الملحُ
۸ أغسطس ۲۰۲۳الباطل
۱۰ أغسطس ۲۰۲۳ربّ الجنود
ملاحظة المُحرِّر: المقالة [التاسع] من سلسلة "كلمات وعبارات في الكتاب المقدّس يُساء فهمها"، بمجلة تيبولتوك.
"الصغار له ينتمون؛ هم ضعاف، أمّا هو فجبّار." كلّ ما نحتاجُ إلى معرفته عن الحياة الروحيّة تقريبًا، موجود في هذه الجُملة الصغيرة. ينتمي المؤمنون الضعفاء جسديًّا، والهزيلون روحيًّا، إلى الواحد الجبّار. أعداؤنا، أي الشيطانُ والعالمُ وجسدُنا- لا يُضاهون الربَّ الإلهَ القدير (رؤيا يوحنّا 18: 8).
هذه الأفكار نفسُها مغروسة في عبارةٍ أقصر تَرِدُ تقريبًا حوالي 250 مرّة في الكتاب المقدّس: يهوه الصباؤوت، والتي تُترجم بالعادة إلى "ربّ الجنود."
إليكم المشكلة: قد نتغاضى عن هذا اللقب الذي يُنسَب إلى الله لأنّ ترجمَتَه إلى اللغة الإنجليزيّة لا توحي بالجلال والمهابة كما هو الحال في أصلِها العبريّ. بالنسبة إلينا، يمكن أنْ تشير كلمة "host" إلى "جمهورٍ" كما يمكن أنْ تُستخدمَ لتصفَ فنّانًا. لكن في اللغة العبريّة، إنّ لِكلمة "host" جلالة أعظم بكثير.
معاني هذا المُصطلح المتراوحة تُشير إلى ثلاثِ حقائق قويّة عن إلهنا.
- الحقيقة الأولى هي أنّه ربّ الجنود. يَظهرُ هذا اللقبُ الإلهيّ بانتظام في إطار المعارك والحروب. لم يطرد داود الفلسطينيّين الغزاة بمفرده، بل "ربّ الجنود" هو الذي أعطاه النُصرة (2 صموئيل 5: 10؛ 6: 2). "مَلِكُ ٱلْمَجْدِ" هو "ٱلرَّبُّ ٱلْقَدِيرُ ٱلْجَبَّارُ، ٱلرَّبُّ ٱلْجَبَّارُ فِي ٱلْقِتَالِ." (مزمور 24: 8، 10). الله مُحاربٌ يقودُ جنودَ السماءِ ضدّ أكثر أعدائِنا بأسًا.
- ربّ الجنود هو إلهُ الملائكة. الملائكة الذين يحيطون بالربّ السامي ينادون بعضهم بعضًا قائلين: "قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رَبُّ ٱلْجُنُودِ. مَجْدُهُ مِلْءُ كُلِّ ٱلْأَرْضِ." (إشعياء 6: 3). سترافق الملائكة يسوع عندما يأتي إلى الأرض في مجدِ أبيه (متى 16: 27). أمّا الآن، فهي أرواح خادمة ينشرُها الله لعونِ أبنائِه (عبرانيين 1: 14).
- ربّ الجنود هو الله القدير. تؤكّد إحدى الترجمات اليونانيّة للعهد القديم على قدرة يهوه الصباؤوت، الله القدير. بالمقارنة مع الآلهة الباطلة التي "لا تتكلّم" (إرميا 10: 5)، عندما ربّ الجنود "أَعْطَى صَوْتَهُ، ذَابَتِ ٱلْأَرْضُ" (مزمور 46: 6؛ انظر إرميا 10: 13). والله القدير هو أيضًا "نَصِيبُ يَعْقُوبَ... وَإِسْرَائِيلُ قَضِيبُ مِيرَاثِهِ؛ رَبُّ ٱلْجُنُودِ ٱسْمُهُ" (إرميا 10: 16).
قال هيرمان بايفينك إنَّ ربَّ الجنود هو "الملكُ في ملءِ مجدِه، الذي يسودُ على العالم بأسره كونه الله القدير، مُحاطًا بجُندٍ من أفواج الملائكة المُنتظمة، وفي هيكله يتلقّى الكرامة والتسبيح من جميع مخلوقاته."
يذكّرنا اسم "ربّ الجنود" بطُرق متنوّعة أنّ الله يعتني بشعبه المحبوب.
- ربّ الجنود يَحفَظ المختارين. الخلاصُ "لا يعتمد أبدًا... على مشيئة إنسان أو أعماله" (رومية 9: 16) إنّما يعتمدُ على رحمة ربّ الجنود، الذي ترك بقيّة باقية (إشعياء 1: 9؛ رومية 9: 29). بإلهامٍ من المزمور 46، أطلق مارتن لوثر هذا اللقبَ على يسوع. من اختارَ اللهُ أنْ يقفَ معنا على الرغم من جهودنا الفاشلة؟ "إنّه المسيح يسوع، إنّه هو، ربّ الصباؤوت اسمه، من جيل إلى جيل هو نفسه، ولا بدّ له أنْ ينتصرَ في المعركة."
- ربّ الجنود يتصدّى للظلم. صدِّقْ أنّ صَرَخَات الضحايا العاجزين تصلُ دائمًا إلى "أذنَيْ ربّ الجنود" (يعقوب 5: 4). يحاول الظالم أنْ يرتكبَ الخطيّة سرًّا. لكن، لا يُمكن أنْ ينخدع ربّ الجنود بذلك، وسوف يُحاسب على كلّ جريمة ارتُكبت. لا حاجة للسعي للانتقام – لأنّ الله نفسَه سوف ينتقمُ (رومية 12: 19).
- ربّ الجنود يؤسّس السلام. تاريخ العالم هو قصّة مستمرّة من الحروب القاسية. لا يَقْدِر أيّ زعيم إلّا ربّ الجنود أنْ يأمر بسلام متواصل. "مُسَكِّنُ ٱلْحُرُوبِ إِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ" (مزمور 46: 9). يباركُ اللهُ المؤمنينَ بسلام حقيقيّ الآن، ويعلّمنا أنْ نتوقّعَ مجيءَ يومٍ تتحقّق فيه كلمات هذه الترنيمة بشكل كامل: "الله ينطقُ فيحلّ السلام في كلّ مكان، وتوقف الأمم حروبَها. ربّ الجنود قريب."
يجبُ أنْ نُجاهدَ جِهَادَ ٱلْإِيمَانِ ٱلْحَسَنَ (1تيموثاوس 6: 12). ولكنّنا نهرب أحيانًا (أعمال الرسل 15: 38)، ونستخدم الأ
سلحة الخطأ (2 كورنثوس 10: 4)، أو نضَارِبُ كما لو أنّنا نضرب الهواء (1 كورنثوس 9: 26). ربّ الجنود هو المحارب الذي نحتاجه إلى جانِبنا. لذلك، فإنّ الترتيلة القديمة هي لكلّ من ينظر بصغر إلى نفسه، ولكنّه يؤمنُ أنّ اللهَ كبيرٌ. "يسوع يحبّني، ولا يزال يحبّني، على الرغم من ضعفي الشديد ومرضي؛ ينزل من عرشه المتألّق العالي ليحرسني حيث أضطجع". ربّ الجنود يحرسني. يسمعني. هو يعرفني. وهو يعمل من أجلي. ومهما كان فشلي، "رَبُّ ٱلْجُنُودِ مَعَنَا. مَلْجَأُنَا إِلَهُ يَعْقُوبَ. سِلَاهْ" (مزمور 46: 7).
تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.