عندما انسكب غضب الله بسبب خطايانا، هل انفصل ابن الله عن الثالوث؟
۲٦ يوليو ۲۰۲۱ماذا يعني أن المسيح “أَخْلَى نَفْسَهُ” في فيلبي 2: 6-7؟
فيلبي 2: 6-7 لا تعني أن المسيح أصبح أقل ممَّا كان عليه. كما لا تعني أنَّه كُفَّ عن كونه الله لأنَّه حينئذٍ لم يعد على ما هو عليه. بل إنَّها تعني أنَّه أخضع نفسه لقوَّة الروح القدس ومشيئة الآب. في الواقع، إذا نظرت إلى أقوال المسيح، لا سيَّما في إنجيل يوحنَّا، فقد قال أشياء مثل: "أنا أفعل فقط كل ما يقوله لي الآب"، "أنا أفعل فقط ما يُريني الآب أن أفعله"، "أنا أفعل فقط إرادة الآب..." كما قال أيضًا، فيما معناه: "حين تنكرون ما قمت به وتنسبوه إلى الشيطان، فقد جدَّفتم على الروح القدس" (متى 12: 22-32).
إن أبسط طريقة لشرح إخلاء المسيح لنفسه هي أنَّه وضع حياته كعمل طاعة كاملة لمشيئة الآب بقوَّة الروح القدس. ولم يتوقَّف عن كونه الله بأي شكلٍ من الأشكال. لقد كان دائمًا إله كاملًا، أو إله حقًّا، كما اعتاد أر. سي. أن يقول. كان إلهًا حقًا وإنسانًا حقًّا. لم يحدث تضاؤلًا لمجده كإله ولا تقليل من مجده كإنسان. كان أقنوم المسيح الكامل مُلزَمًا أن يُخضع نفسه صائرًا عبدًا كما ورد في فيلبي 2.
وهذه المصطلحات في غاية الأهميَّة. عرَّف بولس "الكينوسيس"، أو إخلاء الذات، باستخدام كلمة "عبد". طوال الوقت، كان يسوع وجهًا لوجهٍ مع الله، "بروس تون ثيون"، كما هو مذكور في إنجيل يوحنَّا. ثمَّ، صلَّى المسيح في يوحنَّا أصحاح 17 ليرجع إلى ذلك "بروس تون ثيون"، وجهًا لوجهٍ مع الله، لأنَّه جعل نفسه عبدًا، خاضعًا طواعية لمشيئة الآب وقوَّة الروح القدس. هذه هي الكلمات التي يمكنني قولها مع عدم فهمي لذلك الأمر تمامًا بالمعنى الثالوثي.