عيد الميلاد هو للكبار
۱۳ نوفمبر ۲۰۲۰ما هو الشيء العظيم في عقيدة الفساد الكلي؟
۱ فبراير ۲۰۲۱مجيء المسيح
"بُولُسُ، عَبْدٌ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الْمَدْعُوُّ رَسُولاً، الْمُفْرَزُ لإِنْجِيلِ اللهِ، الَّذِي سَبَقَ فَوَعَدَ بِهِ بِأَنْبِيَائِهِ فِي الْكُتُبِ الْمُقَدَّسَةِ، عَنِ ابْنِهِ. الَّذِي صَارَ مِنْ نَسْلِ دَاوُدَ مِنْ جِهَةِ الْجَسَدِ" (رومية 1: 1-3)
إن قُمنا بعمل قائمة بالنصوص الكتابيَّة التي تُقرأ بشكلٍ متكرِّر ويُوعَظ بها خلال فترة عيد الميلاد، ففي الغالب لن نُدرج هذا النص في هذه القائمة. ففي الواقع، لا يحتوي هذا النص على قصة ميلاد المسيح ولا أي تفاصيل عن أمه مريم، ولا الرجل الذي تبنَّاه، يوسف. ومع ذلك، فإن رومية 1: 1-7 تشمل المعلومات المفتاحيَّة حول المجيء الأول لربنا، تلك المعلومات التي تساعدنا لنتذكّر أهميّته في خطة الله.
أولًا، يشير الرسول بولس إلى: "إِنْجِيلِ اللهِ، ... عَنِ ابْنِهِ" (الآيات 1- 3). لا يعني تعبير إنجيل الله "الإنجيل الذي يتحدَّث عن الله"، بالرغم من أن الأخبار السارة تقول لنا شيئًا عن خالقنا، بكل تأكيد، وخصوصًا فيما يختص بمحبته ورحمته لشعبه. ولكن هذا التعبير هنا هو في صيغة المِلكيَّة، أي أن الله هو الذي يملك الإنجيل. هو خبره السار، وليس رسالةً اخترعها البشر. إن قصة دخول ربنا إلى هذا العالم ليست أسطورة من صُنع البشر ولكنها حقيقة عن الله أعلنها بروحه (2 بطرس 1: 16).
ثانيًا، تعهَّد الله بهذا الإنجيل حيث "سَبَقَ فَوَعَدَ بِهِ بِأَنْبِيَائِهِ فِي الْكُتُبِ الْمُقَدَّسَةِ" (رومية 1: 2). بينما يُمثِّل عمل المسيح عملًا جديدًا لله بمغزى هام، إلا أنَّه لا يمكننا أن نعتبر خدمته على أنَّها شيء جديد تمامًا بمعنى أنها شيء غير متوقَّع تمامًا. في الواقع، جهَّز الرب شعبه لمدة آلاف السنين لمجيء المسيح، وقد كان هذا عَبْر خدمة أنبياء العهد القديم. ولكي نجد أول نبوَّة عن المسيَّا، علينا أن نرجع إلى الماضي حيث بداية التاريخ البشري، إلى لعنة الله على الحيَّة بعد سقوط آدم وحواء من النعمة بوقتٍ قليل.
يُصوِّر تكوين 3: 15 الوعد المُبهَم والمثير للاهتمام بأن الحيَّة "ستسحق" عَقِب نسل المرأة بينما سيسحق نسل المرأة رأسها. يُسمَّى هذا الوعد في الكثير من الأحيان protoevangel — "الإنجيل الأول" — لأنَّه يحتوي على جوهر وعد الإنجيل الذي سيظهر عبر باقي تاريخ الفداء. يُخبرنا هذا "الإنجيل الأول" بأنَّ الحرب التي بين الحيِّة والبشر لن تستمر إلى الأبد، وأنَّه يجب أن يبيد "نسل" المرأة ومُمثِّل شعب الله الخطيَّة والشيطان. ولكن نسل المرأة لن ينجو دون أذى، إذ سيتألَّم خلال مرحلة هزيمة العدو. تحقَّقت هذه النبوَّة في المسيح، الذي كان يجب أن يموت لكي يهزم الشيطان، والذي قام ثانيةً من الأموات ليثبت انتصاره وليضمن تبريرنا (رومية 11: 4؛ كولوسي 2: 13-15).
اليوم، نحن ننتظر المجيء الثاني للمسيح ليدين الأحياء والأموات (أعمال الرسل 1: 11؛ 2 تيموثاوس 4: 1). في بعض الأحيان نميل إلى الشعور بالإحباط والشك في عودتهِ مرَّة أخرى، لأنَّه قد مرَّ ما يقرُب من ألفي عام منذ صعوده. لكن كان على شعب الله أن ينتظر آلاف السنين قبل مجيئه الأول، وتَزكَّى إيمانهم عندما وُلِد المسيح في بيت لحم. وسيتزكَّى إيماننا أيضًا عندما يأتي مُخلِّصنا في المجد.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في موقع ليجونير.