مسيحُنا الفائق المجد - خدمات ليجونير
قبول المسيّا اليهوديّ
۲۹ نوفمبر ۲۰۲۳
رؤية يسوع في عالم عدائيّ
٤ ديسمبر ۲۰۲۳
قبول المسيّا اليهوديّ
۲۹ نوفمبر ۲۰۲۳
رؤية يسوع في عالم عدائيّ
٤ ديسمبر ۲۰۲۳

مسيحُنا الفائق المجد

    ملاحظة من المُحرِّر: هذا هو الفصل [السابع] في سلسلة مجلّة تيبولتوك [ الحياة اليهودية في أيام يسوع].

غالبًا ما يظهرُ مجدُ المسيح بأوضح أشكاله عندما نجدُ أنفسَنا في أحلكِ الأودية. يُمكن للتلاميذ أنْ يشهدوا على هذا الواقع في حياتِهم الشخصيّة بعد أنْ تحطّمت توقّعاتهم التي طال أمدها بمجيء المسيّا حين تنبّأ يسوع عن صلبِه (مرقس 8: 31). كانوا يظنّون أنّه يُفترض بيسوع أن يَملِكَ، لا أنْ يموتَ. شعروا بالإحباط واليأس عندما سمعوا عن موت سيّدهم الوشيك، أما تعزية يسوع لهم فلم تكن ترتكز على حقائق راسخة في القوّة العسكريّة، بل في المجدِ الإلهيّ.

بعد ستّة أيّام من قوله لهم: "ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَلَّمَ كَثِيرًا" (الآية 31)، قاد يسوعُ بطرسَ ويعقوبَ ويوحنّا إلى أعلى جبل حرمون (9: 2). نام التلاميذ أثناء اجتماع الصلاة الطويل هذا، وعندما استيقظوا، كان وجه يسوع وملابسه يشعّ بياضًا. يخبرنا مرقس أنّ يسوع "تجلّى" أمامهم. سُمح للمجد الإلهي الأبدي الحقيقي ليسوع أنْ يسطعَ من خلال ارتدائه عباءَة بشريّة متجسّدة. يقول لوقا إنّ "لِبَاسُهُ مُبْيَضًّا لَامِعًا"، بينما يضيف متّى أنّ وجهَه "أَضَاءَ كَٱلشَّمْسِ" (متى 17: 2؛ لوقا 9: 29). وكان هذا المجد الباهر ينبثق من ذاته. وهنا أصبح بطرس ويعقوب ويوحنّا — عاجزين عن الكلام وغير قادرين على الحراك، وبلا حياة — بينما ملأ نورُ المجدِ الإلهيّ البهيّ أعينَهم.

الحقيقةُ المروّعةُ التي ترسّخت في أذهانِ التلاميذ، هي أنّ يسوعَ قال إنّه عندما يدخلون أورشليم، سيتمّ القاء القبض عليه، ثمّ يؤخذ ليُصلب. لم يكن القصدُ من التجلّي التملّص من هذه الأحداث، بل أنْ يكونَ مصدرَ تعزيةٍ دائمة للتلاميذ. أرادَ يسوع من هذه الدائرة الداخليّة القريبة منه أنْ يأخذوا ما كانوا يشاهدونه ويسمعونه ويختبرونه في قلوبهم، للاستمداد من بهجتها عندما تبدأ فترة آلامه. كان التجلّي نورًا في واديهم القاتم. وقد وصفَ يوحنّا هذه اللحظة، بصفته شاهد عيان، في يوحنّا ١: ١٤ قائلًا: "وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ ٱلْآبِ."

أكّد مُمثّلا العهد القديم، موسى وإيليّا، على هذه الرؤيا المجيدة من خلال تحدّثهما مع يسوع عن موتِه الوشيك (لوقا 9: 31). لو لم يكن إدراكُ ذلك كافيًا، فإنّ مجدَ الله الذي حلّ هناك توّج الجبل بوهجٍ إلهيّ عندما دخل المشهدَ ليأمرَ التلاميذ "له اسمعوا" (مرقس 9: 7). بكلماتٍ أخرى، عندما يتحدّثُ يسوع عن موته، فلا بدّ لتلاميذِه أنْ "يُصغوا إليه" ويقبلوه كعبدٍ متألّمٍ.

كانت كلّ ناحية من نواحي هذا الحدث الكبير بمثابة بئر لا ينضب من الراحة يمكنهم الاغتراف منه. كان يسوع يُذكِّر تلاميذَه، وكلَّ مؤمنٍ آخر، أنّه لا ينبغي علينا أنْ ننسى أبدًا حقيقةَ مسيحنا الفائق المجد عندما نمرّ في أحلكِ لحظاتِنا. على الرغمِ من تبعثر توقّعاتِ التلاميذ، إلّا أنّ يسوعَ أثبتَ أنّه كان أكثرَ ممّا يمكن أنْ يطالبوا به أو يفكّروا فيه أو يتصوّروه. كان كلُّ جانب من جوانب التجلّي يعلن قائلًا: "عِنْدَ ٱلْمَسَاءِ يَبِيتُ ٱلْبُكَاءُ، وَفِي ٱلصَّبَاحِ تَرَنُّمٌ" (مز 30: 5).

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

داستن و. بنج
داستن و. بنج
الدكتور داستن و. بنج هو بروفيسور مُساعد في مادتة الروحانيّة الكتابيّة واللاهوت التاريخي في المعهد اللاهوتية التابع للمعمدانيّين الجنوبيّين في مدينة لويزفيل بولاية كنتاكي. هو مؤلّف للعديد من الكتب، من ضمنها: The American Puritans و Sweetly Set on God و The Loveliest Place.