فهم نمط الشر

تكوين 11: 4-9
وَقَالُوا: «هَلُمَّ نَبْنِ لأَنْفُسِنَا مَدِينَةً وَبُرْجًا رَأْسُهُ بِالسَّمَاءِ. وَنَصْنَعُ لأَنْفُسِنَا اسْمًا لِئَلاَّ نَتَبَدَّدَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ». فَنَزَلَ الرَّبُّ لِيَنْظُرَ الْمَدِينَةَ وَالْبُرْجَ اللَّذَيْنِ كَانَ بَنُو آدَمَ يَبْنُونَهُمَا. وَقَالَ الرَّبُّ: «هُوَذَا شَعْبٌ وَاحِدٌ وَلِسَانٌ وَاحِدٌ لِجَمِيعِهِمْ، وَهذَا ابْتِدَاؤُهُمْ بِالْعَمَلِ. وَالآنَ لاَ يَمْتَنِعُ عَلَيْهِمْ كُلُّ مَا يَنْوُونَ أَنْ يَعْمَلُوهُ. هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُنَاكَ لِسَانَهُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ بَعْضُهُمْ لِسَانَ بَعْضٍ». فَبَدَّدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَاكَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، فَكَفُّوا عَنْ بُنْيَانِ الْمَدِينَةِ، لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُهَا «بَابِلَ» لأَنَّ الرَّبَّ هُنَاكَ بَلْبَلَ لِسَانَ كُلِّ الأَرْضِ. وَمِنْ هُنَاكَ بَدَّدَهُمُ الرَّبُّ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ.
 
 

بعد الطوفان، بدأ نوح وأسرته في إكثار الأرض، وامتهن أنساله الصيد والبناء. وظهرت تقنية جديدة تساهم في بناء مساكن أكثر استقرارًا وملائمة. صار اللِّبْنُ والْحُمَرُ عنصري بناء المدن؛ "فَكَانَ لَهُمُ اللِّبْنُ مَكَانَ الْحَجَرِ، وَكَانَ لَهُمُ الْحُمَرُ مَكَانَ الطِّينِ. وَقَالُوا: هَلُمَّ نَبْنِ لِأَنْفُسِنَا مَدِينَةً وَبُرْجًا رَأْسُهُ بِالسَّمَاءِ. وَنَصْنَعُ لِأَنْفُسِنَا اسْمًا" (تكوين 11: 3-4).

وعقب الطوفان، بنى نوح مذبحًا؛ بناءً ليقدم عليه الذبائح لتمجيد الله وعبادته. بينما مشروع بناء برج بابل كان أمرًا مختلفًا. مرة أخرى، كان الهدف منه السعي نحو الاستقلال، وليمتد نحو السماء، في محاولة لإزاحة الله من على عرشه كي يصنع الإنسان لنفسه اسمًا. فما كانت عاقبة هذا المجهود؟ عمت الفوضى هذا المشروع العلمي البدائي. تبلبلت ألسنة البشر وأضحى التواصل مُربكًا.

لم يتغير هذا النمط. فكلما تتقدم التقنية، تزداد الفوضى. كلما ازداد تعقيد الأدوات، صار العنف أكثر ذكاءً.

في محضر الله: الحياة أمام وجه الله.

هل توجد أبراج روحية في حياتك تحتاج لإسقاطها، مثل محاولة صنع اسمًا لذاتك؟ أو مشروعًا له الأفضلية على الله؟ أو وثنًا أكثر أهمية عن الله؟