فهم الصليب
ما الذي حدث حقًا فوق الصليب؟ هل كان موت الرب يسوع مأساة إنسانية فيها قتل إنسانًا صالحًا ظُلمًا وبلا رحمة؟ هل كان موته مثالًا عن الإيمان والطاعة والتضحية بالذات؟ هل كان فدية مقدمة للشيطان؟ هل كان انتصارًا على الشيطان؟ هل كان إحدى صور التأثير الأخلاقي؟
هل كان الصليب كفارة؟ هل حمل فديةً واسترضاءً من أجل الخطية؟ هل كان عملًا خارقًا للطبيعة لاسترضاء غضب الله وعدله؟ تم اقتراح كل هذه الأفكار، فردية كانت أم مُجمعة، باعتبارها المعنى الحقيقي لموت المسيح.
يتحدد فهمنا في الغالب لصليب المسيح بنظرتنا للكتاب المقدس. إذا كنا نرى الكتاب المقدس كصورة بدائية، قبل العلم، عن الدين البشري، سنميل نحو نظرة طبيعية بحتة لموت الرب يسوع. فسيظهر على أفضل تقدير مثالًا للتضحية الذاتية البطولية. أي أن يسوع هو البطل الوجودي لبذل الذات.
أما إذا تبنينا ما يُطلق عليها نظرة "الأرثوذكسية الحديثة" للكتاب المقدس الشهيرة، سنسلك اتجاهًا مختلفًا نحو الصليب. تنكر نظرة الأرثوذكسية الحديثة أن الكتاب المقدس يمنحنا الإعلان بالحقائق. بل ترى أن الكتاب المقدس شاهد على إعلان يقع أثناء الأحداث ذاتها.
إن فصل الإعلان من خلال الحدث عن الإعلان بالحقائق هو بمثابة تركنا أمام قصة دون تفسير. يعلمنا الكتاب المقدس أن هناك حادثة محورية، وهي حادثة الصليب. صلب يسوع الناصري. لم يحدث اتفاقًا على أهمية هذت الموت بين من شاركوا فيه أو شاهدوه. بالنسبة لمجمع السنهدرين كان موت منفعة. كان حتمي أن يموت الرب يسوع، لكي لا يتعرض اليهود إلى بطش الرومان. وبالمثل من وجهة نظر بيلاطس، كان أمر نفعي إليه ليرضي طلب الجماهير الغاضبة. بينما اللص على الصليب رآه مثالًا للظلم.
في محضر الله: الحياة أمام وجه الله.
كيف تنظر إلى موت الرب يسوع على الصليب؟ ما الذي تؤمن حقًا أنه حدث على الصليب؟ كيف يؤثر فيك هذا؟