الحياة مع الله - خدمات ليجونير
من يتبعُك؟
۲۲ سبتمبر ۲۰۲۳
رعاية الحُمْلان
۲۵ سبتمبر ۲۰۲۳
من يتبعُك؟
۲۲ سبتمبر ۲۰۲۳
رعاية الحُمْلان
۲۵ سبتمبر ۲۰۲۳

الحياة مع الله

    ملاحظة من المُحرِّر: هذا هو الفصل [التاسع] في سلسلة مجلّة تيبولتوك [ عقيدة الإنسان ].

لماذا يريد أيّ إنسان أنْ يُصبحَ مسيحيًّا؟ كان المسيحيّون في الكنيسة الأولى مُهمّشين ومُحتقرين ومُضطَهدين. والأمر نفسُه ينطبق على العديد من المؤمنين اليوم: أنْ تكون مسيحيًّا في معظم البلدان، فهذا يعني على الأقلّ خسارةً اجتماعيّة واقتصاديّة. ولكن، على الرغم من كلّ المساوئ الواضحة، كونُك مسيحيًّا ليس بالأمر المرغوب فيه فحسب، بل هو أمر مُدهشٌ ومجيدٌ. يُلخّص الرسول يوحنّا جزءًا كبيرًا من روعة كونِك مسيحيًّا بقوله: "وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ ٱلْآبِ وَمَعَ ٱبْنِهِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ" (1يوحنا 1: 3)، فالمسيحيّ يتمتّع بشركة مع الله.

بسبب الخطيّة، لا يتمتّع أيّ إنسان بشركة مع الله من تلقاء نفسه. الله نور؛ أمّا نحن فنولد في الظُلمة. وأيّ شركة للنور مع الظلمة؟ الله هو حياة؛ أمّا نحن فأموات. وأيّ شركة للحياة مع الموت؟ الله محبّة؛ أمّا نحن فأعداء لله. وأيّ صداقة بين الله والإنسان؟ في حالتنا الطبيعيّة، نحن بلا رجاء وبلا إله في العالم (أفسس 2: 12). نحن "مُتَجَنِّبُونَ عَنْ حَيَاةِ ٱللهِ" لسبب الجهل الذي فينا (4: 18). في حالتنا الساقطة، نحن لسنا فقط غيرُ قادرين على مُصالحة أنفسنا مع الله، بل نحن لا نريد تلك المُصالحة.

لكنّ الله (4:2) فتحَ بنعمتِه طريقَ العودةِ إلى الحياة معه – بواسطة يسوع المسيح. لقد عَمَل الله من جانبٍ واحد ليُظهرَ لنا النعمة والرحمة والمحبّة في المسيح. فالابن، الموهوب لنا بمحبّة الآب، هو الشافي والمصالِح. ومن خلاله يُرحّب بالخطاة في محضر الله القدّوس (أفسس 3: 12؛ عبرانيين 10: 19-20).

بينما يقودُنا الروحُ القدس إلى الله من خلال المسيح، ندخلُ في شركةِ محبّةِ الله المُثلّث الأقانيم. لقد تغيّرنا لكي نحبَّه ولكي نبتهجَ ببذلِ نفسه من أجلنا، ولكي نبتهجَ بتسليمِ أنفسِنا له. إنّها شركة طاهرة ومُقدّسة وصالحة. إنّها شركة سلام بين الله وشعبه بدم يسوع. مهما حدث للمسيحيّ، ما يحدث يقعُ تحت مشيئةِ الآب؛ المسيحيّ آمن في هذه الحياة والحياة الأبديّة. لا يقدرُ أيّ شيءٍ أنْ يفصِلَنا عن محبّة الله (رومية 8: 38-39).

الشركة مع الله تعني أنّ المسيحي يتمتّع بامتياز معرفة الله، وأنْ يكونَ معروفًا منه. يتمتّع المسيحي بامتياز التحدّث مع الله في الصلاة، والاستماع إلى خالقه وفاديه وهو يتحدّث بواسطة كلمتِه وروحِه. يتمتّع المسيحيّ بامتياز حضورِ الله معه وفيه، كما يتمتّع بفرحِ معرفة أنّه سيتمّ إحضارَه يومًا ما إلى مجدِ حضورِ الله الكامل والمُشرق. سيرى ويتواصل مع الله المتجسّد: المسيح يسوع، المخلّص الذي صَعد، ومَلِكُ المجد.

يتمتّع المسيحي بامتياز استردادِ خالقه له وخالق كلّ الأشياء لكي يُصبح ما خُلق أنْ يكونَ عليه. يتمتّعُ المسيحيّ الآن بامتياز التمتّعِ بخليقةِ الله وإلى الأبد. يتمتّع المسيحيّ بامتياز نوال التعزية، وامتياز رعايته من قِبَلِ الآب الذي يجعلُ كلّ الأشياء تعمل معًا لخيره. يشعرُ المسيحيّ بفرحٍ عظيمٍ عندما يعرفُ أنّه حتّى الأشياء الجميلة هنا ما هي إلّا بداية لما سيأتي. إنّها هبات الله لأولاده. هل يمكن أنْ يكونَ هناك أيّ شيء أفضل من أنْ تكونَ مسيحيًّا؟

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

وليام فاندوودوارد
وليام فاندوودوارد
الدكتور ويليام فاندوودوارد هو بروفيسور مادّة "تاريخ الكنيسة" في المعهد المشيخيّ اللاهوتي في مدينة غرينفيل، في ولاية ساوث كارولينا. هو أيضًا مؤلّف ومُحرّر لكُتب عديدة، منها: البحث عن آدم التاريخي (The Quest for the Historical Adam) ومُحاضرات تشارلز هودج التفسيريّة حول الرسالة إلى العبرانيين (Charles Hodge's Exegetical Lectures and Sermons on Hebrews)