لماذا كان الإصلاح ضروريًّا؟
۳ يناير ۲۰۲۳إقرارات الإيمان والقيادة الكنسية
۱۹ يناير ۲۰۲۳الإصلاح الحقيقي
تَكمُن الصحوة في لُبِّ الإيمان المسيحي، وهي سبب كوننا مؤمنين. فالصحوة هي العمل القدير الذي يجريه إلهنا الرؤوف وكليُّ السيادة. وفي الصحوة، الله ليس فقط يوقظنا من سبات، لكنه يقيمنا ويحيينا من الموت. فالصحوة هي العمل المجيد المتعلِّق بالتجديد، والإنعاش، والإصلاح. وعندما يُوقظنا الله، هو يجدِّد قلوبنا، ويمنحنا هبة الميلاد الجديد، ويحيينا، قائلًا لنا: "عيشي!" (حزقيال 16: 6). فإن الروح القدس يجتاح حياتنا، ويغزوها، ويجتذبنا. فهو ينزع قلوبنا الحجرية المعاندة، والواثقة بذاتها، ويضع محلَّ هذه القلوب الميتة قلوبًا حية جديدة، لديها الرغبة والقدرة أن تؤمن، وقلوبًا طيِّعة بين يدي أبينا، ومتَّحدة بالمسيح، في عبودية طوعية له، وقلوبًا يسكن فيها الروح القدس.
عندما يُوقظنا الله، فهو دائمًا ما يأتي بالنهضة، سواء كانت نهضة نفس واحدة، أو نهضة عائلة، أو نهضة مجتمع، أو نهضة أمة بأكملها. وعندما يأتي الله بالنهضة، يأتي دائمًا بتوبة عميقة ومبكِّتة، تؤدِّي إلى حياة من الإيمان، والتوبة، والطاعة. كذلك، عندما يُوقظنا الله، يأتي دائمًا بإصلاح حقيقي ودائم، وهو إصلاح للقلوب، والسلوكيات، والبيوت، والكنائس. لكن، ينبغي ألا نحدِّد موعدًا للصحوة، أو نحاول ابتكار خطة سطحية ومبتذلة لإحداثها. قال د. مارتن لويد جونز (D. Martyn Lloyd Jones): "لا تحتاج النهضة على الإطلاق إلى دعاية. فالنهضة دائمًا ما تروِّج لنفسها". فالصحوة لا تحدث إلا عندما يعيِّنها الله. فهو يُحدثها وفقًا لخطته السيادية، حيثما شاء، ومتى شاء، ولمَن يشاء، الكلُّ بحسب مسرته.
لكن، كما يعيِّن الله الصحوة، هو يعيِّن أيضًا وسائلها. فلا يكتفي فالله بالتعيين السيادي للغايات، لكنه يعيِّن أيضًا وسائل تلك الغايات جميعها. والوسائل التي عينَّها الله لإحداث الصحوة هي الوسائط المعتادة التي قد عيَّنها بالفعل لعبادتنا الأسبوعية المنتظمة، ونموِّنا اليومي في النعمة. فالكلمة، والصلاة، وفريضتا المعمودية وعشاء الرب هي وسائط النعمة المعتادة التي أعطانا الله إياها. وتلك هي الوسائل التي بواسطتها يعمل الروح القدس كي يثمر اختبارات إيمان حقيقية، ونهضة حقيقية، وإصلاحًا حقيقيًّا. فإن قوة الله المحدِثة للصحوة لا تفعِّلها برامجنا واستراتيجياتنا، بل يفعِّلها روحه القدوس، ووسائط الصحوة المعتادة. وعلينا أن نثق بأن الله سيعمل مسرته تمامًا، وفقًا لحكمته السيادية، وأن نستريح ونطمئن في الوعد القائل إن نور وجهه سيشرق علينا عندما نحيا أمام وجهه، أي عندما نحيا "كورام ديو" (Coram Deo).
تم نشر هذه المقالة في الأصل في موقع ليجونير.