التمييز بين مشيئتي الله المباشرة وغير المباشرة

مزمور 31: 3
لأَنَّ صَخْرَتِي وَمَعْقِلِي أَنْتَ. مِنْ أَجْلِ اسْمِكَ تَهْدِينِي وَتَقُودُنِي.
مزمور 139: 8-10
إِنْ صَعِدْتُ إِلَى السَّمَاوَاتِ فَأَنْتَ هُنَاكَ، وَإِنْ فَرَشْتُ فِي الْهَاوِيَةِ فَهَا أَنْتَ. إِنْ أَخَذْتُ جَنَاحَيِ الصُّبْحِ، وَسَكَنْتُ فِي أَقَاصِي الْبَحْرِ، فَهُنَاكَ أَيْضًا تَهْدِينِي يَدُكَ وَتُمْسِكُنِي يَمِينُكَ.
 
 

قال يوسف عن خيانته من إخوته "أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرًّا، أَمَّا اللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْرًا" (تكوين 50: 20). لقد عملت مشيئة الله الصالحة من خلال إرادة أخوة يوسف الشريرة. هذا لا يعني بما أنهم ينفذون مشيئة الله فإن أفعالهم كانت في الواقع فضائل. لا بد من دينونة جميع الأفعال من مقاصدها، وحكم الله بالعدل على أفعال إخوة يوسف بأنها شريرة. فالله الذي يُخرج الخير من الشر، لا يُشدد سوى على قوة سيادته وتفوقها، أي مشيئته القضائية.

كثيرًا ما تعترضنا المشكلة عينها بمحاولة التفرقة بين مشيئتي الله المباشرة وغير المباشرة. مرة أخرى نواجه صعوبات. حين يكون الله "غير ظاهر"، يكون في حالة من العمل الخفي. لا أقصد أن أتحدث بكلام غير مفهوم، بل ببساطة لأوضح أن الله غير مُختفي تمامًا. فحين يبدو أنه مختفي، غير ظاهر، فهو قد اختار عند قصد وعمد ألا يتدخل مباشرة.

عالج أوغسطينوس المشكلة هكذا في قوله "أحيانًا ما يتمنى الإنسان بإرادة صالحة شيئًا ما لا يريده الله، مثل حين يرجو ابن صالح لأبيه الحياة المديدة، في حين يريد الله له الموت. والأمر ذاته حين يتمنى إنسان بإرادة شريرة ما يريده الله بصلاحه، مثل حين يرجو ابن شرير موت أبيه، والله يشاء الأمر ذاته... فالله يحقق مشيئته بتتميمه لإرادة الأشرار الشريرة".

في محضر الله: الحياة أمام وجه الله.

هل تتذكر متى استخدم الله مقصد شرير ليصنع به خيرًا في حياتك؟ اشكره من أجل هذه الأوقات.