لتصبحي امرأة حسب تيطس 2
٦ نوفمبر ۲۰۱۹تعريف الإيمان القويم
۲۵ نوفمبر ۲۰۱۹من أنت لتدين؟
"لاَ تَدِينُوا" (متى 7: 1) هي إحدى آيات الكتاب المقدس التي يعتقد حتى النقَّاد أنها موحى بها من الله، أو هكذا يبدو الأمر على أساس استخدامهم لها بثقة ضد المسيحيِّين. ولكن من السهل للغاية مواجهة إساءة استخدام هذه الآية بمجرد أن ترى ما يدور فيها.
أولاً، الوصف. الإدانة هي العثور على خطأ، والخطأ الحقيقي — أي الذنب الأخلاقي الحقيقي — هو أمر أساسي في الرسالة المسيحيَّة. إن الأخبار السيئة هي التي تجعل الأخبار السارة بالفعل سارة. إذا كان العثور على خطأ هو توجُّهنا، إذًا هذا اتجاه خاطئ. إذا كان حكمنا هو مجرد تعالي وكبرياء، إذًا علينا أن نُعطي حسابًا للمسيح عن ذلك. يجب ألا نتوقع أبدًا أن يتصرَّف غير المؤمنين مثل المؤمنين. فليس في وسعهم القيام بذلك. يجب أن يكون هذا واضحًا.
ومع ذلك، لا أعتقد أن التعالي هو عادة المشكلة. بشكل عام، هناك شيء آخر يدور هنا. من ناحية، إذا أُخذ الأمر في ظاهره، نرى أن تهمة "من أنت لتدين؟" تستند إلى سوء فهم. فإن كان هذا سؤالًا بسب مؤهلاتنا الأخلاقيَّة، فليس لدينا ما نُقدمه. إننا لا نقوم بوضع القواعد التي تحكم السلوك. ونحن نخضع لهذه القواعد — ومدانون بها — مثلنا مثل الجميع.
في الواقع، ونحن أنفسنا مجرمون، قد أُظهر لنا طريق المغفرة، وببساطة ننقل هذه الأخبار السارة إلى الأخرين. إن الله صالح، ونحن لسنا كذلك. هناك عدالة، وبدون الرحمة، سوف نشعر بتلك العدالة. إن توضيح ذلك للآخرين هو لطف في ذاته، وليس تعالي.
إذا كنت مسافرًا في سيارة أحد الأصدقاء وقلت: "في حال لم تلاحظ، فأنت مسرع جدًا، وهناك شرطي في الشارع"، في الغالب سيعتقد صديقك أنك تقدم له خدمة. وهذا ما كنت تفعله حقًا. بالطبع هذا التشبيه محدود، ولكن أعتقد أنك أدركت ما أريد قوله.
مع ذلك، هناك شيء آخر، لا أريدك أن تغفله. إنه أهم شيء يجب معرفته حول هذا التحدي. اتضح أن "من أنت لتدين؟" ليس سؤالًا على الإطلاق، لكنه مجرد عبارة للتمويه: "لا يُسمح لأحد أن يصدر حُكمًا من أي نوع". بما أن الأخلاق هي مجرد مسألة رأي شخصي، فإن جميع الأحكام تصبح خارج الحدود وغير مسموح بها. وهذه هي خدعة النسبيَّة.
بطبيعة الحال، دائمًا ما يخدع مؤيد النسبيَّة نفسه بشأن هذا الصدد. فعلى الرغم من أنه قد أقنع نفسه بذلك في الوقت الراهن، إلا أن هذا ليس ما يؤمن به حقًا، لأنه يمتلئ بالإدانة عندما يناسبه الأمر. في الواقع — وربما لاحظت ذلك — إن الاعتراض يهزم نفسه، لأنه في حد ذاته حُكم ضمني على المؤمن.
كما اتضح، عندما يفرض النقَّاد أي نسخة من "لاَ تَدِينُوا"، فهذه ليست دعوة لتصبح إنسانًا فاضلاً وتقيًّا؛ بل مطلب أن تتركهم وحدهم. فهم يستشهدون بيسوع ليس بدافع الاقتناع بل بدافع الملائمة والراحة، وعدم الرغبة في أن يكونوا عرضة لأي نقد أخلاقي.
إذًا، كيف يمكننا أن نناور بنعمة، ولكن أيضًا بفطنة، عند مواجهة هذا التحدي؟ أجد أنه من الأفضل تناول هذه الحالات عن طريق طرح أسئلة. في ضوء الملاحظات أعلاه، إليك بعض الأسئلة التي تتبادر إلى الذهن.
خطوتك الأولى عندما تواجه أي تحدي هي ببساطة أن تسأل، "ماذا تقصد؟" ثم انتظر الرد. دع صديقك يشرح قليلًا ما يزعجه. إن الحصول على المزيد من المعلومات سيمنحك المزيد للتعامل معه. إذا تبيَّن أن حُكمك كان بدافع الازدراء أو التحقير، إذًا يجب عليك الاعتذار.
يمكنك أيضا ً المجازفة بأن تقول: "أنا حائر بشأن سؤالك. هل تعتقد أنني كنت أفرض عليك معياري الخاص؟ إذا تسببت في هذا الانطباع، فأنا آسف. قصدت فقط أن أحذرك بشأن معيار الله، وهو نفس المعيار الذي أخضع له".
إذا كان يبدو أنه يلعب ببطاقة النسبيَّة، اسأل، "هل تقول إنه ليس من الصواب أبدًا الإشارة إلى خطأ ما؟ إذا كان الأمر كذلك، فلماذا تفعل ذلك معي الآن؟" ثم دعه يجيب. ساعده على رؤية أن لعبة النسبيَّة يمكن ممارستها بسهولة في الاتجاه المعاكس. إذا قال، "من أنت لتدين؟" اسأل، "من أنت لتجد خطأ؟"
الهدف من ذلك ليس أن تكون ذكيًّا أو لبقًا بل أن تُظهر له أنه يختبئ من المشكلة الحقيقيَّة وهي: ذنبه أمام الله. أكِّد له أنك لا تنظر إليه نظرة دونيَّة. لكن على العكس، أنت مجرد تنقل له المعلومات التي يمكن أن تنقذه من خلال إبعاده عن خطيته وذنبه وتحوُّله نحو رحمة الله.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.