هل الكتاب المقدس هو كلمة الله؟
۱۸ يوليو ۲۰۱۹هل تغيّر الصلاةُ فكرَ الله؟
۲٦ يوليو ۲۰۱۹التكليف بالتلمذة
منذ سنوات قليلة، قرَّرت العديد من الكنائس الإنجيليَّة الموجودة في المقاطعة التي كنت أعمل فيها راعيًا مساعدًا التعاون في دعم ورعاية سلسلة من الاجتماعات الكرازيَّة. وساعدتُ في قيادة اللجنة المُنظِّمة لهذه الاجتماعات، وقرَّرنا من البداية دعوة واعظ من أحد محطات الراديو معروف ليكون الكارز في هذه الاجتماعات. وعندما حلَّت ليلة الاجتماع الأول أخيرًا، حضر آلاف من الناس. لن أنسى الدعوة التي قدمها هذا الواعظ في ختام عظته. أولًا، دعي كل مَنْ وضع ثقته الشخصيَّة في المسيح كمخلصٍ له أن يتقدم إلى الأمام. قام حوالي ثلاثين إلى أربعين شخص بالتقدم إلى الأمام. ثم قال شيئًا أدهشني للغاية. فقد دعي جميع المؤمنين الذين لم يصبحوا بعد تلاميذًا للمسيح للتقدم إلى الأمام. ومما أدهشني أن العديد من المؤمنين، وبعض منهم كنت أعرفهم جيدًا، تقدموا للأمام، معتقدين أنهم في هذه اللحظة الفارقة قد أصبحوا تلاميذًا ليسوع المسيح للمرة الأولى.
أزعجتني هذه الدعوة الثانية. كان الواعظ يُعلِّم بأنه في الأساس يوجد نوعين من المؤمنين: أشخاص تغيروا وآخرون تلاميذ. حسب تعليمه، الأشخاص الذين تغيروا هم من وضعوا ثقتهم في المسيح كمخلصٍ شخصي لهم؛ والتلاميذ هم من أخذوا خطوة لاحقة أن يتبعوا المسيح كربٍ لهم. يمكن من الناحية العملية أن يتغير شخص ما ويصير مؤمنًا، ولكنه ليس تلميذًا.
ولكن لا يسمح المسيح بهذا التمييز في الأناجيل. أن تكون مؤمنًا هو أن تكون تلميذًا؛ وأن تكون تلميذًا هو أن تكون مؤمنًا.
وهذا بالضبط ما ذَكَّرَ به يسوع تلاميذه في الإرساليَّة العُظمى في نهاية إنجيل متى. لاحظ ما يقوله يسوع: "فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ" (متى 28: 19). إن وصية المسيح ليست صناعة مُتغيِّرين بل صناعة تلاميذ. بعبارة أخرى، إن اتِّباع وطاعة المسيح ليس أمرًا اختياريًا للمؤمن. يصف يوحنا الأمر بشكل أكثر صراحة. فيقول: "مَنْ قَالَ: «قَدْ عَرَفْتُهُ» وَهُوَ لاَ يَحْفَظُ وَصَايَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ وَلَيْسَ الْحَقُّ فِيهِ" (1 يوحنا 2: 4).
حقًا، إن الإيمان الذي للخلاص هو الإيمان الذي يلزمنا أن نتبع ونطيع المسيح كتلاميذ. إن خطواتنا الأولى البسيطة كمؤمنين، على الرغم من صغرها وتعثُّرها في كثير من الأحيان، هي خطوات في طريق تبعيِّة مخلصنا.
أخشى أن الكثير مما ندعوه المسيحيَّة الإنجيليَّة قد فقد هذه الحقيقة الهامة. تم خداع العديد من الناس للاعتقاد بأنه لمجرد أنهم ردَّدوا صلاة ما أو وقَّعوا على بطاقة ما أو تقدموا للأمام فقد ضمنوا الحياة الأبدية في السماء. ولكن يسوع يطالب بأكثر من ذلك. يطالبنا يسوع أن نُسلِّمه حياتنا. كما يطالب يسوع أن نتبعه بجدٍ وصرامةٍ (لوقا 9: 23). باختصار، يطالبنا يسوع أن نكون تلاميذه.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.