رأسُنا المُهيمن على كلّ شيء - خدمات ليجونير
الأنثروبولوجيا المسيحيّة والحياة الأخلاقيّة
۱٦ سبتمبر ۲۰۲۳
من يتبعُك؟
۲۲ سبتمبر ۲۰۲۳
الأنثروبولوجيا المسيحيّة والحياة الأخلاقيّة
۱٦ سبتمبر ۲۰۲۳
من يتبعُك؟
۲۲ سبتمبر ۲۰۲۳

رأسُنا المُهيمن على كلّ شيء

    ملاحظة من المُحرِّر: هذا هو الفصل [السابع] في سلسلة مجلّة تيبولتوك [ عقيدة الإنسان ].

لا يُستخدمُ لقبُ "رأسُ الكنيسة" لتعريف المسيح كرئيسٍ لشركة أو مُنظّمة. يقول بولس في )كولوسي 1: 18( مميّزًا المسيح بأنّه "رَأْسُ ٱلْجَسَدِ: ٱلْكَنِيسَةِ". بكلمات أخرى، المسيح الحيّ هو رأسُ الجسدِ الحيّ – عروسِه. تستمدّ الكنيسة كلَّ حياتِها من المسيح، وليس لها حياةٌ بعيدًا عنه – فَهُما مُتّحدان كواحد. يُعرِّف هذا الاتّحاد المسيحَ بأنّه الرأسُ، والكنيسةَ كجسده. وكما أنّ جهاز التنفّس الاصطناعيّ يملأ الرئتَيْن بالأكسجين بشكل مُستمرّ، هكذا المسيح يملأ رئتَيْ الكنيسة باستمرار، مانحًا إيّاها الحياةَ الروحيّة، والمواهبَ، والقوّةَ لتحقيق مَهمَتِه على الأرض. قال تشارلز سبرجون:

لا يخلقُ الوقتُ أيّ انفصال. الكنيسة واحدةٌ على الدوام– كنيسة واحدة للرُسل، كنيسة واحدة للمصلِحين، كنيسة واحدة للقرن الأوّل، كنيسة واحدة للأيّام الأخيرة، ولهذه الكنيسة الواحدة والوحيدة رأس واحد أوحد هو يسوع المسيح.

يوضّح بولس وصفَ المسيح هذا كرأس الكنيسة بتألّق في أفسس 5 ضمن حدود العلاقة بين الزوج والزوجة. يشرح بولس في الآية رئاسة المسيح كنموذج رئاسة الزوج على عائلته. إنّ الزوجة التي لا تلتزم بمسؤوليّتها الروحيّة في الخضوع لرئاسة زوجها، تسبّب خللًا داخل الأسرة. أمّا الزوجة التي تتجاوبُ مع توجيهاتِ زوجها بمحبّة، تجلب الكرامةَ لعائلتها وزوجِها، والأهمّ من ذلك، لربّها. إنّها بذلك تشهدُ للعالم كيف يجب على الكنيسة أنْ تتجاوبَ بشكلٍ مناسب مع المسيح، في الخضوع والكرامة والخدمة.

يرأسُ المسيحُ كنيستَه من خلال قادة أتقياء (عبرانيين 13: 7، 17). الرعاة والشمامسة يُمثّلون سلطانَ المسيح على الكنيسة. ويلخّص بولس هدفَ هؤلاء الرعاة بهذه الطريقة: "لِأَجْلِ تَكْمِيلِ ٱلْقِدِّيسِينَ لِعَمَلِ ٱلْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ ٱلْمَسِيحِ" (أفسس 4: 12). كلّ سلطة يمتلكها قادة الكنيسة، هي بتفويض من المسيح. إنّ المسيح دائمًا ووحده، هو الذي يحكم كنيستَه بسلطان. والمسيح يرأس أيضًا كنيستَه من خلال كلمته وروحه. إنّ المسؤوليّة الوحيدة للذين أوكِل إليهم مسؤوليّة رعاية الكنيسة، هي إعلان وتطبيق تعاليم المسيح كما أوحي بها في كلمته المكتوبة. إنّ الوظيفة الأساسيّة للراعي هي إطعام رعيّة الله من خلال تقديم الطعام المغذّي لكلمة الله (2 تيموثاوس 3: 16-17؛ 1 بطرس 2: 2-3). من خلال التعليم والوعظ، يجذب الروحُ القدس الناسَ إلى المسيح، ويغذّي عائلة الله.

كما تشمل رئاسة المسيح "كُلّ شَيْءٍ" (أفسس 1: 22). المسيح وحده يستطيع أنْ يحمي الكنيسةَ من عدوّنا إبليس، ومن إغراءات جسدنا الساقط، وأكاذيب العالم. المسيح وحده يستطيع أنْ يحققَ وعدَه بأنّ أبواب الجحيم لن تقوى عليها. المسيح وحده يستطيع أنْ يجمعَ خرافَه ويوسّع كنيسته. وحده المسيح يستطيعُ بسلطانِه أنْ يكون رأسَ عروسِه إلى أنْ تُصبحَ معه إلى الأبد.

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

داستن و. بنج
داستن و. بنج
الدكتور داستن و. بنج هو بروفيسور مُساعد في مادتة الروحانيّة الكتابيّة واللاهوت التاريخي في المعهد اللاهوتية التابع للمعمدانيّين الجنوبيّين في مدينة لويزفيل بولاية كنتاكي. هو مؤلّف للعديد من الكتب، من ضمنها: The American Puritans و Sweetly Set on God و The Loveliest Place.