ما معنى أن نغفر؟ - خدمات ليجونير
هل الله أكثر غضبًا في العهد القديم؟ 
۱۵ أكتوبر ۲۰۲٤
ما المقصود بأنّ الله صالح؟
۲۲ أكتوبر ۲۰۲٤
هل الله أكثر غضبًا في العهد القديم؟ 
۱۵ أكتوبر ۲۰۲٤
ما المقصود بأنّ الله صالح؟
۲۲ أكتوبر ۲۰۲٤

ما معنى أن نغفر؟

يُخبِرنا متّى 18: 15-20 بالنمط الذي ينبغي أن نتبعه حين يخطئ إنسانٌ بحقّنا. ولكنْ قبل النظر إلى هذا النمط، ما معنى أن نغفر؟ حتّى نرى إجابة عن هذا السّؤال، لننظر إلى الله الآب، الذي منحنا في نفسه مثالًا كاملًا من خلال غفرانه لنا. حين يغفر الله لنا، فإنّه لا يعود يحاسبنا على خطايانا. لا يعود يديننا. لا تعود شركتنا معه تتعطَّل. وهذا يعود إلى أنّ يسوع حمل كامل عقاب الخطيّة عن كلّ الذين يثقون به.  

نحنُ نغفر للآخرين لأنّ الله غفر لنا. وقد علّمنا يسوع بأن نصلّي إلى الآب قائلين: "وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا" (متّى 6: 12). وحين نتمثَّل بالله في غفراننا لأحدٍ، فإننا لا نعود نحاسب ذلك الشّخص الذي أخطأ إلينا. حين نغفر لشخصٍ ما فإنّنا نصير ثانيةً في علاقة إيجابيّة معه.  

حين تُرتكَب إساءة فادحة تكون لها نتائج. ونرى هذا في علاقتنا بالله.

ولكنّ الغفران لشخصٍ ما لا يعني أنّ المُسيء لا يختبر عواقب لأعماله وتصرُّفاته. فحين تحدث إساءة شديدة تكون لها عواقب. نرى هذا في علاقتنا بالله. فمثلًا، إن سرقنا شيئًا، سيغفر الله لنا إن تبنا. لكنّ هذا لا يعني أنّنا لن نعاني عقوبةً جنائيّة أو لن يكون علينا أنْ نردّ للشخصّ ما سرقناه منه. فقد غفر الله لداود خطيّته مع بثشبع، ولكنْ كانت لتلك الخطية عواقب شديدة لاحقته بقيّة حياته في شكلِ اضطراب عائلي (انظر سفر صموئيل الثاني). يمكننا أن نغفر، وعلينا أن نغفر، للذين أخطأوا إلينا، ولكنْ حين تتضمَّن الخطيّة سلوكًا جنائيًّا فينبغي التبليغ عن الأمر للسلطات المدنيّة التي عيَّنها الله لتحمينا من الأشرار (رومية 13: 1-7).  

الذي يأتي إليك ويطلب منك أن تغفر له يُبدي علامةً على التوبة. علينا ألا نمنع الغفران عن شخصٍ يطلبه منا (انظر متّى 18: 21، 22؛ لوقا 17: 3). فإنْ لم نغفر لشخصٍ طلب منّا أن نسامحه فإنّنا لا نُظهِر غنى رحمة الله لنا في يسوع المسيح (انظر متّى 18: 23-35).  

الخطيّة واقع حياتي محزن في عالمٍ ساقط، ولها عواقب فادحة. وقد بذل يسوع المسيح حياته بكلّ رغبةٍ وحبّ. وهكذا فإنّ لغفراننا ثمنًا لا يمكننا تخيُّله. وجمال الحياة المسيحيّة هو أنّنا نستطيع أن نغفر للآخرين بالطريقة التي بها غفر الله لنا.  

هذا المقال واحدٌ من مجموعة مقالات ترد في The Reformation Study Bible. 


تم نشر هذه المقالة في الأصل في موقع ليجونير.

خدمات ليجونير
خدمات ليجونير
خدمات ليجونير هي هيئة دوليَّة للتلمذة المسيحيَّة أسَّسها عالم اللاهوت الدكتور أر. سي. سبرول في عام 1971 من أجل تقديم الحق الموجود في الكتاب المُقدَّس بأمانة، ومساعدة الناس على معرفة ما يؤمنون به، ولماذا يؤمنون به، وكيف يعيشونه، وكيف يشاركونه مع الآخرين. إن إعلان قداسة الله أمر أساسي لتحقيق هدف ليجونير.