
ما هي صفات الله؟
۲۵ أبريل ۲۰۲۵لماذا يحبُّنا الله إلى هذا الحدِّ؟

هذا واحد من أصعب الأسئلة التي يمكن الإجابة عنها، إذا ما حاولنا أن نفكِّر في الأمر من منظور الله.
فها نحن مخلوقاته الذين خُلِقنا على صورته، ووُضعت على عاتقنا مسؤولية أن نعكس مجده وبرَّه إلى العالم أجمع. لكننا عصيناه مرات لا تُحصَى في كلِّ مكان وبكل طريقة. وبذلك، نكون قد أساءنا تمثيل طبيعته أمام الكون بأسره. ويخبرنا الكتاب المقدس بأن الخليقة نفسها تئن وتتمخض، منتظرةً يوم فداء الجنس البشري، لأن الطبيعة تتألم وتعاني بسبب شرِّنا وإثمنا (رومية 8: 22).
عندما نفكِّر كم كنا عصاة وعدائيين تجاه الله، نتساءل ماذا يمكن أن يكون قد دفعه إلى أن يحبنا إلى هذا الحدِّ. في رومية 5: 7، عندما أصيب بولس بالذهول من محبة المسيح التي استُعلِنت في موته، قال: "فإنه نادرًا ما يضع أحد نفسه لأجل بار، لكن تخيَّل أن يضع أحد نفسه لأجل أناس غير كاملين، بل وأن يصلي لأجل أناسٍ كانوا بصدد قتله". هذه هي تلك النوعية من المحبة التي تفوق أيَّ شيء أمكننا أن نختبره في هذا العالم. أعتقد أن الشيء الوحيد الذي يمكنني استنتاجه هو أنه من صميم طبيعة الله أن يكون مُحِبًا. فهذا جزء من طبيعته الداخلية و السرمدية.
يخبرنا العهد الجديد بأن الله محبة. ربما كانت هذه واحدة من أكثر الآيات التي يساء فهمها في الكتاب المقدس. نستطيع أن نتذكَّر أنه قبل بضع سنوات كان من الدارج أن نقول إن "السعادة هي امتلاك جرو رائع". كانت لدينا هذه التعريفات المختصرة لماهية السعادة. وكان الأمر ذاته ينطبق على المحبة - "فالمحبة تعني ألا تضطر البتة للاعتذار"، وغيرها من التعريفات الأخرى. وجميعنا مهتمون للغاية بما ينطوي عليه فعل المحبة بأكمله.
ولكن عندما يقول الكتاب المقدس إن الله محبة، فإن ذلك التصريح ليس هو ما يمكن أن نسميه تصريحًا تحليليًّا، حيث يمكننا أن نعكس المبتدأ والخبر، فنقول إن المحبة هي الله. ليس هذا هو ما يقصده الكتاب المقدس. في المقابل، ما تعنيه الصيغة اليهودية لهذا التعبير هو أن الله مُحب للغاية، ومحبته ثابتة وعميقة وشديدة وفائقة للغاية، وهي جزء لا يتجزأ من طبيعته، لدرجة أنه كي نعبِّر عنها بأقصى طريقة ممكنة، نقول إنه هو محبة. فالمقصود من هذا ببساطة هو أن الله هو المقياس المطلق للمحبة.