لَا يَسْتَهِنْ أَحَدٌ بِحَدَاثَتِكَ - خدمات ليجونير
رئيسُ كهنتِنا كليّ الرحمة
۷ نوفمبر ۲۰۲۳
الطبيعة المتنوّعة للرِعاية
۹ نوفمبر ۲۰۲۳
رئيسُ كهنتِنا كليّ الرحمة
۷ نوفمبر ۲۰۲۳
الطبيعة المتنوّعة للرِعاية
۹ نوفمبر ۲۰۲۳

لَا يَسْتَهِنْ أَحَدٌ بِحَدَاثَتِكَ

    ملاحظة من المُحرِّر: هذا هو الفصل [الثامن] في سلسلة مجلّة تيبولتوك [ صفات الله التي أسيء فهمها].

أنْ تكونَ شابًّا شيءٌ، وأنْ تُحْتقرَ لكونِك شابًّا هو أمرٌ آخر. واجهَ تيموثاوس في أفسس تحدّيًا من جِهتَيْن: قد يحتقرُ المتقدّمين في السنّ في الكنيسة خدمةَ تيموثاوس اليافع بسبب كبريائهم، وقد يشكّل تيموثاوس نفسُه عائقًا أمامَ قضيّة المسيح بسبب قلّة حكمته كشابٍ يافع. شجّع ربّنا تيموثاوس من خلال رسوله بولس قائلًا له: "لَا يَسْتَهِنْ أَحَدٌ بِحَدَاثَتِكَ" (1 تيموثاوس 4: 12). وهكذا، بدلًا من التراجع عن الخدمة، أو أن يكون عائقًا لها بسبب سِنّه، وُجّهت دعوة إلى تيموثاوس للسعي بشكل إيجابيّ إلى التمثّل بالمسيح.

ستأتي البَرَكة على مؤمني كنيسة أفسس نتيجةَ اتّباعهم الكلامِ الصالحِ والحكيمِ. كان على تيموثاوس أنْ يحرصَ على أنْ تشكّلَ كلمةُ الله كلماتِه، سواءً ألقاها من المنبر أو خلال محادثاته العاديّة. وبهذه الطريقة، سيعكس كلامَه كلامَ ربِّه ومُخلّصِه. عندما علَّم يسوع في مَجْمَعِ الناصرة: "كَانَ ٱلْجَمِيعُ يَشْهَدُونَ لَهُ وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْ كَلِمَاتِ ٱلنِّعْمَةِ ٱلْخَارِجَةِ مِنْ فَمِهِ" (لوقا 4: 22). يَذكرُ متّى أنّ "ٱلْجُمُوعَ بُهتت مِنْ تَعْلِيمِهِ لِأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَانٌ وَلَيْسَ كَٱلْكَتَبَةِ" (متى 7: 28-29). ونقرأ أشياء مماثلة عن كلام الرسل أمام المَجْمَعِ، خاصّة فيما يتعلّق بثقلِ السلطان الذي ظهرَ في كرازتِهم بالكلمة: "فَلَمَّا رَأَوْا مُجَاهَرَةَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا، وَوَجَدُوا أَنَّهُمَا إِنْسَانَانِ عَدِيمَا ٱلْعِلْمِ وَعَامِّيَّانِ، تَعَجَّبُوا. فَعَرَفُوهُمَا أَنَّهُمَا كَانَا مَعَ يَسُوعَ" (أعمال الرسل 4: 13).

كان يُفترض أنْ تشكّلَ حقيقةُ أنْ يكونَ تيموثاوس إنسانًا في شَرِكة مع الله حياتَه بشكلٍ كلّيّ. لم يكن مطلوبًا منه أنْ يكونَ قدوةً في الكلام فحسب، بل أنْ يكونَ أيضًا بلا لوم في سلوكِه، وأنْ يكونَ كلامُه خاليًا من النِفاق. ستُظهرُ أيضًا الطريقةُ التي يتعاملَ بها تيموثاوس مع الآخرين من خلال أعماله وإيماءَاته وسلوكِه الحياةَ التي من المسيح.

بينما كان الرسولُ يُرشدُ الشابَّ تيموثاوس من خلال هذه الآية، قدّم له ثلاثَ خصائصَ قلبيّة ينبغي عليها أنْ تدفعَ وتملأَ وتُحيطَ بكلامِ تيموثاوس وسلوكِه. كان عليه أنْ يكونَ " قُدْوَةً لِلْمُؤْمِنِينَ... فِي ٱلْمَحَبَّةِ، فِي ٱلرُّوحِ، فِي ٱلْإِيمَانِ، فِي ٱلطَّهَارَةِ" (1تيموثاوس 4: 12). كان على تيموثاوس أنْ يسلكَ في المحبّة كما أحبّه المسيح وما زال يُحبّه. كان عليه أنْ يكونَ رجلًا يثقُ بكلمة الله، وأنْ يعيشَ برجاءٍ وثقةٍ في الربّ. كان عليه أنْ يكونَ طاهرًا ومُراقبًا قلبَه وعقلَه، وأنْ يكونَ مُسرِعًا إلى التوبةِ عن الخطيّة، وأنْ يضبطَ نفسَه وينموَ في القداسة. حتّى لو كان تيموثاوس شابًّا بالمقارنة مع كثيرينَ غيرِه في الكنيسة، سيكونُ مُثمرًا عندما يقبلُ دعوةَ مُخلّصِه من خلال الرسول. ستكون حياةُ تيموثاوس خلال خدمته شهادةً جميلةً وموثوقةً عن المسيح. الأمر نفسه ينطبق علينا مهما كان عمرُنا التاريخيّ: إنّ السعيَ وراءَ الحياة في المسيح، سيغيّرنا ومَنْ حولَنا بنعمته.

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

وليام فاندوودوارد
وليام فاندوودوارد
الدكتور ويليام فاندوودوارد هو بروفيسور مادّة "تاريخ الكنيسة" في المعهد المشيخيّ اللاهوتي في مدينة غرينفيل، في ولاية ساوث كارولينا. هو أيضًا مؤلّف ومُحرّر لكُتب عديدة، منها: البحث عن آدم التاريخي (The Quest for the Historical Adam) ومُحاضرات تشارلز هودج التفسيريّة حول الرسالة إلى العبرانيين (Charles Hodge's Exegetical Lectures and Sermons on Hebrews)