النقاط الخمس للعقيدة - خدمات ليجونير
طلب الغفران
۲ يوليو ۲۰۱۹
الكتاب المقدس وحده وبالإيمان وحده
٤ يوليو ۲۰۱۹
طلب الغفران
۲ يوليو ۲۰۱۹
الكتاب المقدس وحده وبالإيمان وحده
٤ يوليو ۲۰۱۹

النقاط الخمس للعقيدة

يتميز عام 2018–2019 بمرور أربعمئة عام على اجتماع سنودس دورت في مدينة دوردريخت، في هولندا. تم عقد السنودس لينهي الجدال المستمر في كنائس هولندا بخصوص تعليم جاكوب أرمينيوس وأتباعه فيما يتعلَّق بموضوع الاختيار. تؤكد الوثيقة التي نتجت عن السنودس، أي إقرارات دورت، على النقاط الخمسة للعقيدة استجابةً لإخطاء الأرمينيِّين. عادةً ما يتم وصف تلك النقاط الخمسة اليوم بأنها "عقائد النعمة". كما يتم أيضًا اختصارها بالحروف التي تشكِّل الكلمة توليب TULIP (الفساد الشامل، الاختيار غير المشروط، الكفارة المحدودة، النعمة التي لا تُقاوم، مثابرة القديسين)، بالرغم من أن هذا الاختصار يعيد ترتيب النقاط التي قدمتها الإقرارات وفي بعض الأحيان قد يُعطي انطباعات خاطئة عن تعليم الإقرارات.

ستتبع هذه المقالة نفس تسلسل الإقرارات. تم وضع هذا التسلسل عند انعقاد السنودس سنة 1618، على الرغم من أنه غالبًا ما يتم نسيان ذلك. لقد عرض الأرمينيين تعليمهم في صورة خمسة نقاط. كُتب الخمسة نقاط لإقرارات سنودس دورت كرد مباشر على أخطاء أرمينيوس وأتباعه. لم تكتب لعرض تقديم إقرار كامل للإيمان المُصلَح ولكن كي تنهي الجدال حول عقيدة الخلاص الكالفينيَّة والذي أثاره تعليم أرمينيوس.

في سياق مداولاته، حكم سنودس دورت على البنود الأرمينيَّة الخمسة بكونها تتعارض مع كلمة الله. في مقابل تعاليم الأرمينيَّة عن الاختيار الإلهي المبني على الإيمان المتوقَّع، الكفارة العامة، النعمة التي تُقاوم أو غير الفعَّالة، وإمكانيَّة السقوط من النعمة، قدَّمت إقرارات دورت العقائد الكتابيَّة عن الاختيار غير المشروط، الكفارة المحددة أو الفداء المحدد، الفساد الجوهري، النعمة الفعَّالة، ومثابرة القديسين. في كل من تلك النقاط، قدَّمت الإقرارات بيانًا إيجابيًّا عن التعاليم الكتابيَّة ثم ختمته برفض الأخطاء الأرمينيَّة التي تقابله.

النقطة الأولى: الاختيار غير المشروط

في البنود الافتتاحية للنقطة الأولى للعقيدة، تُلخص الإقرارات الأوجه الأكثر أهميَّة من رسالة الإنجيل. تضمن ذلك حقيقة "أنَّ جميع البشر قد أخطأوا في آدم، وهم واقعون تحت اللعنة، ويستحقون الموت الأبدي" (البند 1)، وبأنه قد أُظهرت محبة الله، إذ أرسل ابنه الوحيد إلى العالم (البند 2)، وأنه يمكث غضب الله على الذين لا يؤمنون بإنجيل يسوع المسيح (البند 4).

في داخل أطار تلك الحقائق، تتناول الإقرارات المسألة الجوهريَّة التي من أجلها تم طرح عقيدة الاختيار: لماذا يؤمن البعض ويتوب بسبب الوعظ بالإنجيل بينما يظل الأخرون في خطيتهم وتحت الدينونة العادلة لله؟ إن الإجابة على هذا السؤال في عمقها هو اختيار الله غير المشروط في المسيح للبعض لكي يخلصوا.

إن نوال البعض، دون غيرهم، عطية الإيمان من الله نابعٌ من قضاء الله الأزلي، لأنه "مَعْلُومَةٌ عِنْدَ الرَّبِّ مُنْذُ الأَزَلِ جَمِيعُ أَعْمَالِهِ" (أعمال الرسل 15: 18)؛ "الَّذِي يَعْمَلُ كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ رَأْيِ مَشِيئَتِهِ" (أفسس 1: 11). وفقًا لهذا القضاء، يُليِّن الله بنعمته قلوب المختارين، مهما كانت معاندة، ويرغِّبهم في أن يؤمنوا؛ بينما في دينونته العادلة يترك غير المختارين لشرهم وقساوة قلوبهم. وفي هذا يُستعلَن بشكل خاص التمييز الحكيم، والرحيم، والعادل في الآن ذاته، بين البشر الغارقين بالتساوي في الفساد؛ أو يُستعلَن قضاء الاختيار والرفض المُعلَن في كلمة الله، والذي على الرغم من تحريف ذوي الأذهان الفاسدة، والنجسة، والمضطربة له لهلاكهم، يمنح تعزية تفوق الوصف للنفوس المقدَّسة والتقية. (البند 6)

لأن سيادة الله وقصده المُنعم في الاختيار هو مصدر الإيمان، فالإقرارات تؤكد أنه لا يُمكن أن يُؤسَّس الاختيار على الإيمان. فاختيار الله أن يخلِّص أي شخص لم يُبنَ "على سابق المعرفة بإيمان الإنسان، أو إطاعته للإيمان، أو قداسته، أو أيّة صفة أو توجُّه صالح آخر فيه، باعتبارها المطالب الأساسية، أو الأسباب، أو الشروط التي اعتمد عليها الاختيار." (البند 9). فالإيمان ليس عمل له استحقاق لكنه في حد ذاته هو عطية بالنعمة يمنحها الله لأولئك المدعوين حسب قصده (أعمال الرسل 13: 38؛ أفسس 2: 8‑9؛ فيلبي 1: 29).

بعد توضيح التعليم الكتابي عن الاختيار غير المشروط، تؤكد إقرارات دورت أيضًا على أن هذا الاختيار بسيادة الله ونعمته لعدد محدد من البشر للخلاص يعني أن بعض الخطاة تم "العبور عنهم" أو "تركهم" في خطاياهم (البند 15). أولئك الذين لم يختارهم الله للخلاص في المسيح ينتمون إلى جماعة كل الساقطين الخطاة الذين "بخطأ شخصي منهم " انغمسوا بإرادتهم في "البؤس والشقاء". في حالة المختارين، اختار الله برحمته ونعمته أن يمنحهم الخلاص في المسيح وبواسطة عمله (أفسس 1: 3­–7). في حالة الهالكين، يظهر الله عدله باختياره أن يمنع نعمته وفي النهاية أن يدينهم لأجل خطياهم وعدم إيمانهم (رومية 9: 22–24).

النقطة الثانية: الكفارة المحدَّدة

تم تناول النقطة الثانية باختصار أكثر من النقاط الخمسة للعقيدة التي تم تلخصيها في الإقرارات. ففي البنود الافتتاحيَّة للنقطة الثانية، تؤكد الإقرارات أن الطريق الوحيد المُمكن لكي يهرب الجنس البشري الخاطئ من الدينونة والموت التي تستحقها خطاياهم يوجد فقط في العمل الكفاري ليسوع المسيح بالنيابة عنهم (البند 2). فعمل كفارة المسيح البدليَّة هو الطريق الوحيد لإرضاء عدل الله ولاسترداد الخطاة للعلاقة الطيبة مع الله. بعد التأكيد على الاحتياج لعمل كفارة المسيح على الصليب، تؤكد الإقرارات على القدر والقيمة غير المحدودة لترضية المسيح. فموت المسيح الكفاري "هو الذبيحة والترضية الوحيدة والكاملة تمامًا عن الخطايا، وهو يحظى بقدرٍ وقيمةٍ غير محدودة، والكافي بسعةٍ للتكفير عن خطايا العالم أجمع". لذلك ينبغي على الكنيسة أن تعلن رسالة الإنجيل للخلاص من خلال المسيح "لجميع الأمم، ولجميع البشر، الذين يرسل لهم الله بشارة الإنجيل بحسب مسرته". إن الكنيسة مدعوة أن تُعلن "دون تمييز" لكي لا يهلك كل من يُؤمن بالمسيح المصلوب ويرجع عن خطاياه بل تكون له الحياة الأبدية.

بعد توطيد الحاجة لعمل المسيح الكفاري والتأكيد على قيمته وكفايته غير المحدودة، يُقدم واضعو إقرارات دورت الموضوع الرئيسي للنقطة الثانية للعقيدة. إن عمل المسيح الكفاري كان بتصميم الله وقصده مُقدَّم للمختارين تحديدًا.

لأن هذه كانت مشورة الله الآب السياديّة، وإرادته وقصده شديد الرأفة، أن تمتد الفاعليّة المحييّة والمُخلِّصة للموت الثمين جدًا لابنه إلى جميع المختارين، لمنحهم وحدهم عطية الإيمان الذي يبرِّر، لاقتيادهم بهذا على نحو قاطعٍ إلى الخلاص: أي أن مشيئة الله كانت أن يفتدي المسيح بدم الصليب، الذي به أسَّس العهد الجديد، من كل شعب، وقبيلة، وأمة، ولسان، على نحو فعّال جميع، وفقط أولئك، الذين اختيروا منذ الأزل للخلاص وأعطاهم له الآب؛ حتى يمنحهم الإيمان، الذي اشتراه لهم بموته، مع كافة العطايا الخلاصيّة الأخرى للروح القدس؛ ويطهرهم من جميع الخطايا، سواء الأصليّة أو الفعليّة. (البند 8)

النقطة الثالثة والرابعة: الفساد الجذري والنعمة الفعَّالة

في النقطتين الثالثة والرابعة الرئيسيتين للعقيدة، تقدم الإقرارات التعليم الكتابي بخصوص الفساد الجذري للخطاة الساقطين والعمل الفعَّال لروح المسيح في التجديد والتغيير.

يتم تصوير موقف الإقرارات عن محنة الإنسان الخاطئ بوضوح في البنود الخمسة الأولى من هذا القسم في الإقرارات. في البندين الأول والثالث، يتم رسم مقابلة حادة بين الإنسان في حالته الأصلية من الاستقامة كما خلقه الله وحالته الخاطئة أو فساده الجذري بعد السقوط.

جُبِلَ الإنسان في الأصل على صورة الله. وكان إدراكه مزيّنًا بمعرفة حقيقيّة وصحيحة عن خالقه وعن الأمور الروحيّة؛ كما كان قلبه وإرادته مستقيمين، وجميع عواطفه نقية؛ وكان الإنسان ككلٍّ مقدَّسًا؛ ولكن بتمرّده على الله بتحريضٍ من الشيطان، وبإساءة استخدامه لحرية إرادته، خسر هذه العطايا الفائقة؛ وفي المقابل جلب على نفسه عمى الذهن، والظلمة الرهيبة، والبُطل، وفساد التمييز؛ وصار شريرًا، ومتمردًا، ومتصلِّب القلب والإرادة، ونجسًا في عواطفه.  (البند 1)

ولذلك، يُحبَل بجميع البشر بالخطية، وهم بالطبيعة أبناء الغضب، وعاجزون عن فعل أي صلاح للخلاص، وميّالون إلى الشر، وأموات في الخطايا، وعبيدٌ لها. ودون نعمة الروح القدس المُجدِّدة، لن يستطيعوا ولن يرغبوا في الرجوع إلى الله، أو في إصلاح فساد طبيعتهم، أو في ترغيب أنفسهم في الإصلاح (مزمور 51: 5؛ يوحنا 3: 5–7؛ أفسس 2: 1–3؛ رومية 8: 7، 8؛ 1 كورنثوس 2: 14). (البند 3)

تبدأ الإقرارات تناولها لعمل الروح القدس في تطبيق الفداء بالتأكيد على ضرورة المناداة برسالة الإنجيل بين جميع الأمم. في هذه المناداة بالإنجيل، يعلن الله

بكل جديّة وصدق فِي كَلِمَتِهِ ما هو مقبول لديه، أن جميع مَن يُدعَون لا بد أن يستجيبوا للدعوة. وعلاوة على ذلك، هو يَعِد جديًا بالحياة الأبدية والراحة لكل من يُقبِل إليه ويؤمن به. (البند 8)

يعني هذا أنه لا يجب أن يُلقي باللوم على المسيح أو الإنجيل عندما يرفض الخطاة أن يؤمنوا أو أن يتوبوا عند دعوتهم بواسطة رسالة الإنجيل. فالله يدعو بإخلاص الجميع من خلال رسالة الإنجيل كي يؤمنوا، واعدًا بالخلاص دون تمييز لكل من يتجاوب مع دعوته بالإيمان والتوبة. فذنب عدم الإيمان وعدم توبة الكثيرين هو، إذن، بالكامل ذنبهم.

ماذا عن الذين أمنوا وتابوا — الذين تغيروا — من خلال الوعظ بالإنجيل؟ هل يُنسب لهم الفضل في إيمانهم وتوبتهم كما لو كان هذا من إنجازاتهم؟ يجاوب واضعو الإقرارات هذا السؤال أولًا بإنكارهم أن مثل هذا الإيمان والتوبة يُحتسب للمؤمن وثانيًا بالتأكيد على أن الإيمان والتوبة هي ثمار عمل الروح بواسطة الإنجيل. فتغيير المدعوين من خلال خدمة الإنجيل لا يجب أن يُنسب الفضل فيه لهم، كما لو أنه "يميّز أحدهم نفسه عن الآخرين، الذين تقدَّم لهم على حد السواء نعمةً كافية للإيمان والرجوع إلى الله كما تنادي هرطقة بيلاجيوس المتغطرسة" (البند 10). ليس ذلك على الإطلاق. فكما اختار الله خاصته في المسيح منذ الأزل:

هكذا أيضًا يمنحهم إيمانًا وتوبة، ... حتى يخبروا بفضائل الذي دعاهم من الظلمة إلى نوره العجيب؛ وحتى لا يفتخروا بأنفسهم، بل بالرب بحسب شهادة الرسل في مواضع عديدة.

في البنود التالية للنقاط الثالثة والرابعة، تقدم الإقرارات الوصف الكتابي لطريقة عمل روح الله في قلب وحياة المؤمن. عندما تتحدث الإقرارات عن عمل روح الله في تطبيق رسالة الإنجيل، تؤكد أن الله بالروح القدس يُنير أذهان المؤمنين بقوة "حتى يتمكّنوا من إدراك وتمييز ما لروح الله" (البند 11). بالإضافة إلى ذلك، "بواسطة فاعليّة الروح المُجدّد ذاته،" الله "يجتاح .... أعمق خبايا الإنسان؛ فيفتح ما هو مغلَق، ويُليّن القلب المتحجِّر، ويختن ما هو أغلف". إن عمل روح الله هذا يتضمن: إعطاء الخاطئ الإرادة، والتي هي مستعبدة للخطية، والاستعداد لفعل الصلاح؛ جاعلاً الإرادة، والتي هي ميتة وبلا حياة تجاه أمور الله، تبدأ أن تحيا وتصير متقبِّلة لدعوة الإنجيل، وجاعلاً الإرادة، والتي لا تريد لأنها عاجزة، تبدأ أن ترغب في فعل الصواب؛ محركًا للإرادة ومقويًا إيَّاها، والتي هي غير نشطة وبلا حياة، حتى تصنع ثمارًا صالحة تأتي من شجرة قد صارت صالحة. وبذلك، فإن روح الله يمكِّن الخاطئ بشكل فعلي، والذي هو بالطبيعة ميت روحيًّا وفي عبودية الخطية، أن يرجع طوعًا بالتوبة والإيمان إلى الله:

حتى أن جميع مَن يعمل الله في قلوبهم بهذه الطريقة المذهلة، يتجدَّدون قطعًا، وعلى نحو أكيد، وفعّال، ويؤمنون حقًا. وعندئذ، هذه الإرادة التي تتجدّد نتيجة لهذا لا تُدفَع أو تتأثر بالله فحسب، بل نتيجة لهذا التأثير، تصير هي نفسها نشطة. ولهذا السبب، نصيب حين نقول إن الإنسان نفسه هو الذي يؤمن ويتوب. (البند 12)

النقطة الخامسة: مثابرة القديسين

تقر البنود الافتتاحيَّة للنقطة الخامسة أن المؤمنين يصارعون دائمًا ضد الخطية والتجربة، وفي بعض الأوقات يسقطون في خطايا بشعة (مثل إنكار بطرس). في إطار هذه النظرة الكتابيَّة الواقعيَّة عن الجهاد المستمر مع الخطية الباقية، تؤكد الإقرارات على حفظ الله الثالوث بنعمته للمؤمن الحقيقي. فلو تُرك المؤمنون لقدراتهم الشخصية، "لا يمكن ... أن يثابروا في حالة النعمة" للحظة (البند 3). فقط كون الله آمين ورحيم، يقوِّي ويمكِّن المؤمنين ليتمكنوا من بقائهم في تلك الحالة التي أحضرهم الله فيها من خلال الشركة مع المسيح. فالإخبار السارة للإنجيل ليست فقط أن الله قدَّم كفارة من خلال المسيح وأحضرنا بروحه بواسطة رسالة الإنجيل إلى الشركة مع المسيح، أيضا الإنجيل يعدنا أن الله يبرهن على أمانته ورحمته بحفظ لشعبه في تلك الشركة.

لكن الله، الغني في الرحمة، وبحسب قصده غير المتغيِّر في الاختيار، لا ينزع الروح القدس من شعبه تمامًا، حتى في خضم سقطاتهم المؤسفة؛ كما لا يسمح لهم بأن يتمادوا كثيرًا لدرجة فقدان نعمة التبني وخسارة حالة التبرير؛ أو بأن يخطئوا الخطية التي للموت؛ كما لا يسمح بأن يُترَكوا تمامًا، ويغرِقوا أنفسهم في الهلاك الأبدي (يوحنا 10: 27–30؛ 17 :11–12؛ رومية 8: 35–39؛ فيلبي 1: 6). (البند 6)

مجد الله وتعزية المؤمن:

منذ بضع سنوات، لخص جي. أي. باكر بشكل واضح تلك النقاط الخمسة لعقائد النعمة، في جملة قوية: "يخلص الله الخطاة." إن التعاليم الكتابيَّة عن الاختيار تحافظ على حقيقة أن الخلاص هو عمل الله من البداية للنهاية. على عكس الرأي الأرميني، والذي يجعل خلاص الخطاة في النهاية باختيارهم أن يؤمنوا وأن يثابروا في الإيمان، يعلِّم الكتاب المقدس أن الله الثالوث يخلِّص عن طريق منح المؤمنين كل ما هو مطلوب لخلاصهم. وفقًا لقصده من الاختيار، أعطى الآب الابن، الذي اشترت ذبيحته الكفاريَّة بفاعليَّة الخلاص لمن مات من أجلهم. ومن خلال العمل الفعَّال للروح القدس، يُمنح للمؤمنين عطية الإيمان والتوبة بدون فشل والتي بواسطتها يتم اتحادهم بالمسيح ويصبحوا مستفدين من عمله نيابة عنهم. لهذا السبب، يمكن لمَنْ يخلِّصهم الله بسيادته ونعمته أن يردِّدوا كلمات الرسول بولس في 1 كورنثوس 4: 7 "لأَنَّهُ مَنْ يُمَيِّزُكَ؟ وَأَيُّ شَيْءٍ لَكَ لَمْ تَأْخُذْهُ؟ وَإِنْ كُنْتَ قَدْ أَخَذْتَ، فَلِمَاذَا تَفْتَخِرُ كَأَنَّكَ لَمْ تَأْخُذْ؟"

لأن الله وحده هو مَنْ يخلِّص الخطاة، فكل مَنْ يخلِّصهم يقدموا كل الحمد لله من أجل خلاصهم. في نفس الوقت، يؤمنوا بثقةٍ أن المسيح سيخلصهم إلى التمام (عبرانيين 7: 25). بالكلمات المؤثرة للإقرارات، يمكنهم أن يعترفوا أن مشورة الله

لا يمكن أن تتغيّر، ووعده لا يمكن أن يسقط؛ كما لا يمكن نقض الدعوة التي بحسب قصده، أو إلغاء فاعليّة استحقاق المسيح، وشفاعته، وحفظه؛ أو إبطال أو طمس ختم الروح القدس. (البند 8)

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

كورنيليس فينيما
كورنيليس فينيما
الدكتور كورنيليس فينيما هو رئيس واستاذ للدراسات العقائديَّة بكلية وسط أمريكا المُصلّحة للاهوت (Mid-America Reformed Seminary) بمدينة داير في ولاية إنديانا. وهو مؤلف العديد من الكتب بما في ذلك (But for the Grace of God: An Exposition of the Canons of Dort and The Promise of the Future). وهو أيضًا محرر مشارك لمجلة (Mid-America Journal of Theology).