شقُّ طريقِنا إلى الملكوت
۲۷ ديسمبر ۲۰۲۳لستم من هذا العالم
۳ يناير ۲۰۲٤في وسْطكم
ملاحظة من المُحرِّر: هذا هو الفصل [الثامن] في سلسلة مجلّة تيبولتوك [ مملكة الله].
كرزَ يسوع "ببشارة الملكوت" منذ بداية خدمتِه العلنيّة (لوقا 4: 43). بإمكاننا رؤية أهميّة "البشارة بالملكوت" من خلال حقيقة أنّ عبارة "ملكوت الله" قد وردت في إنجيل لوقا وحدَه واحد وثلاثين مرّة. ولكن ما المقصود بـ "بشارة الملكوت" هذه؟ إنّها البشرى السارّة أنّ المسيحَ يفدي شعبًا من كلّ أمّة وقبيلة ولسان (تتميمًا لوعود عهد الله) وأنّه يقوم ببسطِ حُكمه حتّى يأتي اليوم الذي تجثو فيه كلّ ركبةٍ ويعترف به كلّ لسان ربًّا (فيلبي 2).
سأل الفرّيسيّون يسوع: "متى يأتي الملكوت؟" أجابهم يسوع مؤكّدًا على طبيعة الملكوت الحاليّة: لقد تمّ تأسيس الملكوت، "وَكُلُّ وَاحِدٍ يَغْتَصِبُ نَفْسَهُ إِلَيْهِ" (لوقا 16: 16).
كان الملكوت في وسطهم طبعًا، لأنّ الملكَ كان يوجّه كلامَه إليهم. في الواقع، كان يسوع يقول لهم: "أنتم عُميان؛ ألا تَرَوْن ذلك؟" وفي وقت لاحق، عند دخوله الظافر إلى أورشليم في طريقه إلى الصليب، قَبِلَ يسوع إشادة الآخرين به كمَلِك (متى 21: 15-16).
عندما نقولُ (مع يسوع) إنّ ملكوتَ الله موجود هنا والآن، ماذا نعني بذلك؟ نحن نعني بكلّ بساطة، أنّ المؤمنينَ هم بالفعل شركاء في ملكوت الله بشكل جزئيّ، ولكنّهم ليسوا شركاء في كلّ ملء الملكوت (كولوسي 1: 13-14). هذا ما يُعرف عادةً باسم "الآن ولكن ليس بعد."
ماذا لدينا الآن؟ ما هي الطُرُق التي جاء فيها الملكوت؟ يتمتّع المسيحيّون اليوم بالتالي:
- عَمَلُ المسيح الكامل. لقد أكملَ يسوع عمله الكفّاري من أجل الخطاة، والدليل على هذه الحقيقة هو قيامتُه الظافرة من بين الأموات.
- يسوع جالس على عرشه، بالقوّة والمجد.
- ملءُ الروح القدس. هو الآن يحلّ في المسيحيين ويُرشدهم إلى كلّ الحقّ ويعطيهم القوّة للقداسة.
- التبرير بالنعمة وحدها، بالإيمان وحده. تمّ التصريحُ بأنّ المسيحيّين "أبرياء" بمجرّد ممارسة الإيمان المُخلّص في المسيح وحده.
- الأسفار القانونيّة الكاملة للكتاب المقدّس. نحن لا نبحثُ عن أيّ وحيٍ آخر.
- وعدُ المسيحِ بالنُصرة (متّى 16: 18).
إذن، فلنعُد إلى إجابةِ يسوع للفرّيسيّين (لوقا 17: 20-21).
إنّ رؤيةَ ملكوتِ المسيح لا يُشبه رؤيةَ أيّ ملكوت آخر. سيقول الناس عند رؤيتهم أيّ ملكوت آخر: "ها هو!" بينما كانت رؤية ملكوت المسيح في وسطهم تعتمد على شيء مُختلف: على إعلان إلهيّ (لوقا 10: 21).
عَرِف يسوع أنّ الفرّيسيّين كانوا يسألونه عن الأيّام الأخيرة، ولكن، إنْ كانوا غير قادرين على التعرّف على تأسيس الملكوت عندما كان يحدث ذلك مباشرة أمامَ أعينِهم، فما الفائدة من إخبارهم عن اكتماله؟
كان الفرّيسيّون مُنشغلين بما سيحدث في المستقبل، ولكنّهم كانوا يتجاهلون الحاضر. فقد كان مَلِكُ المملكةِ واقفًا أمامهم.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.