مملكة كهنة - خدمات ليجونير
نطهِّر أنفسنا كما أن المسيح هو طاهر
۲۰ أكتوبر ۲۰۲۲
فيه الكفاية
۲۷ أكتوبر ۲۰۲۲
نطهِّر أنفسنا كما أن المسيح هو طاهر
۲۰ أكتوبر ۲۰۲۲
فيه الكفاية
۲۷ أكتوبر ۲۰۲۲

مملكة كهنة

ملاحظة المُحرِّر: المقالة 7 من سلسلة "صلاة يسوع الكهنوتية"، بمجلة تيبولتوك.

عندما كنتُ في الجامعة، درستُ خارج البلاد لمدة فصل دراسي واحد، ممَّا أتاح لي فرصة السفر إلى عدة دول. ومؤخرًا، تصفحتُ جواز سفري القديم، وبينما كنتُ أقلب الصفحات، وأنظر إلى الأختام والتأشيرات، أدركتُ أني زرتُ بلدًا واحدة فحسب تتبع النظام الملكي. لا تزال هناك العديد من الممالك عبر أنحاء العالم، ومع ذلك، لا يزال من الصعب علينا استيعاب معنى أن الله جعل كنيسته مملكةً.

وبالمثل، يمكن لوظيفة الكهنة أن تبدو غريبة وغير مفهومة لدى الذين ليس لديهم كهنة في كنائسهم. كذلك، إن السقطات، والإساءات، والفضائح التي أحاطت بالكهنة عبر العصور جعلت من الصعب استيعاب معنى هذا المنصب، والغرض الذي لأجله دعا الله الكنيسة باسم مملكة كهنة.

أود أن أتناول فيما يلي باختصار المقاطع الكتابية التالية: خروج 19: 6؛ 1 بطرس 2: 5، 9؛ رؤيا 1: 6؛ 5: 9. وأرجو أن يساعد ذلك الكنيسة كي تفهم على نحو أفضل هويتها، والغرض من وجودها بصفتها مملكة كهنة.

قبل أن نتأمل في خروج 19: 6، تذكَّر جيدًا أن موسى نشأ في عائلة الفرعون المالكة في مملكة مصر. وعلى الأرجح، استطاع أن يرى أيضًا طبقة مميَّزة من الكهنة الذين يخدمون آلهة مصر. فقد كان وسط المملكة والكهنوت هو الوسط الذي عاش فيه موسى؛ وهكذا، كان يدرك هوية ومسؤوليات أولئك الذين ورثوا مناصب ملكية وكهنوتية. في خروج 19: 6، عندما أعلن الله أن إسرائيل ستكون مملكة كهنة، انطبقت تلك المفاهيم المألوفة على أمة إسرائيل بأكملها. فقد أُعتِق بنو إسرائيل من عبودية أرض مصر، وصُيِّروا مملكة كهنة كي يخدموا الله ويعبدوه.

ثمة تتميم أعظم لهوية إسرائيل بصفتها مملكة كهنة في الكنيسة. توجد تشابُهات واضحة بين إسرائيل والكنيسة. فقد أُعتِقت إسرائيل بدم خروف الفصح، وتُعتَق الكنيسة بدم يسوع، حمل الفصح الأخير. وكانت إسرائيل مملكة كهنة، والآن الكنيسة هي مملكة كهنة. لكن، يوجد اختلاف واحد مهم بينهما. فقد كانت إسرائيل مجرد أمة واحدة، وشعب واحد، في حين أن الكنيسة مؤلَّفة من أناس من كلِّ قبيلة وأمة (رؤيا 7: 9). لاحظ بعد ذلك كيف استكمل 1 بطرس 2 ورؤيا 5 توضيح ما يعنيه كون الكنيسة مملكة كهنة.

في 1 بطرس 2: 5، توصَف الكنيسة بأنها "كَهَنُوتًا مُقَدَّسًا" لتقديم "ذَبَائِحَ رُوحِيَّةٍ مَقْبُولَةٍ عِنْدَ اللهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ". ثم بعد بضع آيات، تناول بطرس هذه الفكرة مرة أخرى، قائلًا: "وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ" (الآية 9). فقد استخدم بطرس لغة خروج 19، وإشعياء 43، ومقاطع أخرى من العهد القديم، مطبِّقًا إياها على المسيحيين من اليهود والأمم.

وفي رؤيا 1: 6؛ 5: 9-10، استخدم يوحنا بعضًا من الصور نفسها التي رأيناها في 1 بطرس 2. ففي رؤيا 1: 6، أُلقِيت تحية على الكنائس السبع، بصفتهم أناسًا حرَّرهم يسوع بدمه ليكونوا "مُلُوكًا وَكَهَنَةً للهِ". ثم بناء على ذلك، وفي الأصحاح 5، رأى يوحنا خروفًا كأنه مذبوح، وترنَّم الحشد السماوي ترنيمة جديدة، قائلين:

"مُسْتَحِقٌ أَنْتَ أَنْ تَأْخُذَ السِّفْرَ وَتَفْتَحَ خُتُومَهُ، لأَنَّكَ ذُبِحْتَ وَاشْتَرَيْتَنَا للهِ بِدَمِكَ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ وَأُمَّةٍ، وَجَعَلْتَنَا لإِلهِنَا مُلُوكًا وَكَهَنَةً، فَسَنَمْلِكُ عَلَى الأَرْضِ". (الآيتان 9-10)

هذه المقاطع من رسالة بطرس الأولى ومن سفر الرؤيا تطبِّق ألقاب إسرائيل العهد القديم على كنيسة العهد الجديد المتنوِّعة الأعراق. يصيبنا الذهول والانبهار عندما نفكِّر أننا قد أُعتِقنا من العبودية لنكون مملكةً وكهنةً. لكن إذا اكتفينا بإزاحة هذه الأفكار جانبًا دون أن ندعها تأسر قلوبنا أو تحدث فينا تأثيرًا من جهة حياتنا لأجل الله، سيفوتنا الهدف من كل ذلك. يقودنا هذا إلى بعض الأفكار التطبيقية.

أولًا، نحن مملكة كهنة لأن يسوع هو الملك والكاهن الأعظم (عبرانيين 5-7)، أي الأسد (الملك)، والخروف (الكاهن؛ رؤيا 5). فقد غلب كملكٍ لأنه بذل نفسه ذبيحة نهائية عن الخطايا كي يفدينا. وهو يملك علينا الآن أيضًا ويشفع فينا.

ثانيًا، شعب الله المفديون مفرَزون من كلِّ الشعوب الأخرى في العالم ليكونوا مملكة روحية مميَّزة. فإننا نعيش تحت حُكم الله الممجد والمنعِم. علاوة على ذلك، لأننا نشترك في المسيح، فإننا نملك معه أيضًا (رؤيا 5: 10؛ 22: 5).

ثالثًا، الكنيسة هي مملكة كهنة. فإن القداسة مطلوبة لدى الذين يتقدَّمون إلى الله، ونحن مدعوون إلى أن نكون قديسين كما أن الله هو قدوس (1 بطرس 1: 15). وعلينا أن نعيش حياة مكرَّسة لله، مقدِّمين أجسادنا ذبيحة حية له (رومية 12: 1). والكنيسة، بصفتها كهنوتًا مقدسًا، لا تقدم ذبائح دموية، لكنها تقدم بشكل جماعي ذبائح روحية، وتخبر بفضائل اسم الله. يتجلَّى ذلك في التسبيح، والعبادة، والشهادة. " فَلْنُقَدِّمْ بِهِ فِي كُلِّ حِينٍ للهِ ذَبِيحَةَ التَّسْبِيحِ، أَيْ ثَمَرَ شِفَاهٍ مُعْتَرِفَةٍ بِاسْمِهِ" (عبرانيين 13: 15).

إننا قد افتُدينا بدم الحمل، ولذا، فإن كوننا مملكة كهنة إنما هو امتياز عظيم. إذن، دعونا بالفرح والشكر نعزم بكلِّ قلوبنا على تأدية مهمة الإخبار بتسابيح ذاك الذي دعانا من الظلمة إلى نوره العجيب.

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

كويتن ب. فالكينا
كويتن ب. فالكينا
د. كويتن ب. فالكينا هو راعي كنيسة كورنرستون المسيحية بمدينة ميدفورد، ولاية أوريغون.