برٌّ وسلامٌ وفرحٌ في الروحِ القدس
۹ يناير ۲۰۲٤كُن شخصًا يُنتسى
۱٦ يناير ۲۰۲٤لا بالكلام بل بالعمل
ملاحظة من المُحرِّر: هذا هو الفصل [الحادي عشر] في سلسلة مجلّة تيبولتوك [ مملكة الله].
لفتَ صيفُ عام 2021 اهتمامَ العالمِ بينما كان كثيرون يتطلّعونَ نحو طوكيو لمشاهدة الألعابِ الأولمبيّة. لم تكن هذه المنافساتُ فرصةً للتعبير عن اعتزاز وطنيّ، إنّما أيضًا مكافأة لسنوات من العمل الدؤوب قبل البدء بالتصوير. لقد تمّ توثيقُ قصصٍ عن إنجازات لا تُصدّق على مرّ السنين عن أشخاصٍ تغلّبوا على صعوباتٍ يبدو تجاوزها مُستحيلًا للفوز بالميداليّات الذهبيّة.
ومع ذلك، على الرغم من هذه القصص المُذهلة وغيرها من القصص التي لا تُحصى، لا شيءَ يُضاهي واقعَ حياة المسيحيّين المتجدّدين. كانوا قبلَ اختبار التجديد عُميانًا في أذهانهم (متّى 15: 14)، وصُمّ في آذانهم (يوحنا 8: 47)، وأغبياء في قلوبهم (رومية 1: 21)، ومتمرّدين في رغباتهم (الآية 32)، وأمواتًا في ذنوبهم (أفسس 2: 1)، وشياطين في نسبهم الروحيّ (يوحنا 8: 44). ومع ذلك، بعد أن أصبحوا مسيحيّين في وقت لاحق، تمّ الإعلان بأنّهم أبرار (فيلبي 3: 9)، وأخذوا طبيعة جديدة (أفسس 4: 24)، وتمّ الإعلان بأنّهم خليقة جديدة (2 كورنثوس 5: 17)، وبأنّ الله يُحبّهم (يوحنا 14: 21)، وتمّ تحريرهم (غلاطية 5: 13)، ودُعوا أبناء الله (يوحنا 1: 12)، وورثة مع المسيح (رومية 8: 17). كيف أصبح ذلك ممكنًا؟ كيف يمكن للإنسان أنْ ينتقلَ من الموت إلى الحياة، ومن خدمةِ الشيطان إلى عبادة المُخلّص؟ هذه ليست مُجرّد احتمالات صعبة بل مُستحيلة. ومع ذلك، كانت كلمات يسوع صادقة حين قال: "هَذَا عِنْدَ ٱلنَّاسِ غَيْرُ مُسْتَطَاعٍ، وَلَكِنْ عِنْدَ ٱللهِ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ." (متى 19: 26).
وهذا هو المفهوم نفسُه الذي يتحدّث عنه بولس في 1 كورنثوس 4: 20: "لِأَنَّ مَلَكُوتَ ٱللهِ لَيْسَ بِكَلَامٍ، بَلْ بِقُوَّةٍ." كان على بولس أنْ يواجِهَ الأكاذيبَ التي ظهرتْ بعدَ أنْ تركَ أهل كورنثوس، وتحديدًا فيما يختصّ بالخدمة الحقيقيّة مقابل الخدمة المزيّفة. لقد جاء إلى المدينة متحدّثون بارعون وأضلّوا كنيسة كورنثوس المؤسّسة حديثًا. ولكن بدلًا من مطالبة الناس باتّباع القول بالفعل، دعا إلى إجراء تدقيق حقيقيّ بالسلطة. انتبه، إنّ بولس لا يمدح نفسه ولا سلطانه، بل على العكس تمامًا، هو يُعرّف عن نفسه بأنّه خادم (1 كورنثوس 4: 1) وجاهل (الآية 10). لا بل يشير بإصبعه كرسول ويوجّه انتباهَهم إلى مكان وجود القوّة الحقيقيّة: في الإنجيل. وقال لكنيسة أخرى إنّها "قُوَّةُ اللهِ لِلْخَلاَصِ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ" (رومية 1: 16).
إذن، يا معلّمو القرنَ الأوّل "الحكماء"، أو يا أيّها "المؤثّرون" في القرن الحادي والعشرين، لا نريدُ صورَكم المنمّقة بعناية، ولا العبارات القصيرة التي يسهل حفظها ويتمّ نشرها على تويتر ولا يمكن العثور عليها في كُتبنا المقدّسة. فلنتكلّم عن القوّة الحقيقيّة. عن قوّة الحياة المتغيّرة، وعن متمرّدين أصبحوا عابدين، وعن ضالّين أصبحوا أولادًا، وعن أموات أُقيموا إلى الحياة. هذه هي القوّة الحقيقيّة، وكلّ شيء آخر ليس سوى مُجرّد كلمات. إنّها كلماتكم، لا كلمات الله.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.