
ما هي صفات إله المسيحيَّة التي تميِّزه عن الآلهة الأخرى؟
٦ مايو ۲۰۲۵
نوصَى عبر كلِّ الكتاب المُقدَّس بأن نخاف الله. ما معنى ذلك؟ وهل يمكن أن تعطينا مثالًا؟
٦ مايو ۲۰۲۵من بين ديانات العالم الأخرى، هل تشترك أيَّة ديانة مع المسيحية في مفهومها عن قداسة الله؟

ما من ديانة أخرى تتبنَّى مفهومًا عن قداسة الله مطابقًا للمفهوم المسيحي. إلا أن بعض الديانات الأخرى تتبنَّى منظورًا مشابهًا أو تقريبيًّا من نوعٍ ما بشأن الأمر، وهي بالتأكيد تتبنَّى مفهومًا ما عن قداسة الله.
بقدر كون الديانة اليهودية، بأشكالها المختلفة، تَقبَل العهد القديم، فهي تتبنَّى بالتأكيد مفهوم القداسة المذكور فيه. ونعلم أنه على الرغم من اتساع نطاق الإعلان بشأن طبيعة قداسة الله في العهد الجديد، لكن من المؤكَّد أن الفكرة لم تكن خفية ومحتجبة تمامًا في العهد القديم. بل في حقيقة الأمر، البعض من أكثر التعبيرات النابضة بالحياة عن جلال الله وقداسته موجودة في العهد القديم.
يتحدث الكتاب المُقدَّس عن قداسة الله بطريقتين. المعنى الأكثر شيوعًا للقداسة في مجتمعنا هو ذلك المعنى المرتبط بطهارة الله أو فضيلته الأخلاقية - أي ببرِّه. بالطبع، يستخدم الكتاب المقدس كلمة قدوس في بعض الأحيان لوصف طبيعة الله البارة، والأخلاقية، والطاهرة؛ لكن هذا هو المعنى الثانوي للقداسة. يشير المعنى الرئيسي للقداسة إلى انفصال الله - أي تساميه وتفرُّده؛ بمعنى أنه أعظم بكثير في كلِّ كينونته وجوهره من أيِّ كائن آخر مخلوق. وقد كان تسامي الله فكرة سائدة في العهد القديم، وهي بالتأكيد جزء من عقائد اليهودية والإسلام، بقدر كون الديانة الإسلامية تبني أفكارها على الكثير من الأمور المأخوذة من العهد القديم. فهم يعتبرون محمد واحدًا من نسل إسماعيل. كما أنهم يدينون ببعض الولاء لآباء إسرائيل. وهم يتبنُّون ذلك المفهوم عن القداسة.
لكن الفارق الشاسع بين المسيحيَّة وديانات العالم الأخرى من جهة قداسة الله يكمن في مفهوم الكفارة. كان مفهوم الديانة اليهوديَّة عن الكفَّارة في العهد القديم متمثلًا في نظام الذبائح الذي كان يشكِّل جزءًا من عبادتها. أما المنظور المسيحي، فيرى أن الكفَّارة هي الذبيحة النهائيَّة التي قدَّمها مخلِّص مرة واحدة. وهذا المخلِّص متألم، مات عن خطايا البشر. هذا المفهوم غائب عن ديانات العالم الأخرى، وهو الأمر الذي لطالما كان يزعجني. فلا أدري كيف لديانات العالم الأخرى أن تتآلف مع حقيقة شرِّ الإنسان وحقيقة قداسة الله بدون وسيط، وبدون مخلِّص. يبدو لي أنها يجب أن تساوم إما في شرِّ الإنسان، أو في قداسة الله، حتى تستطيع أن تستمر في إيمانها دون أن يكدر صفوها شيء.