تَمَلُّكُ الملكوت - خدمات ليجونير
مكان ملكوت الله
۱۹ ديسمبر ۲۰۲۳
نموّ الملكوت
۲٦ ديسمبر ۲۰۲۳
مكان ملكوت الله
۱۹ ديسمبر ۲۰۲۳
نموّ الملكوت
۲٦ ديسمبر ۲۰۲۳

تَمَلُّكُ الملكوت

    ملاحظة من المُحرِّر: هذا هو الفصل [الخامس] في سلسلة مجلّة تيبولتوك [ مملكة الله].

أعلن جيروم، أحدُ آباء الكنيسة مرّة: "لم يتكلّمْ أحدٌ من الأنبياءِ عن المسيحِ بوضوح مثلَ النبي دانيال." ثمّةَ اختلافٌ في الآراء بين الإنجيليّين المعاصرين حول ذلك. تبدو الرؤى عن الأيّام الأخيرة في النصف الثاني من السفر غامضةً، وسوءُ التطبيقِ المتكرّرِ للنبوءات على الأحداثِ الجاريّة لا يُساهمُ في توضيحها. ومع ذلك، نحن لا نفقدُ الرجاء؛ فإنْ تجنّبنا التركيزَ بقلقٍ على الجهات الفاعلة في التاريخ وعلى الممالك الخاطئة، فإنّ رؤية ابن الإنسان المذكورة في دانيال 7: 13-22 تكشِفُ بوضوحٍ عن ميراث مملكةِ الله الأبديّة الشاملة بواسطة يسوع. كما أنّها تُخبرنا بشيء رائع عمَّنْ هو والطريقة التي يستقبل بها الملكوت، وأنّ ابنَ الإنسانِ يشاركُ في هذا الملكوت مع قدّيسي الله.

إنَّ ظهورَ ابنِ الإنسان في دانيال 7: 13-22 يفتتح مملكةً مُلفتةً للنظر. قبلَ مجيءِ ابن الإنسان، تصفُ رؤيا دانيال الممالكَ المتمرّدة في هذا العالم كوحوش مُرعبة، وكانحرافات شرّيرة عن الحكم البشريّ السليم لأنّها رفضت سيادةَ حُكمِ الله. ومع ذلك، فإنّ قديمَ الأيّام المتوَّج على العرش يَسمحُ لسلطتِهم بالاستمرار - ولكن لوقت يسير فقط. في الدينونة، يَنقُل السيادةَ إلى شخصيّة غامضة تشتركُ في صفاته الإلهيّة — إلى شخصٍ يركَبُ سحابَ السماء — لكنّه يُظهر في الوقتِ نفسِه صفاتٍ بشريّة — شخصٍ "مثل ابن الإنسان" يشترك في مُلكيّة مملكته المُستردّة مع قديسيّ الله العليّ. يتضرّعُ دانيال بشوق لمعرفة المزيد، ولكن بدلًا من التركيز على الممالك العالميّة الفانية، يكفي أنْ نعرفَ أنّه قد اقترب ملكوتَ ابن الإنسان.

يَظهرُ ملكوتُ الله كما هو مُتنبّأ به، ويسيطرُ فيه ابن الإنسان، يسوع، بطريقة استثنائيّة. إنّه الكلمةُ الموجودُ قبلَ الوجودِ (يوحنّا 1: 1)، الذي نزل وحده من السماء (3: 13) ليؤسّس مملكة "لَيْسَتْ مِنْ هَذَا ٱلْعَالَمِ" (18: 36)، بل تتميز بالكمال والديمومة، وهي مُثبتة بآيات مُدهشة (انظر مرقس 1-2). ومع ذلك، على الرغم من أنّه الوريثُ الشرعيّ لعرش داود (متى 1: 1) – وممثّلُ الله البشريّ المُعيّن ليَدين ويملِك على جميع الشعوب (مزمور 2؛ لوقا 3: 22) – إلّا أنّه ينالُ سلطانَه من خلال تواضعه، وطاعته حتّى الموت، وهذا يختلف عن الطريقة التي يُمارِس بها ملوك العالم حُكمَهم (فيلبي 2: 8). إنَّ شفاعتَه للقدّيسين تُحطّم قوّة العصيان والخراب، فيقوم ابنُ الإنسان ظافرًا من بين الأموات، ويصعدُ إلى عرشِه الأبديّ عن يمينِ الله، حيثُ يُعطى كلُّ سلطان في السماء وعلى الأرض (متى 28: 18).

ولكن ماذا عن القدّيسين – كيف يتشاركون مُلكَ المسيح في مملكةٍ تمّ تأسيسُها ولكن من دون أنْ تكتملَ بعد؟ يبدأ شعبُ الله حُكمَهم الآن، إذ "أَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي ٱلسَّمَاوِيَّاتِ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ" (أفسس 2: 6)، كمُنتصرين مُحرَّرين يوسّعون الملكوتَ من خلال طاعتهم المضحيّة وكلمة شهادتِهم (راجع رومية 8: 37-39). ومع ذلك، فإنّ التتميمَ النهائيَّ لرؤيا دانيال حول مُلْكِ القدّيسين ينتظرُ الدينونةَ الأخيرة، بوعدِ يسوع بأنّ الذي "يَصْبُرُ... سَيَمْلِكُ أيضًا مَعَهُ" (2 تيموثاوس 2: 12)، وأنّ "مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي" (رؤيا يوحنّا 3: 21). يبدو هذا المُلْكُ المُشتركُ والأبديُّ لملكوت المسيح واضحًا بما فيه الكفاية – وربّما كان جيروم مُحقًّا في نهاية المطاف.

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

جاستن إي إسترادا
جاستن إي إسترادا
القسّ جاستن إي إسترادا هو الراعي الرئيسيّ في كنيسة الفادي المشيخيّة في مدينة كينجسفيل، في ولاية ماريلاند.