التأمل في أسقفنا

1 بطرس 2: 23-25
الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضًا، وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْل. الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ. الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ. لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ كَخِرَافٍ ضَالَّةٍ، لكِنَّكُمْ رَجَعْتُمُ الآنَ إِلَى رَاعِي نُفُوسِكُمْ وَأُسْقُفِهَا.
 
 

نجد في العهد الجديد أن كلمة "أسقف" يقابلها في اليونانية كلمة إبسكوبوس (episkopos). وكلمة إبسكوبوس لها تاريخ غني ورائع. فهي كلمة مكونة من بادئة (epi) وجذر (scopus) المأخوذ منه كلمة (scope-عدسة) في اللغة الإنجليزية. إن العدسة (scope) أداة نستخدمها للنظر إلى أشياء كثيرة. فلدينا الميكروسكوب أو المجاهر للنظر إلى الأشياء متناهية الصغر والتلسكوب أو المقارب للنظر إلى الأشياء البعيدة. تعمل البادئة (epi) كتشديد لجذر الكلمة، فنجد مثلًا كلمة معرفة تعني (gnosis) والمعرفة المتعمقة تعني (epignosis)، والرغبة تعني (thumia) والتوق الشائق أو الشهوة يعنيان (epithumia).

من هنا نفهم أن الإبسكوبوس (episkopos) شخص يعتني بشيء ما بعناية فائقة. في اليونان القديمة، كان الإبسكوبوس (episkopos) قائدًا عسكريًا يمر دوريًا على العديد من وحدات الجيش لتفتيشها، إذا كانت القوات يقظة وساهرة ومستعدة للمعركة، تنال استحسان الإبسكوبوس (episkopos)، أما إذا كانت متراخية ومهملة وغير مستعدة للمعركة، يقع عليها تأنيب لاذع من الإبسكوبوس (episkopos).

ظهر تحوُّل غير مألوف لاستخدام الكلمة في صيغة الفعل إبسكوبوس (episkopos) اليوناني. تعني صيغة الفعل "زَارَ"، لكن نوعية هذه الزيارة ليست بالحلول والظهور سريعًا، بل زيارة يتخللها التدقيق بعناية في استكشاف الموقف. إن هذا النوع من الزيارات يقوم به شخص يولي رعاية حثيثة لمن يفتقده. فالأساقفة لقبوا بهذا اللقب لأنهم يرعون رعية الله. فهم مدعوون لزيارة المريض والسجين وإطعام الجائع وما إلى ذلك. فهم موكلون لرعاية شعب الله.

في الكتاب المقدس نجد أن الله ذاته هو الأسقف الأعظم. فالله يفحص جميع البشر على الدوام. تفحص عيناه كل منا بعناية. كما يحصي شعور رؤوسنا، وعليم بكل كلمة باطلة تخرج من شفاهنا.

في محضر الله: الحياة أمام وجه الله.

تأمل في عناية الله لك بصفته أسقفك الأعظم.