نوصَى عبر كلِّ الكتاب المُقدَّس بأن نخاف الله. ما معنى ذلك؟ وهل يمكن أن تعطينا مثالًا؟
من بين ديانات العالم الأخرى، هل تشترك أيَّة ديانة مع المسيحية في مفهومها عن قداسة الله؟ 
٦ مايو ۲۰۲۵
سمعتُ أن الكتاب المُقدَّس يقول إن الله يعرِّف جميع البشر بنفسه من خلال عالمه المخلوق. كيف يمكن للشخص العادي أن يرى الله وصفاته من خلال الطبيعة؟  
٦ مايو ۲۰۲۵
من بين ديانات العالم الأخرى، هل تشترك أيَّة ديانة مع المسيحية في مفهومها عن قداسة الله؟ 
٦ مايو ۲۰۲۵
سمعتُ أن الكتاب المُقدَّس يقول إن الله يعرِّف جميع البشر بنفسه من خلال عالمه المخلوق. كيف يمكن للشخص العادي أن يرى الله وصفاته من خلال الطبيعة؟  
٦ مايو ۲۰۲۵

نوصَى عبر كلِّ الكتاب المُقدَّس بأن نخاف الله. ما معنى ذلك؟ وهل يمكن أن تعطينا مثالًا؟ 

نحتاج أن مصنع بعض التفرقات الهامة بشأن المعنى الكتابي عن "مخافة" الله. يمكن لهذه التفرقات أن تكون مفيدة، ولكن يمكن أيضًا أن تشكِّل بعض الخطر.  

عندما صارع لوثر مع ذلك الأمر، صنع التفرقة التالية، والتي اشتهرت نوعًا ما منذ ذلك الحين: ميَّز لوثر بين ما دعاه المخافة الخانعة والمخافة البنوية. المخافة الخانعة هي ذلك النوع من الخوف الذي يبديه سجين في غرفة تعذيب تجاه معذِّبه، أو سجَّانه، أو منفِّذ حكم الإعدام فيه. وهو ذلك النوع من القلق المروِّع الذي يجعل الشخص مرتعبًا من الخطر الواضح والظاهر المتمثِّل في شخصٍ آخر. أو هو ذلك النوع من الخوف الذي يشعر به عبد تجاه سيد شرير وقاسٍ، يتجه إليه ممسكًا بالسوط في يده، كي يعذبه. تشير المخافة الخانعة إلى حالة من التذلل والعبودية لسيد قاسٍ وشرير.   

ميَّز لوثر بين تلك المخافة وما دعاه بالمخافة البنويّة. تشير هذه المخافة إلى الخوف الذي يشعر به ابن تجاه أبيه. في هذا الشأن، كان في مخيلة لوثر طفلٌ يكن احترامًا وحبًّا هائلين تجاه أبيه أو لأمه، ويرغب بشدة في إرضائهما. فإن لديه خوفًا أو قلقًا من أن يسيء إلى الشخص الذي يحبه، ليس لكونه خائفًا من التعذيب أو حتى من العقاب، بل لكونه خائفًا من ألا يرضي الشخص الذي يُعَد، في عالم هذا الابن، مصدرًا للحب والأمان.    

أرى أن هذه التفرقة مفيدة، لأن المعنى الأساسي لمخافة الرب، والذي نقرأ عنه في سفر التثنية، موجود أيضًا في أدب الحكمة، الذي يقول: "بَدْءُ ٱلْحِكْمَةِ مَخَافَةُ ٱلرَّبِّ". فإن التركيز هنا منصبٌّ على الشعور بالمهابة والاحترام تجاه جلال الله. وهذا الأمر عادة ما يكون غائبًا عن المسيحية الإنجيلية المعاصرة. فنحن نتصرف مع الله بوقاحة وعجرفة شديدين، وكأننا في علاقة عفوية وعادية مع الآب. صحيح أننا مدعوون إلى أن ندعو الله أبا الآب، وإلى أن نتمتع بالحميمية الشخصية معه بحسب وعده لنا؛ لكن مع ذلك، ينبغي ألا نتصرف مع الله بوقاحة. بل علينا أن نحافظ دائمًا على قدرٍ صحي من الاحترام والتوقير لله.   

أخيرًا، إذا كنا بالفعل نكن لله توقيرًا صحيًّا، يظل علينا أيضًا أن نحتفظ بعنصر من الوعي بأن الله يمكن أن يكون مُخِيفًا. "مُخِيفٌ هُوَ الْوُقُوعُ فِي يَدَيِ اللهِ الْحَيِّ!" (عبرانيين 10: 31). فكأناسٍ خطاة، لدينا جميع الأسباب التي تدعونا إلى الخوف من دينونة الله؛ وهذا الخوف هو جزء من الحافز الذي يدفعنا إلى أن نتصالح مع الله.  

آر. سي. سبرول
آر. سي. سبرول
د. آر. سي. سبرول هو مؤسس خدمات ليجونير، وهو أول خادم وعظ وعلّم في كنيسة القديس أندرو في مدينة سانفورد بولاية فلوريدا. وأول رئيس لكلية الكتاب المقدس للإصلاح. وهو مؤلف لأكثر من مئة كتاب، من ضمنها كتاب قداسة الله.