العِلْمُ الكُلّيّ
٦ نوفمبر ۲۰۲۳لَا يَسْتَهِنْ أَحَدٌ بِحَدَاثَتِكَ
۸ نوفمبر ۲۰۲۳رئيسُ كهنتِنا كليّ الرحمة
ملاحظة من المُحرِّر: هذا هو الفصل [السابع] في سلسلة مجلّة تيبولتوك [ صفات الله التي أسيء فهمها].
تُعتبرُ قراءَة صلاةِ يسوعَ كرئيس كهنة في يوحنّا 17 كترحيبٍ من وراء حجاب يستر العلاقة بين الله الآب وابنه يسوع المسيح. قبل أنْ يبدأ يسوع رحلته نحو الصليب، توقّف وسمحَ لنا باستراقِ السمع إلى صلاته التشفّعيّة. عرف يسوع أنّ الموتَ يلوحُ في الأفق، ومع هذا لم يُعِرْ اهتمامًا بالنظام الشرّير الموجود في العالم. بدلًا من ذلك، نجدُ في يوحنّا 17: 20 أنّه يوجّه اهتمامَه الكامل إلى كلّ الذين سيؤمنون بإنجيلِه. ثمّ، بعنايةٍ ومحبّة، صلّى رئيسُ كهنتِنا الرحيم من أجل أمرَيْن مُحدَّدين لشعبه: الوحدة والشَرِكة.
صلّى يسوع قائلًا: "لِيَكُونَ ٱلْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا ٱلْآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ." (يوحنّا 17: 21). فكما توجد وحدة أبديّة بين الآب والابن والروح، هكذا ينبغي أنْ توجدَ وحدة تُميّز الكنيسة أمامَ عالم يراقبها. وبما أنّ الإنسانَ الجسديَّ لا يفهمُ أمورَ الله، يظهر الإنجيلُ من خلال شهادة الوحدة الإلهيّة الموجودة في الكنيسة. إنِ انكسرتْ شركتُنا واستهلك الانقسامُ قلوبنا، يصبح الإنجيلُ غير مفهوم في العالم الذي نسعى لربحه. لا يتركُنا يسوع لأجهزتنا البشريّة أو براعتنا الخلّاقة لتنمية وإنتاج مثل هذه الوحدة، بل يرفع عينَيْه نحو السماء ويصلّي قائلًا: "وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ ٱلْمَجْدَ ٱلَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ" (يوحنّا 17: 22). هذه الوحدة ممكنة فقط لأنّ المسيحَ زرع فينا حياةً جديدة، تحيا بسكنى الروح القدس. جميع المؤمنين الآن في اتّحاد مع المسيح، والروح القدس يسكن فيهم، ويتشاركون قواسم مشتركة، وأصبح لديهم الآن القدرة على تبادل المحبّة والفرح والسلام والوحدة. مع أنّ الوحدة في الإنجيل تشير إلى التقوى، إلّا أنّ الانقسام التافه يُشير الى الطبيعة الجسديّة التي لا يجب أن يتميّز بها أبناءُ الله أبدًا. لقد وحّد يسوع كنيسَته لكي يؤمنَ العالم به ويقبَلَه ويعترفَ به كابن الله الوحيد (يوحنّا 23:17).
يطلب يسوع أيضًا أنْ يأتي بنا الآب إلى المجد لنتمتّع بشركة أبديّة معه: "أَيُّهَا ٱلْآبُ أُرِيدُ أَنَّ هَؤُلَاءِ ٱلَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا، لِيَنْظُرُوا مَجْدِي ٱلَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِأَنَّكَ أَحْبَبْتَنِي قَبْلَ إِنْشَاءِ ٱلْعَالَمِ" (يوحنّا 17: 24). صلّى يسوع أنْ يدخلَنا الآب في النهاية إلى حضوره المجيد، لننضمّ إلى الشركة الأبديّة التي يتمتّع بها بشكل دائم مع أبيه. كونه رئيسُ كهنتنا، قدّم يسوع الكفّارة المناسبة عن خطايانا، ليس فقط لكي نتمتّع بحياة الوحدة هنا والآن، ولكن أيضًا لكي تكونَ لنا شركة أعظم في الحياة الآتية. لماذا يرغب في قضاء الأبديّة مع مخلوقات آثمة خلّصها؟ " لِيَنْظُرُوا مَجْدِي." لن يقضيَ المؤمنون الأبديّةَ مُقيمين مع المسيح فحسب، بل نحن مَدْعوّون لندخلَ إلى قُدسِ أقداسِ مجدِه المتألّق. لن يُنتزعَ أيّ جزءٍ منه عن أحبابه. هذا هو التتميم النهائيّ لفدائِنا – أنْ نكونَ واحدًا مع بعضنا البعض، وواحدًا مع المسيح، لنتفرّس في مجده.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.