اقتراب الملكوت
۱۵ يونيو ۲۰۲۰ملك الملوك
۲٤ يونيو ۲۰۲۰التجديف على الروح القدس
إن إعلان المسيح أن التجديف على الروح القدس خطية لن تُغتَفَر أبدًا هو أمر "صعب" لسببين. أولًا، يبدو الأمر أنه يناقض الكتاب المقدس الذي يخبرنا أن دم المسيح يقدر أن يطهِّر من كل خطيَّة (1 يوحنا 1: 7، 9). ثانيًا، يؤكِّد المسيح أن التجديف عليه، ابن الإنسان، يُمكن أن يُغتَفَر لكن التجديف على الروح القدس لا يُمكن أن يُغتَفَر. هل هذا يعظِّم كرامة الأقنوم الثالث للثالوث فوق الأقنوم الثاني؟ يظهر القول بأشكال مختلفة في الأناجيل:
كُلُّ خَطِيَّةٍ وَتَجْدِيفٍ يُغْفَرُ لِلنَّاسِ، وَأَمَّا التَّجْدِيفُ عَلَى الرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَرَ لِلنَّاسِ. (متى 12: 31)
مرقس هو الوحيد الذي يشرح لماذا لا تُغتَفَر هذه الخطيَّة: كان الكتبة اليهود ينسبون للشيطان (بعلزبول) قوة الروح القدس التي كان يسوع يطرد بواسطتها الشياطين. ما يميِّز التجديف على الروح القدس عن الخطايا التي تُغتَفَر هو فكر الكتبة المليء بالمعرفة والتمرُّد عن عمد. فاتهامهم بأن المسيح استمد قوته لطرد الشياطين من تحالفه مع رئيسهم الشرير كان أمرًا سخيفًا وعبثيًّا. فكما أشار المسيح، إن الشيطان ليس أحمقًا كي يشنَّ الحرب على نفسه. وحده إصرار الكتبة على مناقضة ما يعرفونه جيِّدًا أنه الحق هو الذي يمكن أن يدفعهم إلى قول مثل هذا الاتهام. في مواجهة أدلة لا جدال فيها على أن روح الله في المسيح كان يؤسِّس ملكوت الله ويهزم مملكة الشيطان، قسُّوا قلوبهم إلى نقطة اللا عودة. كان بولس يومًا: "مُجَدِّفًا ... لأَنِّي فَعَلْتُ بِجَهْل فِي عَدَمِ إِيمَانٍ" (1 تيموثاوس 1: 13). إنه جهله لم يكن عذرًا له، لكنَّه ترك قلبه متاحًا لتدخُّل الروح القدس.
الغفران ممكن لمن يجدِّف على الابن ليس لأن أيًّا من الأقانيم الثلاثة لله له مجد أقل من الآخرين. لكن، تجسُّد الابن حجب مجده بطريقة أخفته عن نظر الكثيرين الذين أعماهم جهل عدم الإيمان ولكن ما زال يمكن استردادهم بواسطة الروح القدس.
يجب أن نكون على يقين من حقيقتين: أي شخص يرتكب هذه الخطية التي لا تُغتَفَر لن يضع ثقته في المسيح للحصول على الغفران الموجود فيه. ولا أي شخص يركض إلى ابن الإنسان المصلوب والمُقام من الأموات قد ارتكب هذه الخطية الشنيعة من التجديف على الروح القدس — ولن يرفض المُخلِّص أي شخص يلجأ إليه.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.