من يتبعُك؟ - خدمات ليجونير
رأسُنا المُهيمن على كلّ شيء
۲۱ سبتمبر ۲۰۲۳
الحياة مع الله
۲۳ سبتمبر ۲۰۲۳
رأسُنا المُهيمن على كلّ شيء
۲۱ سبتمبر ۲۰۲۳
الحياة مع الله
۲۳ سبتمبر ۲۰۲۳

من يتبعُك؟

    ملاحظة من المُحرِّر: هذا هو الفصل [الثامن] في سلسلة مجلّة تيبولتوك [ عقيدة الإنسان ].

هل تتبعُ أحدهم؟ ربّما لم نكن لنطرحَ هذا السؤال قبل عقد من الزمن، ولكن، معَ ظهورِ وسائلِ التواصل الاجتماعيّ، أصبحت الآن كلمة "متابعة" جزءًا من لغتِنا الرائجة. نحن "نتابع" الآخرين على مواقع التواصل الاجتماعيّ، ثمّ "يتابعوننا" بعد ذلك. ظهرت كلمة جديدة أخرى وهي "المؤثّر." والناس يطمحون الآن الحصولَ على مِهنةٍ باستخدام منصّات التواصل الاجتماعيّ الخاصّة بهم للتأثير على المتابعين بهدف أنْ يشتروا مُنتجاتٍ مُعيّنة.

لقد تصارعتُ شخصيًّا مع فكرةِ أنْ يكون لي "مُتابعين" وأنْ أكونَ "مؤثّرًا". ولكنّني قرأتُ بعد ذلك رسالةَ بولس إلى الكنيسة في كورنثوس، والتي يحثّهم فيها: "كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِي كَمَا أَنَا أَيْضًا بِٱلْمَسِيحِ" (1 كورنثوس 11: 1). إنّ الكلمة اليونانيّة التي تُرجمت إلى "مُتَمَثِّلِينَ" هي "mimts" وتُستخدم لوصفِ الشخصِ الذي يقلّدُ أو يتبعُ أو يتمثّل بشخص آخر. يبدو الأمرُ كما لو أنّ شخصًا أُعجب بصفاتِ ومهاراتِ مُرشده، فيسعى إلى نسخِ أو تقليدِ ما يفعله ذلك الشخص. ويحثّ بولس أهلَ فيلبّي أنْ يفعلوا الأمرَ نفسَه (فيلبي 3: 17؛ 4: 9).

لقد دعانا مُخلّصُنا أيضًا أنْ نتبعَه – أنْ نفعلَ ما يفعلُه. "مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي" (مرقس 8: 34). في الليلةِ السابقة لخيانته، ائتزرَ يسوع بمنشفة حولَ خصره، وفعل ما لا يفعلُه رجل يهوديّ مُحترم أبدًا: قام بغسل أرجل تلاميذه. "فَإِنْ كُنْتُ وَأَنَا ٱلسَّيِّدُ وَٱلْمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلْتُ أَرْجُلَكُمْ، فَأَنْتُمْ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ، لِأَنِّي أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالًا، حَتَّى كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا." (يوحنا 13: 14-15). يدعونا يسوع أنْ نتبعَه في حياةٍ من التواضع والخدمة، حياةٍ تتمثّل بما فعله من أجلنا.

نحن مدعوّون كمؤمنين لاتّباع المسيح وتلمذة آخرين ليتبعوه أيضًا (متى 28: 19-20). يتطلّب عملُ صُنع التلاميذ أنْ تُظهِرَ للناس كيف يكون اتّباع المسيح؛ نحن نرشدُهم في الإيمان. وبينما نفعل ذلك، يتبعوننا. هذا يعني أنّنا نؤثّر عليهم ليتبعوا الربّ. سواء كان أولئك الذين يتبعوننا هم أولادنا الصغار في منازلنا الذين نعلّمهم كلمة الله، أو زملائنا في مكاتبنا الذين نشاركهم رسالة الإنجيل، أو في المجموعات الأكبر حيث لدينا تأثير كبير عليهم، لدينا جميعًا أشخاص في حياتنا يتبعوننا. نحن مؤثّرون من أجل المسيح. نحن نحاكي مُخلّصَنا لمن هم حولنا.

يأتي مع التأثير مسؤوليّة عظيمة. يشتهرُ المؤثّرون على مواقع التواصل الاجتماعيّ بإثارة الحماسة لمنتجٍ أو قضيّةٍ ما. ذلك لأنّ الناسَ يفعلونَ لا محالة ما يفعلُه المؤثّر المفضّل لديهم. ولعلّ هذا هو السبب الذي جعلَ بولس يُضيف إلى حثّه بالتمثّل به عبارة "كَمَا أَنَا أَيْضًا بِٱلْمَسِيحِ." نريد من الآخرين أنْ ينظروا إلى أفعالنا من دون ملاحظتنا، بل ملاحظة المسيح من خلالنا. في النهاية، نريدهم أنْ يتمثّلوا بالمسيح ويتبعوه.

كما بيّنا، نحن جميعًا مؤثّرون. لدينا جميعًا أتباعٌ. لذا، فالسؤال المطروح هو: من يتبعُك، وكيف يمكنكَ أنْ تقودَهم إلى المسيح؟

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

كريستينا ر. فوكس
كريستينا ر. فوكس
كريستينا ر. فوكس هي مستشارة في مؤسّسة Connection Point Alpharetta، ومحرّرة مُحتوى مدّونة خدمة النساء، enCourage في PCA. هي أيضًا مؤلّفة لكتب عديدة، منها: "A Holy Fear" و"Like Our Father". كما أنّها تكتب بانتظام على موقع ChristinaFox.com.