ الْمُحَقِّقِ قَائِلًا: "هناكَ شيءٌ لا أفْهَمُهُ"، ثُمَّ نَظَرْتُ إِلى الثَّلاثِينَ الَّذينَ رَفَعُوا يدَهُمْ، وقُلْتُ: "أَتَسْمَحونَ أنْ أَطْرَحَ سُؤالًا شَخْصِيًّا؟ لا أَفْهَمُ لماذا رَفَعْتُمْ يَدَكُمْ وَقُلْتُمْ إِنَّكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِهَذَا التَّصريحِ، بَيْنَما لَمْ تَرْفَعُوا يَدَكُمْ حينَ سَأَلْتُ إِنْ كُنْتُمْ مُلْحِدِينَ؟" نَظَرُوا إِليَّ في مَزِيجٍ مِنَ الارْتِباكِ وَالْحَيْرَةِ–تَمامًا كما تَنْظُرونَ إِلَيَّ الآنَ–فقُلْتُ: "فإنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بهَذا التَّصْرِيحِ، اعْلَموا أَنَّكُمْ مُلْحِدُونَ". كانَ هذا أَفْظَعَ شَيْءٍ سَمِعوهُ فِي حَياتِهِمْ.
فَقُلْتُ: "لِنَفْهَمْ أنَّ هذا التصريحَ الَّذي قرأتُهُ لِتوِّي، بأنَّ اللهَ قدْ عيَّنَ مُسْبَقًا أيًّا كانَ ما يَحْدُثُ، لَيْسَ خاصًّا بِالْكالْفِينِيَّةِ أَوِ الْمَشْيَخِيَّةِ. وَهْوَ لا يُميِّزُ التَّقليدَ الْمُصْلَحَ عنِ التَّقاليدِ الأُخْرَى، بَلْ ولا يميِّزُ الْمَسِيحِيِّينَ عنِ الْيَهودِ أوِ الْمُسْلِمِين. لكنَّهُ يُميِّزُ بَيْنَ الْمُؤْمِنينَ بِوُجودِ اللهِ وَالْمُلْحِدِينَ.
كانُوا بَعْدُ فِي حَيْرَةٍ بينَما تابَعْتُ خِطابِي، وقُلْتُ: "ألَا تَرَوْنَ إِنَّهُ لَوْ حَدَثَ أيُّ شيْءٍ فِي الْعالَمِ خارَجِ تَعْيِينِ اللهِ الْمُسْبَقِ، أيْ إِذا لَمْ يَكُنِ اللهُ يُعَيِّنُ أيًّا كانَ ما يَحْدُثُ، ففي أيِّ وقْتٍ يَحْدُثُ فِيهِ شَيْءٌ خارِجَ تَعْيِينِ اللهِ الْمُسْبَقِ، فَهْوَ يَحْدُثُ إذَنْ خارِجَ سِيادَةِ اللهِ؟"
Necessary cookies are absolutely essential for the website to function properly. This category only includes cookies that ensures basic functionalities and security features of the website. These cookies do not store any personal information.
Any cookies that may not be particularly necessary for the website to function and is used specifically to collect user personal data via analytics, ads, other embedded contents are termed as non-necessary cookies. It is mandatory to procure user consent prior to running these cookies on your website.