الرئاسة النيابيَّة
۲۲ أبريل ۲۰۲۱طوبى للمساكين بالروح
۲۸ أبريل ۲۰۲۱أرنا كيف نُنهي حسنًا
الانتهاء حسنًا يبدأ الآن. قد يكون الاعتراف بالسن المُتقدِّم صراعًا يوجهه كبار السن، ولكن المسيحيُّون الأصغر سنًا يحتاجون إلى نماذج من القدِّيسين الأكبر سنًا الذين قبلوا سنهم ويثمرون روحيًّا في سنواتهم الأخيرة.
إن تشجيع الأصدقاء الأكبر سنًا هو بركة خاصة. كان سيدني أكبر مني بستِّين عامًا تقريبًا، ولكن في السنوات القليلة الأخيرة من حياته، كان هو أحد أصدقائي المُقرَّبين. كان يتصل بي على الهاتف، وكانت كلماته الأولى عادةً: "أنا الرجل العجوز". كان سيدني يقبل سنه، ولأنه تمتَّع بمحبة الله على مدى عقود عديدة، كان قد عزم أن يُنهي رحلته حسنًا.
أظهر لي سيدني كيف أنهي حسنًا بثلاث كلمات. في إحدى المرَّات، ذهبت معه لرؤية صديق يحتضر، وانحنى سيدني إلى جانب صديقه، وتحدَّث معه بهدوء، وصلَّى معه، ثم قال لصديقه: "يا بيلي، ثلاث كلمات: أنا. أحبك. أنت". هذا كان كل شيء — ثلاث كلمات بسيطة ولكنها رائعة. وهكذا كان سيدني — لقد أحبَّ الناس بطرق بسيطة ولكنها رائعة. سواء كانت زوجته وهي تعاني من مرض الزهايمر، أو أطبَّائه وممرِّضاته الذين اعتنوا به أثناء مرضه بالسرطان والسكتة الدماغيَّة، أو مَن كان يحضر لها القهوة قبل الغذاء، أراد سيدني أن يعرف عنهم، ويعرف كيف حالهم، ويعرف كيف يمكنه أن يساعدهم وأن يصلِّي من أجلهم. لقد رأيت "الرجل العجوز" وهو يخدم الله والآخرين من خلال هذه الكلمات الثلاث البسيطة.
البركة العظيمة في رؤية شخص ما وهو يُنهي رحلته حسنًا ليست مُجرَّد تعلُّم كيف نعيش الغد؛ بل في الواقع تعلُّم كيف نعيش اليوم. إن الرجال والنساء الذين يستمرون في النصف الثاني من حياتهم بنضج وأمانة لله يشجِّعون الأجيال الشابة على العيش بنفس الطريقة الآن.
نقرأ في العهد الجديد عن تمتٌّع تيموثاوس ببركات النماذج الأمينة التقيَّة. لم يقتصر الأمر على نموذج جدته لوئيس وأمه أفنيكي حيث تعلَّم الإيمان منهما، ولكن كان لديه بولس أيضًا الذي جاهد الجهاد الحسن، وأكمل السعي، وحفظ الإيمان. كان تيموثاوس بحاجة للدروس التي تعلَّمها من الرجال والنساء الأكبر سنًا حتى يكون مجتهدًا ومثمرًا في دعوة الله. تأمَّل في بعض الطرق التي تدل على أن بولس أنهى رحلته حسنًا:
- كان مُكرَّسًا لله في الصلاة، والتسبيح، والعبادة، والطاعة إلى النهاية.
- تحمَّل الضيقات بنعمة وشجاعة.
- عاش بتواضع، ورضا، وامتنان، وفلاح، ورجاء.
- أحب الآخرين وخدمهم، حتى عندما كان ذلك صعبًا عليه.
- تذكَّر الجيل القادم ودرَّبهم للخدمة.
- استعد للموت وكان مُشتاقًا أن يكون مع المسيح.
أكمل بولس السعي، وكان النمط العام لحياته عبارة عن صورة لنعمة الله ومثابرته، ولكن في الواقع، كانت أولويَّات حياة بولس هي الاهتمامات المُلحَّة في أي عمر.
عند مواجهة جداول الأعمال المزدحمة، والضغوط اليوميَّة، وتكلفة اتباع المسيح، يحتاج المؤمنون الأصغر سنًا أن يعرفوا أن كل شيء سيكون على ما يرام. تُصر مخاوفنا الخاطئة وأكاذيب العالم على أنه يجب السعي وراء النجاح والمتعة مهما تكلَّف الأمر، ولكن المؤمنين البالغين يتمتَّعون بميزة النظر إلى الوراء والمنظور الصحيح للإصرار على أن طريق الله هو أفضل طريق. نحن نحتاج أمثلة حيَّة للحكمة والعمر المُتقدِّم لنشهد أن الله أمين وأن كوننا أمناء له هو في النهاية الشيء الوحيد المُهم حقًا.
لا أحد يعلم ما يحمله الغد، ونحن ندخل دائمًا في مراحل جديدة وغير معروفة من الحياة. قد يدعونا الله لننهي الرحلة قبل الميعاد الذي خطَّطنا له، ولكن الله رحيم. في الواقع، يعطينا كاتب المزمور صلاةً وطريقًا نتبعه قائلًا:
اَلَّلهُمَّ، قَدْ عَلَّمْتَنِي مُنْذُ صِبَايَ، وَإِلَى الآنَ أُخْبِرُ بِعَجَائِبِكَ. وَأَيْضًا إِلَى الشَّيْخُوخَةِ وَالشَّيْبِ يَا اَللهُ لاَ تَتْرُكْنِي، حَتَّى أُخْبِرَ بِذِرَاعِكَ الْجِيلَ الْمُقْبِلَ، وَبِقُوَّتِكَ كُلَّ آتٍ". (مزمور 71: 17-18)
قد يميل البعض إلى الاعتقاد بأن الدعوة إلى الانتهاء حسنًا لا تصلح إلا لرجال ونساء في الثمانينيَّات أو التسعينيَّات من العمر، ولكن الاستعداد يبدأ بالفعل قبل ذلك بكثير. الشخصيَّة والعادات التقيَّة التي ننمِّيها على مدى سنوات عديدة هي الانماط التي تظهر في السن المُتقدِّم والتي تؤثِّر على المؤمنين الأصغر سنًا بطرقٍ لا تُنسى. إن الحاجة إلى الأمانة في النصف الثاني من الحياة مُهمَّة جدًا، فلا ينبغي الانتظار حتى فوات الأوان. لذا، فإن الطلب بسيط: أرنا كيف نبدأ الآن في الانتهاء حسنًا.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.