في البدء
۲۰ سبتمبر ۲۰۲۰ما هو التمييز؟
۲۸ سبتمبر ۲۰۲۰ما هو يوم الإصلاح؟
حدثٌ فريدٌ في يومٍ بعينه غيَّر العالم بأكمله. وقع في يوم 31 أكتوبر عام 1517. صارع الأخ مارتن، الراهب والأستاذ الجامعي، لسنوات مع كنيسته، الكنيسة الكاثوليكيَّة في روما. كان منزعجًا بشدةٍ بسبب بيع صكوك الغفران، الأمر الذي لم يكن يحدث سابقًا. تمتلك القصة جميع مقومات أفلام هوليود. لنتعرَّف على أبطالها وأحداثها.
أولًا، الأسقف الشاب آلبرت الذي كان من مدينة مينز (Mainz)، وكان أصغر سنًا مما تنص عليه قوانين الكنيسة. لم يكن أسقفًا على إبراشيتين فحسب، بل رغب في أن يكون رئيس أساقفة إبراشيَّة مينز. وهذا أيضًا كان يخالف قوانين الكنيسة. فناشد آلبرت بابا روما ليو العاشر (Leo X). أطلق ليو العاشر، الذي كان من عائلة دي ميديتشي (De Medici)، العنان بجشعٍ لأذواقه الفنيَّة كي تستنفد موارد الكنيسة الماليَّة بتوظيف فنانين ونحاتين أمثال رفائيل ومايكل أنجلو.
مع مناشدة آلبرت طالبًا استثناءً بابويًّا، كان البابا ليو العاشر على أهبة الاستعداد لعقد الصفقة. بالموافقة والبركة الباباويَّة، سيبيع آلبرت صكوك الغفران عن خطايا الماضي، والحاضر، والمُستقبل. كل هذا أسأم نفس الراهب مارتن لوثر. مما دفع لوثر للتساؤل: أنستطيع شراء طريقنا للسماء؟
لكن، لماذا 31 أكتوبر؟ يحتل 1 نوفمبر مكانة خاصة في التقويم الكنسي لأنه عيد جميع القديسين. في 1 نوفمبر عام 1517، كان سيُقام معرضًا ضخمًا للرفات والآثار المقدسة المُجمعة حديثًا لعرضها في مدينة فيتنبرج (Wittenberg) مسقط رأس لوثر. وسيأتي الحُجَّاج من كل مكان ليسجدوا أمام هذه الرفات ليمحوا المئات، إن لم يكن الألاف، من الأعوام داخل المطهر. مما أثار حنق نفس لوثر داخله بشدة. ما من شيء بدا صوابًا.
أمسك الأستاذ الجامعي مارتن لوثر بريشته وغمرها في محبرته وبدأ يدون احتجاجاته وعددها 95 في 31 أكتوبر عام 1517. كان الغرض منها إضرام نقاشًا، وإثارة فحصًا للنفس وسط أخوته داخل الكنيسة. فقد أضرمت هذه الاحتجاجات أكثر مما يُعد نقاشًا. كما كشفت الاحتجاجات أن الكنيسة تخطت مرحلة الاسترداد. كانت في حاجة إلى إصلاح. إصلاح غَيَّرَ الكنيسة والعالم إلى الأبد.
يعلن أحد احتجاجات لوثر ببساطة: "إن كنز الكنيسة الحقيقي هو إنجيل يسوع المسيح." هذا وحده هو المقصود بيوم الإصلاح. لقد فقدت الكنيسة رؤيتها للإنجيل لأنها كانت تُغطِّي صفحات كلمة الله بطبقة تلو الأخرى من التقليد لزمن طويل. يأتي التقليد دائمًا بنظام من الأعمال كي تربح طريق العودة إلى الله. كان هذا صحيحًا بالنسبة للفريسيِّين، وكان صحيحًا بالنسبة لكنيسة روما الكاثوليكيَّة في العصور الوسطى. ألم يقل المسيح نفسه: "نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ"؟ يحتفل يوم الإصلاح ببهجة جمال تحرير إنجيل يسوع المسيح.
ما هو يوم الإصلاح؟ أنه اليوم الذي أشرق فيه نور الإنجيل من الظلمة. إنه اليوم الذي بدأ فيه الإصلاح البروتستانتي. إنه اليوم الذي قاد إلى مارتن لوثر، وجون كالفن، وجون نوكس، ومصلحين آخرين الذين ساعدوا الكنيسة في العثور على طريق العودة إلى كلمة الله باعتبارها السلطة الوحيدة للإيمان والحياة، وقادوا الكنيسة للعودة إلى العقائد المجيدة للتبرير بالنعمة وحدها بواسطة الإيمان وحده في المسيح وحده. أشعل هذا اليوم نيران عمل الإرساليَّات، وقاد إلى كتابة الترانيم واشتراك شعب الكنيسة في الترنيم، كما قاد إلى مركزيَّة العظة والوعظ لشعب الله. إنه يوم الاحتفال بالتجديد اللاهوتي، والكنسي، والثقافي.
لذا نحتفل بيوم الإصلاح. يذكِّرنا هذا اليوم بأن نكون شاكرين لماضينا وللراهب الذي أصبح مُصلِحًا. علاوة على ذلك، يذكِّرنا هذا اليوم بواجبنا، والتزامنا، بالحفاظ على نور الإنجيل في صميم كل ما نقوم به.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في موقع ليجونير.