ماذا كان قبل الله؟
۲۰ أبريل ۲۰۲۰في المسيح آلامنا ليست باطلة
۲۰ أبريل ۲۰۲۰مساعدة عملية لدراسة الكتاب المقدس
"كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ، لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلاً، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ". (2 تيموثاوس 3: 16-17)
عقب إعلان بولس أن الكتاب المقدس هو موحى به من الله، وضَّح غايته وقيمته؛ فقال إن الكتاب المقدس نافع لأمور عديدة منها اِلتَّعْلِيم، وَالتَّوْبِيخِ، والتَّقْوِيمِ، وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ.
تكمن قيمة الكتاب المقدس، أولاً وقبل كل شيء، في حقيقة إنه يقدِّم التعليم الصحيح. على الرغم من إننا نعيش في عصر يتم فيه تشويه التعليم السليم، لكن الكتاب المقدس يُعلي من قيمته. فتهتم الكثير من أسفار العهد الجديد بالتعليم؛ كما أن خدمة التعليم أُوصيت به الكنيسة من أجل بُنيان شعبها. يقول بولس: "وَهُوَ أَعْطَى الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلًا، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ، وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ، لِأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ" (أفسس 4: 11-12).
كما أن الكتاب المقدس نافع أيضًا للتَّوْبِيخِ ولِلتَّقْوِيمِ الذي نحتاجه باستمرار بصفتنا مسيحيين. فمن الشائع في بعض الأوساط الأكاديميَّة تطبيق النقد العلمي على الكتاب المقدس. وبذلك يضع العلماء أنفسهم فوق الكتاب المقدس ساعين إلى تصويبه. إن كان الكتاب المقدس كلمة الله حقًا، فما من شيء نعدَّه تصلُّفًا أكثر من ذلك. الله هو مَن يقوِّمنا، نحن لا نقوِّمه. نحن لا نقف فوق الله، بل تحته.
ما يلي يُثمر عن مساعدة عمليَّة من أجل الدراسة الكتابيَّة: اقرأ الكتاب المقدس وفي يدك قلمًا. أقترح أن تضع علامة استفهام "؟" على الهامش أمام كل مقطع تراه غير واضح أو صعب الاستيعاب. وكذلك ضع علامة "X" على هامش كل مقطع يغضبك أو يشعرك بعدم الارتياح. بعد ذلك، يمكنك التركيز على المقاطع التي تصارع معها، خاصة تلك التي أمامها علامة "X". قد يكون هذا التطبيق مرشدًا نحو القداسة، لأن العلامات "X" تُظهر لنا سريعًا أين زاغ تفكيرنا بعيدًا عن تفكير المسيح. إن لم يعجبني شيء قرأته في الكتاب المقدس، ربما وببساطة أني لا أفهمه. إن كان الأمر كذلك، فدراسته مرة أخرى قد تساعد على فهمه. إن كنت، في الواقع، أفهم النص ولا يزال لا يعجبني، فهذا ليس مؤشرًا على وجود خطأ في الكتاب المقدس، بل مؤشرًا على وجود خطأ في أنا، شيء لا بد من تغييره. في كثير من الأحيان، قبل فهم صواب الأمر نحتاج أولًا إلى اكتشاف ما الخطأ الذي نرتكبه.
حين نختبر "تغير الذهن" الذي هو التوبة، لن نتطهَّر فجأة من التفكير الخاطئ. إن تجديد الذهن عملية تمتد طوال العمر. لكن يمكننا تسريعها بالتركيز على نصوص الكتاب المقدس التي لا تعجبنا. وهذا جزء من "التَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ" الذي يتحدَّث عنه بولس.
في الختام، يوضِّح بولس الدافع الأسمى لدراسة الكتاب المقدس. ويأتي في الجزء الأخير من الجملة الذي يقول الرسول فيه: "لِكَيْ يَكُونَ إِنْسَانُ اللهِ كَامِلًا، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ". فالأمر كما لو أن بولس يحذِّر تيموثاوس من أنه لو أهمل دراسة كلمة الله، ستكون حياته غير مكتملة. سيخسر مصدرًا هائلًا وكنزًا للحق ألا وهي كلمة الله. وينطبق الأمر ذاته علينا.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في موقع ليجونير.