لَا يَسْتَهِنْ أَحَدٌ بِحَدَاثَتِكَ
۸ نوفمبر ۲۰۲۳الحياة بُخارٌ
۱۳ نوفمبر ۲۰۲۳الطبيعة المتنوّعة للرِعاية
ملاحظة من المُحرِّر: هذا هو الفصل [التاسع] في سلسلة مجلّة تيبولتوك [ صفات الله التي أسيء فهمها].
التركيز الوحيد في رعاية الكنيسة هو على إطعامِ شعبِ الله من كلمة الله. ومعَ ذلك، هذه الخدمة ليست بالعمل السهل كما قد يبدو، لأنّ للكنيسة طبيعة متنوّعة. على قيادة الكنيسة أنْ تدركَ كم أنّ الاختلافَ كبيرٌ بين الناس (وكذلك احتياجاتهم) الذين يُشكّلون الكنيسة المحلّيّة.
كانت هذه هي النقطة الجوهريّة في كتاب مارتن بوسِر الكلاسيكي عن الرعاية بعنوانConcerning the True Care of Souls. على الرغم من أنّ بوسِر يتكلّم عن عقيدة رياسة المسيح للكنيسة باعتباره الراعي الحقيقيّ لها، إلّا أنّ هذا التعليم لا يَظهر حتّى نصلَ إلى الفصل الثاني من الكتاب. في الفصل الافتتاحيّ، يقتبس بوسِر آيات كثيرة من الكتاب المقدّس ليؤكّدَ على التنوّعِ الموجودِ داخل جسد المسيح. علّم أنّه بالإضافة إلى حاجة الكنيسة إلى راعٍ، هي أيضًا تحتاج إلى رعاةٍ علمانيّين آخرين "مؤتمنين على كلّ العمل الرعويّ." وبذلك، أكّد بوسِر على الحاجة إلى شيوخ مشاركين في القرار.
ركّز بوسِر هذا العمل الرعويّ على آية من حزقيال 34: 16، حيث يقول الربّ: "وَأَطْلُبُ ٱلضَّالَّ، وَأَسْتَرِدُّ ٱلْمَطْرُودَ، وَأَجْبِرُ ٱلْكَسِيرَ، وَأَعْصِبُ ٱلْجَرِيحَ، وَأُبِيدُ ٱلسَّمِينَ وَٱلْقَوِيَّ." يستخدم بوسِر هذه الآية ليقدّم وصفًا عن الاعتناء برعيّة الله المتنوّعة من خلال خمس طُرق يُستحسن لقادة الكنيسة اتّباعها.
البحث عن الهالكين. لا يزال للربّ خراف مُختارة إلى أنْ يعودَ، ليُدخلَها إلى حظيرة الله. إنّ رعاية الكنيسة تتضمّن دائمًا حملات تبشيريّة. إنّ الكنائس التي لا تبحث باجتهاد عن الهالكين تُظهر عدم احترام لراعي الخراف الذي تعبده، لأنّه "جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ" (لوقا 19: 10).
استعادة الضالّين. يُظهر مقطع فيديو شهير على الإنترنت مُزارعًا يرفعُ خروفًا عالقًا في حُفرةٍ موحلةٍ إلى أرض يابسة خارجها، ثمّ ما يلبث الخروف أنْ يركضَ ليسقطَ مرّةً أخرى في الحفرة الموحِلة نفسها. تَهيمُ الخرافُ وتقعُ في مشاكلَ مرّة تلو الأخرى. وَعَدَ الربّ بإرسالِ رعاة حقيقيّين لقيادةِ الكنائسَ المحليّة، لاستعادةِ خرافِه التائهة أبدًا.
تضميد الجرحى. يأتي الناسُ إلى الكنائس المحليَة بإصابات في نفوسهم. إنّهم يشعرون بالوحدة والمعاناة. خطيّتهم تؤذيهم وتؤذي الآخرين أيضًا. وكما وصفهم حزقيال، فقد اختبروا الإساءَة من سُلُطات روحيّة أخرى. رعاةُ المسيح الحقيقيّون يعتنون بحنان بالنفوس مستخدمين معها بَلَسانِ جِلْعادَ.
تشديد الضعفاء. يذكّرنا بوسِر أنّ المؤمنين يأتون بضمائرَ ضعيفةٍ ومُعتقداتٍ ضعيفةٍ وسلوكٍ مسيحيّ ضعيف. يجب على رعاة الكنيسة المحليّة العملَ على تقويتهم. عليهم أنْ يطبّقوا كلمةَ الله كعلاج للمعتقدات المُختلفة والشخصيّات واحتياجات شعب الله.
حماية الأصحّاء وإشباعهم. على الرغم من أنّ بوسِر يأخذ بعض الحريّة في الجزء الأخير من الآية الرئيسيّة، إلّا أنّه ينبغي على المؤمنين الأمناء في الكنيسة أنْ يبقَوْا في حالة من التأهّب حتّى لا يسقطوا. ويجب على شيوخ الكنيسة أنْ يستمرّوا بتشجيعهم حتّى تحقيق هذه الغاية، فالخراف الصحيحة تحتاج إلى نظام غذائيّ مناسب لتنمو وتزدهر.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.