كيف يجب أن نفهم “العيش في العالم وليس من العالم”؟
٦ يوليو ۲۰۲۱كيف نصير بلا خطيَّة في السماء؟
۷ يوليو ۲۰۲۱كم مشيئة عند الله؟
عندما نتحدَّث عن مشيئة الله، يصبح الأمر معقَّدًا لأن العهد الجديد يستخدم كلمتين يونانيَّتين مختلفتين تمت ترجمتهما بكلمة "مشيئة". سيكون من الرائع إن عرفت أيَّة مشيئة لله يتحدَّث عنها النص بناءً على الكلمة اليونانيَّة المُستخدمة. للأسف، غالبًا ما يتم استخدام هاتين الكلمتين بالتبادل، لذا لا يساعدنا ذلك.
ومع ذلك، من سياق الكتاب المقدس نميِّز بين عدَّة كلمات تتعلَّق بمشيئة الله. على سبيل المثال، نتحدَّث عن مشيئته السياديَّة الفعَّالة. ونُعرِّف هذه المشيئة بأنها تلك التي تتحقَّق بالضرورة بقوَّة الله التي تنفِّذ هذه المشيئة. كما نشير إليها أيضًا على أنها المشيئة القضائيَّة لأن ما يقضي به الله يتحقَّق بالضرورة، بقوَّة سيادته.
هناك أيضًا مشيئة الله التوجيهيَّة. وهي الوصايا التي أعلنها الله لنا ويريدنا أن نطيعها. ومع ذلك، فإن وصيَّة الله أن نحبه من كل قلوبنا ليست عملًا لمشيئته السياديَّة الفعَّالة. وإلا، فسوف نحبه بصورة تلقائيَّة من كل قلوبنا. هذا يعني أنه يمكننا مقاومتها وعصيانها. في الواقع، نحن لا نطيع مشيئة الله التوجيهيَّة طوال الوقت.
أخيرًا، نتحدَّث عن المشيئة الراغبة أو مشيئة الله الفاعلة، التي تتضمَّن رغبته. فهو لا يُسر بإلقاء الأشرار في الجحيم، لا يُسر بموت الأشرار، بمعنى الاستمتاع المُبهج بمصيرهم السلبي. ومع ذلك، لا يزال يقضي أو يأمر بمعاقبة هؤلاء الناس. توجد فروق دقيقة أخرى في مشيئة الله يمكن أن نجدها في العهد الجديد، لكن هذه الثلاثة هي الأكثر أهميَّة والأكثر استخدامًا.
هناك نص تسمعه طوال الوقت في مناقشات مثل هذه: "وَهُوَ [الله] لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ" (2 بطرس 3: 9). ماذا يعني ذلك؟ إن كان يُشير إلى مشيئته السياديَّة الفعَّالة، فلن يهلك أحد أو على الأقل لن يهلك أحد من فئة "أناس" كما وصفها بطرس. عندما أسمع هذا النص أسأل أولًا: "أي نوع من الأناس يقصدهم؟" لكي تجد إجابة لهذا السؤال، تحتاج إلى أن تنظر إلى الضمير السابق للكلمة، وهي الضمير نحن في الكلمة "علينا". فالله لا يريد أن يهلك أحد "منَّا". إذا كان الأمر كذلك، فسوف أفترض أن 2 بطرس 3: 9 تُشير إلى مشيئة الله السياديَّة. لكن إن كان النص يعني "لن يهلك أحد"، فهذا يثبت أكثر من اللازم. لأنه سوف يعني أن الله يقضي بسيادته ألَّا يهلك أحد، وإن كان الأمر كذلك، فلن يهلك أحد.
لذلك، يصبح الأمر معقدًا للغاية عندما تأتي إلى نص يتحدَّث عن مشيئة الله لأنه يجب تفسيره من خلال سياقه المباشر بالإضافة إلى بقيَّة الكتاب المقدس قبل أن نصل بشكل قاطع إلى وجهة نظر مُعيَّنة عن مشيئة الله التي يشير إليها النص.