كُن شخصًا يُنتسى - خدمات ليجونير
لا بالكلام بل بالعمل
۱۰ يناير ۲۰۲٤
عيدُ شُكرِ المفديّين
۱۸ يناير ۲۰۲٤
لا بالكلام بل بالعمل
۱۰ يناير ۲۰۲٤
عيدُ شُكرِ المفديّين
۱۸ يناير ۲۰۲٤

كُن شخصًا يُنتسى

    ملاحظة من المُحرِّر: هذا هو الفصل [الثاني عشر] في سلسلة مجلّة تيبولتوك [ مملكة الله].

يوجد احتمالٌ كبير بأنّك لا تعرِفُ من هو تيخيكس. إنْ كنتَ قد قرأتَ العهدَ الجديد، فلا بدّ أنّك رأيتَ اسمَه. لكن على الأرجح أنّك قرأتَه وتابعتَ القراءة من دون أنْ تُعيدَ التفكير به.

من هو تيخيكس؟ ذُكر تيخيكس خمسَ مرّات في العهد الجديد (أعمال الرسل 20: 4؛ أفسس 6: 21؛ كولوسي 4: 7؛ 2 تيموثاوس 4: 12؛ تيطس 3: 12). ظَهَرَ تيخيكس قبل فترة قصيرة من نهاية عمل بولس الإرساليّ في أفسس، وربّما تجدّد نتيجة خدمة بولس في أفسس. إنّ صحّ هذا، فمن المرجّح أنّه شهد أعمالَ الشغبِ التي قادها ديمتريوس الصائغ، لأنّ كرازة بولس بالإنجيل كانت تؤثّر سلبًا على تجارته في صناعة التماثيل (أعمال الرسل 19).

من المحتمل أنْ يكونَ تيخيكس قد قام بتسليمِ العديد من رسائلِ بولس إلى الذين أُرسلت إليهم. لقد قام بتسليم الرسالة إلى أهل أفسس والرسالة إلى أهل كولوسي. رافق أُنِسِيمُس، الذي كان عبدًا في السابق وهاربًا ثمّ تجدّد، عندما عادا إلى كولوسي وربّما حملا رسالة بولس إلى فليمون. لو صحّ هذا الكلام، فإنّ بولس قد عهد "بولده" أُنِسِيمُس، إلى تيخيكس عندما أعادَه إلى فليمون. لا بدّ أنّ بولس كان لديه قدر هائل من الثقة بتيخيكس حتّى يتمكّن من التعامل مع هذا الموقف الذي يُحتمل أنْ يكونَ شاقًّا.

من المُرجّح أنْ يكونَ تيخيكس هو كاتب رسالتَي بولس إلى أهل أفسس وكولوسي، ولا بدّ أنّ بولس أملى عليه هاتين الرسالتَيْن. ربّما تناقشا في بعض أجزائهما، وتناقشا مسألة تطبيقِ عقيدة التثليث. وقد يكون تيخيكس أوّلَ شخص يعظ من رسالة أفسس لأنّه هو الذي قامَ بتسليمها.

من الواضح أنّ تيخيكس كان مؤمنًا أمينًا وجدَ نفسه وسط جزءٍ كبير من تاريخ العهد الجديد. لقد كان موجودًا في خلفيّة كلّ حَدَث مُهمّ تقريبًا في النصف الثاني من خدمة بولس. من المحتمل أنّك لم تفكّر فيه أبدًا. إنّه واحد من أهم الأشخاص في تاريخ أهمّ مؤسّسة في العالم، وهو غير معروف تقريبًا. كتب الباحث البريطاني في العهد الجديد إ. ك. سمبسون: "عدمُ معرفتنا الكثيرَ عن تيخيكس هو دليل على رغبته بأنْ يجعلَ الإنجيل معروفًا أكثر منه."

نحن نعيش في ثقافةٍ تميل إلى تقدير الأشخاص الذين يقومون بتسليتنا أكثر من الأشخاص الذين يدعوننا إلى القداسة. حتّى في الكنيسة، نسعى وراء المشاهير أكثر من سعينا وراء الخُدّام الأمناء. يظنُّ بعض الرعاة أنّهم أكبرُ من أنْ يسقطوا. يُبقونهم على المنابر أو يعيدونهم إليها بعد أن اتّضح أنّهم غير مؤهّلين لذلك بسبب سلوكهم، ولهذا السبب تعاني الكنيسة.

هذا مكان خطيرٌ بالنسبة إلينا. للمدوّنات ووسائلِ التواصل الاجتماعيّ والبودكاست والمؤتمراتِ القدرةُ على المساعدة في قيام مشاهير صغيرين. يُمكن أنْ تكونَ الشهرةُ أمرًا مُغريًا. وبمهارة شديدة، يمكننا أنْ نُفتتن بأصواتنا وننسى صوتَ الذي دُعينا إلى الإعلان عنه. لكنّ الكنيسة بحاجة إلى أشخاصٍ يتمّ نسيانَهم بشكل كامل، أشخاصٍ يرغبون في إعلان معرفة الإنجيل أكثر من أنفسهم. تحتاج الكنيسة إلى المزيد من أمثال تيخيكس. تحتاج الكنيسة إلى مسيحيّين مُخلصين يريدون نشر معرفة الإنجيل لا يأبهون بشُهرة أنفسهم. كُن مثل تيخيكس، شخصًا يُنتسى.

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

دوني فريدريكسن
دوني فريدريكسن
القس دوني فريدريكسن هو الراعي الرئيسي في الكنيسة المشيخيَّة (Lakeside Presbyterian Church) بمدينة ساوثليك في ولاية تكساس.