هل الإدمان علامة على أن شخص ما ليس مسيحيًّا؟

هناك نص في عبرانيين 12 يتحدث فيه كاتب العبرانيين عن "الْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا بِسُهُولَةٍ،" أو "تِلْكَ الْخَطِيئَةِ الَّتِي نَتَعَرَّضُ لِلسُّقُوطِ فِي فَخِّهَا بِسُهُولَةٍ" (عبرانيين 12: 1). اعتاد الناس أن يسألوا: "ما هي الخطية المحيطة بك؟" بينما بالتأكيد يمكن أن يكون لنا خطية أو بضع خطايا محيطة بنا، فإن هذا النص يشير إلى حقيقة أن الخطية نفسها — وليس خطية واحدة فحسب، بل كل الخطايا — مقيدة. إنها محيطة بنا.

الصورة تشبه الحشائش الضارة الخارجة من الأرض وتتشابك حول أقدامنا. إن كنت عدَّاءً، فتخيل أن الحشائش تخرج من الأرض لتُمسك بك. هناك مشهد من فيلم هاري بوتر في ذاكرتي لكرمة عنب تبتلع أحد الطلاب داخلها. هذه هي الصورة. كل الخطايا مقِّيدَة. ومن ناحية ما، كل الخطايا إدمانيَّة. بعض الخطايا الإدمانيَّة ليست واضحة مثل خطايا إدمانيَّة أخرى، لكن كل الخطايا مُقيِّدة وإدمانيَّة. هذا أمر مهم نحتاج أن نضعه في الاعتبار.

إن كانت كل الخطايا إدمانيَّة من ناحية ما، ونحن نقع في خطايا معينة، إذن السؤال هو: هل نتوب عن هذه الخطايا؟ هل نحن محطَّمون حقًا ونادمون عن هذه الخطايا؟ وهنا أمر هام لا يريد الكثير من الناس التفكير فيه، أو لا يضعونه في الاعتبار، أو أحيانًا لا يتعلمون عنه، ليس فقط إن كنا نادمين، وليس فقط إن كنا قد اعترفنا بهذه الخطية، ولكن هل نسعى حقًا لنعيش حياة مقدسة بعيدًا عن هذه الخطية؟ ما هي الخطوات التي نتخذها في حياتنا لنعيش بهذه الطريقة؟

أصلي كل يوم في حياتي لأجل أشياء معينة. أصلي أن يساعدني الله أن أكون منضبطًا في الأكل والشرب، كل ما يدخل جسدي، ومن أجل ممارستي للرياضة. كما أصلي أن يساعدني الله أن أكون منضبطًا في إنفاقي وفي مدخراتي. وأصلي أن يساعدني الله أن أكون منضبطًا في كلامي، وهو ما لست عليه دائمًا، وأن يساعدني على التحكُّم في لساني لكي أقول كلمات لطيفة وطيبة، وليست قاسية أو غير لطيفة. من الممكن أن أكون قاسيًا. ومن الممكن أن أؤذي مشاعر الناس. ومن الممكن أن أقول أشياء غير لطيفة. من ناحية ما، هذه هي الأنماط التي تصبح إدمانيَّة. أحيانًا لا تدرك ذلك. أحيانًا تكون مواضع لا نراها.

سواء أكانت خطايا جنسية، أو خطايا تعاطي مواد مثل المخدرات أو الكحول، نحتاج إلى اتخاذ خطوات للحصول على المساعدة والمساءلة. نحتاج أن نبعد الأشياء عن حياتنا. نحتاج لوضع حواجز وحرَّاس. نحتاج إلى أصدقاء، وعلينا أن نكون قادرين على الانفتاح بشأن خطايانا.

نحتاج أن نكون قادرين على التحدث عن خطايانا. لا يجب أن تكون الكنيسة هي آخر مكان نذهب إليه؛ بل يجب أن تكون أول مكان تذهب إليه. وإن لم تتمكن من الذهاب إلى شيخ كنيستك والتحدث معه عن خطيتك لأنك خائف، فربما تحتاج أن تجد كنيسة يكونون فيها مستعدين لإظهار النعمة، والمحبة، والغفران لك، ولكن أيضًا على استعداد لمساعدتك في الحصول على المساعدة التي تحتاجها.