مغادرة الهيكل

أعمال الرسل 17: 16-17
وَبَيْنَمَا بُولُسُ يَنْتَظِرُهُمَا فِي أَثِينَا احْتَدَّتْ رُوحُهُ فِيهِ، إِذْ رَأَى الْمَدِينَةَ مَمْلُؤَةً أَصْنَامًا. فَكَانَ يُكَلِّمُ فِي الْمَجْمَعِ الْيَهُودَ الْمُتَعَبِّدِينَ، وَالَّذِينَ يُصَادِفُونَهُ فِي السُّوقِ كُلَّ يَوْمٍ.
أعمال الرسل 8: 5
فَانْحَدَرَ فِيلُبُّسُ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ السَّامِرَةِ وَكَانَ يَكْرِزُ لَهُمْ بِالْمَسِيحِ.
 
 

فوق جبل التجلِّي، ذُهل التلاميذ من إعلان مجد المسيح الساطع المبهر. ما كان قبلاً محجوبًا في إنسانيته مخفيًا عن أنظار البشر، توهج فجأة عبر الحاجب في بهاء شفاف. بلمحة واحدة، شُلَّ التلاميذ. لم تمتلكهم سوى رغبة واحدة، أن يمكثوا في هذا الموضع ليستمتعوا إلى الأبد بإشراق هيئته. لم تكن هذه رغبة الرب يسوع. بصفته رب الكنيسة، أوصى تلاميذه أن ينسوا أمر نصب الخيام وأرسلهم من على الجبل إلى العالم.

في اليوم الذي مات فيه المسيح، اختبأ هؤلاء التلاميذ أنفسهم؛ مختبئين في العُلِّية حيث تجمعوا في خوف. عندما كسر الرب يسوع أغلال الموت، اقتحم العُلِّية. بمعنى أنه رفع الباب، لا ليدخل في الحقيقة، بل لإخراج تلاميذه. كانت وصيته لهم أن ينتظروا الروح فمن ثم الذهاب – أي مغادرة الهيكل إلى العالم.

يقابل كلمة السوق لفظة "أجورا" في يونانية العهد الجديد. لم يكن "أجورا" منطقة للتسوق فحسب، بل كان أيضًا مركز الحياة المدنية. كان يحيط به المباني العامة والمتاجر وصفوف الأعمدة. فيه كان يلعب الأطفال، ويهدر الكسول وقته، وتلقى الدعاوى القضائية، وتُقام المناسبات العامة. كان حيزًا عامًا وليس خاصًا؛ مكشوفًا وليس سريًا؛ خطيرًا وليس آمنًا.

بزغت الكنيسة من السوق. فمن كرازة الرب يسوع وخدمته العلنية إلى أعمال الرسل اليومية، كان السوق المسرح هو المركز.

في محضر الله: الحياة أمام وجه الله.

هل تخرج بنشاط خارج جدران الكنيسة لتُحضر إيمانك إلى العالم؟