بيت الله
۲۰ يوليو ۲۰۲۰الامتنان الحقيقي
۲٤ يوليو ۲۰۲۰عدم الامتنان أساس الخطية
عندما كانت ابنة أختي تبلغ من العمر سنتين ونصف، أخذتها أختي وزوجها لزيارة الأصدقاء. عندما وصلوا، أخذت ابنة هؤلاء الأصدقاء البالغة من العمر ستة سنوات ابنة أختي إلى غرفة أخرى للعب معها أثناء حديث الكبار معًا. بعد حوالي عشرين دقيقة، دخلت البنت ذات الست سنوات إلى الغرفة وهي غاضبة جدًا. كانت تلعب لعبة مع ابنة أختي تتطلَّب منها أن تعطي ابنة أختي عشرات من قطع اللعبة. اشتكت البنت الصغيرة قائلةً: "في كل مرة أعطيتها قطعة، تقول لي "شكرًا" وتنتظرني أن أقول لها "عفوًا"". استمر هذا "الحوار" لمدة عشرين دقيقة، وشعرت الطفلة الأكبر سنًا بالإحباط بسبب هذا الأمر.
إن تعليم أطفالنا أن يشكروا وأن يكون لهم روح الشكر هو جزء هام من التربية المسيحيَّة. والسبب يكمن في أن أبانا السماوي يطلب أن يفيض أولاده بالشكر. إن الشكر أمر أساسي لكونك تتبع يسوع المسيح. ومن الناحية الأخرى، فإن عدم الامتنان هو خطية وأساس الخطايا الأخرى.
خلق الله الإنسان —ثم أعاد خلق شعبه— ليعبده. في الكتاب الكلاسيكي بعنوان "الجوهرة النادرة للقناعة المسيحيَّة" (The Rare Jewel of Christian Contentment)، يكتب جيريميا بوروز (Jeremiah Burroughs) قائلاً: "إن العبادة ليست مجرد القيام بما يُرضي الله، ولكن أيضًا هي الرضا بما يفعله الله". تشتمل العبادة على الاستمتاع بكل ما يصنعه الله في حياتنا وتقديم الشكر على ذلك —في كل الظروف. القلب الشاكر هو القلب المتعبِّد. القلب غير الشاكر لا يستطيع أن يعبد الله.
في رومية 1: 18–3: 20، قدَّم بولس تفاصيل شاملة وكاملة عن خطية الإنسان ودينونة الله. لا يُستثنى أحد ("الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا"). لا يتم التغافل عن أي درجة من درجات الخطية —من الطمع إلى الخبث، ومن الحسد إلى القتل، ومن النميمة إلى المذمَّة، ومن كراهية الله إلى عصيان الوالدين، ومن التمرُّد إلى البر الذاتي، ومن فعل الشر إلى اختلاق الشر، ومن ارتكاب الخطية إلى تأييد مَن يرتكبون الخطية. ومع ذلك، فإن السبب الرئيسي وراء كل ذلك هو فشل البشر في تمجيد الله وتقديم الشكر له كإله (1: 21).
في الأساس، عدم الامتنان هو رفض لله. إنه رفضٌ له بصفته الخالق والضابط لكل الأشياء. إنه رفض لله بصفته معطي الحياة، ومانح كل بركة، سواء كانت مُتوقَّعة أو غير مُتوقَّعة، وسواء كانت مُفرحة أو مُؤلمة. حتى في السجن، فرح بولس وحثَّ أهل فيلبي على الفرح معه. كما حثَّ الآخرين على تقديم الشكر دائمًا. المؤمنون لديهم روح الشكر لأنهم يدركون أن كل ما لدينا، أينما كنَّا، وفي الواقع كل ما نحن عليه يأتي من يد الله —لمجده وخيرنا.
يدرك المسيحيُّون، مثل ابنة أختي، أن كل ما لدينا هو عطية. لقد أعطانا الله كل شيء —الحياة، والخلاص، وكل ما يُشكِّل الحياة في هذا العالم والعالم الآتي. كل يوم، وكل لحظة، يجب أن تكون مليئة بالشكر. إن الله صالح، وكل ما يفعله ويعطيه هو لخيرنا. كل ذلك هو عطية.
تخيَّل ابنًا لعائلةٍ ثريَّة يتلقَّى هدايا باهظة الثمن، ويذهب إلى أفضل المدارس، ويعيش في راحة وأمان، ثم قال لوالديه: "لم تعطوني أبدًا ما يكفي". يكمن أن نطلق على ذلك الطفل أنه مُدلَّل وعاق. ومع ذلك، فإن كل عطية يمنحها الله لأولاده هي أفضل بلا حدود، وأكثر سخاءً، ومناسبة تمامًا لكل ظرف، ودائمًا لخيرنا، ودائمًا لا نستحقها. يا لنا من أولاد مُدلَّلين إن فشلنا في تقديم الشكر له باستمرار.
من المناسب، إذن، أن يكون عدم الشكر هو سمة من سمات الارتداد في "آخر الأيام". كتب بولس قائلًا: "وَلكِنِ اعْلَمْ هذَا أَنَّهُ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ سَتَأْتِي أَزْمِنَةٌ صَعْبَةٌ، لأَنَّ النَّاسَ يَكُونُونَ مُحِبِّينَ لأَنْفُسِهِمْ، مُحِبِّينَ لِلْمَالِ، مُتَعَظِّمِينَ، مُسْتَكْبِرِينَ، مُجَدِّفِينَ، غَيْرَ طَائِعِينَ لِوَالِدِيهِمْ، غَيْرَ شَاكِرِينَ، دَنِسِينَ" (2 تيموثاوس 3: 1-2). من المناسب أن تجتمع "مُحِبِّينَ لأَنْفُسِهِمْ"، و"مُتَعَظِّمِينَ، مُسْتَكْبِرِينَ" و "غَيْرَ شَاكِرِينَ" معًا. فالشخص غير الشاكر يعتقد أنه مركز الكون. فقد اكتسب كل ما لديه. وبالنسبة له، ما من عطية.
أشار بولس إلى عدم الامتنان على أنه أساس للعديد من المشكلات في كنيسة كورنثوس. فكتب قائلًا: "أَيُّ شَيْءٍ لَكَ لَمْ تَأْخُذْهُ؟ وَإِنْ كُنْتَ قَدْ أَخَذْتَ، فَلِمَاذَا تَفْتَخِرُ كَأَنَّكَ لَمْ تَأْخُذْ؟" (1 كورنثوس 4: 7). لقد فشلوا في إدراك أن كل ما لديهم هو عطية من الله. وبدلًا من ذلك، كانوا متفاخرون ومتباهون.
هنا، إذن، نرى الخطية "الأصليَّة" الأساسيَّة وهي ترفع رأسها القبيح —خطية الكبرياء. يسير عدم الامتنان والكبرياء جنبًا إلى جنب. حيثما يذهب أحدهما، يسير الآخر بجانبه. فالقلب المُتكبِّر هو القلب غير الشاكر وهو في عداوة مع الله. أيها المؤمن، كل ما عندك هو عطية. قدِّم الشكر لله على ذلك باستمرار.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.