ما المقصود بأنّ الله صالح؟ - خدمات ليجونير
ما معنى أن نغفر؟
۱۷ أكتوبر ۲۰۲٤
لماذا أحبّ سفر المزامير
۲٤ أكتوبر ۲۰۲٤
ما معنى أن نغفر؟
۱۷ أكتوبر ۲۰۲٤
لماذا أحبّ سفر المزامير
۲٤ أكتوبر ۲۰۲٤

ما المقصود بأنّ الله صالح؟

يمكن لفضيلتَي العظَمة والصّلاح اللتين تُعزيان لله أن يُعبَّر عنهما بكلمة كتابيّة واحدة هي "قدّوس". وحين نتكلَّم عن قداسة الله فنحنُ معتادون على أن نربطها بشكل شبه حصري بطهارة الله وبرّة. ولا شكّ أنّ هذه الفكرة تتضمَّن هاتَين الفضيلتَين، ولكنّهما ليستا المعنى الأساسي للقداسة.  

للكلمة الكتابيّة "قدّوس" معنيان مميَّزان. المعنى الأساسي لها هو "الانفصال" أو "الآخَريّة". فحين نقول إنّ الله قدّوس، فنحنُ نلفت الانتباه إلى الفرق العميق والواسع ما بينه وبين خلائقه. إنّها تُشير إلى جلال الله الفائق، وسموّ الله المهيب، اللذين بسببهما يستحقُّ كلّ إكرامنا واحترامنا ومهابتنا وعبادتنا. إنّه "آخَر" أو "مختلف عنّا" في مجده. وحين يتكلَّم الكتاب المُقدَّس عن أشياءَ مُقدَّسةٍ أو بشرٍ مُقدَّسين أو وقتٍ مُقدَّس، فإنّه يُشير إلى أشياء مفصولة مفروزة، أو مُكرَّسة، أو جُعِلت مختلفةً بفعل لمسة الله عليها. كانت الأرض التي وقف موسى عليها أمام العلّيّقة المُشتعلة أرضًا مُقدَّسةً لأن الله كان حاضرًا هناك بطريقةٍ خاصّة. كان قرب الحضور الإلهي هو ما جعل الشيءَ الاعتياديَّ فجأة غيرَ عاديّ، والعامَّ خاصًّا.  

يعمل الله ما هو صائب. إنّه لا يفعل أيَّ خطأ. يعمل الله دائمًا بطريقة بارّة ومستقيمة، لأنّ طبيعته مُقدَّسة. 

هناك معنى ثانوي للكلمة "قدّوس" حين تُستخدَم في الإشارة إلى الله، وهو الإشارة إلى أعمال الله الطّاهرة والبارّة. فالله يعمل ما هو طاهر، ولا يعمل أيّ شيء خاطئ. ويعمل الله بطريقةٍ بارّة ومستقيمة، لأنّ طبيعته مُقدَّسة. وهكذا، يمكننا أن نميّز ما بين برّ الله الدّاخلي (طبيعته المُقدَّسة) وبرّ الله الخارجي (أعماله).  

لأنّ الله قدّوس، فإنّه عظيم وصالح. ليس من شرٍّ يختلط بصلاحه. وحين نُدعى إلى أن نكون قدّيسين، فليس المقصود أن نشارك جلاله الإلهي، لكنّ المقصود هو أن نكون مختلفين عن طبيعتنا الخاطئة الساقطة الطبيعيّة. نحنُ مدعوّون إلى أن نعكس طبيعة الله وأعماله الأخلاقيّة. ينبغي أن نتمثَّل بصلاحه.  

هذا المقال واحدٌ من مجموعة مقالات ترد في The Reformation Study Bible.


تم نشر هذه المقالة في الأصل في موقع ليجونير.

خدمات ليجونير
خدمات ليجونير
خدمات ليجونير هي هيئة دوليَّة للتلمذة المسيحيَّة أسَّسها عالم اللاهوت الدكتور أر. سي. سبرول في عام 1971 من أجل تقديم الحق الموجود في الكتاب المُقدَّس بأمانة، ومساعدة الناس على معرفة ما يؤمنون به، ولماذا يؤمنون به، وكيف يعيشونه، وكيف يشاركونه مع الآخرين. إن إعلان قداسة الله أمر أساسي لتحقيق هدف ليجونير.