بيان شيكاغو عن تطبيق الكتاب المُقدَّس
۱۵ أغسطس ۲۰۲۰المبادلات العظمى في رسالة رومية
۲۸ أغسطس ۲۰۲۰معنى “إيل شدَّاي”
فَأَجَابَ الرَّبُّ أَيُّوبَ فَقَالَ: هَلْ يُخَاصِمُ الْقَدِيرَ مُوَبِّخُهُ، أَمِ الْمُحَاجُّ اللهَ يُجَاوِبُهُ؟ (أيوب 40: 1-2).
من بين العديد من الأسماء العبريَّة لله التي تمت ترجمتها صوتيًّا إلى اللغة العربيَّة واستخدامها في العبادة المسيحيَّة، يعتبر "إيل شدَّاي" بالتأكيد من بين أشهر الأسماء. يعني هذا الاسم حرفيًّا "الله القدير"، وهو من أكثر أسماء الله التي تظهر بشكل مُتكرِّر في الكتاب المقدس.
غالبًا ما يستعير الكتاب المقدس كلمات من الشعوب الناطقة باللغات الساميَّة في عصره ويستخدمها بمعاني جديدة تمامًا مُوحى بها من الله. بالنظر إلى المصطلح العبري المُستخدم في سياقات أخرى يمكننا أن نرى أدلة مهمة حول سبب استعارة كلمات معينة من الثقافات المحيطة وليس من غيرها. هناك بعض الجدل حول الأسباب الكامنة وراء اختيار "إيل شدَّاي". يعتقد بعض العلماء أن هذا يعني في الأصل "صاحب الرعد"، وهو ليس مُفاجئًا نظرًا لكيفيَّة ربط الثقافات الساميَّة الوثنيَّة الأخرى في كثير من الأحيان آلهة معيَّنة بأنماط المناخ الطقسي. عندما نتأمل في ما يقوله الكتاب المقدس عن خالقنا، فمن المنطقي أن نرى اسمًا قد يعني في الأصل "صاحب الرعد" الُمختار لوصف قوته، لأن الرعد هو بالتأكيد طاقة توحي بالقوة. على عكس الوثنيَّة، لا يطابق الكتاب المقدس الله أبدًا بخليقته. فهو رب الخليقة المتعالي الذي لا يخضع لها (تكوين 1).
قد يكون المعنى الأساسي الأفضل للاسم "إيل شدَّاي" هو "الفائق القدرة"، مِمَّا يؤكِّد قدرة الله على تحقيق جميع مقاصده (خروج 15: 6؛ متى 19 :26). يعد تحديد قوته بهذه الطريقة أمرًا مهمًّا، لأن الكتاب المُقدَّس لا يُشير أبدًا إلى أن الله قادر على فعل كل شيء وأي شيء. فهو لا يمكنه أن يفعل أي شيء ينتهك طبيعته؛ على سبيل المثال، هو لا يُجرِّب أحدًا بِالشُّرُورِ (يعقوب 1: 13). ومع ذلك، فإن قدرة الرب كاملة تمامًا ولا يمكن زيادتها أو نقصانها (الآيات ١٦-١٧). في نهاية المطاف، من المستحيل على أي شخص أو أي شيء أن يمنعه من تحقيق مشيئته ذات السيادة (مزمور 115: 3).
يستخدم سفر أيوب اسم "إيل شدَّاي" أكثر من أي سفر من أسفار الكتاب المقدس. هذا منطقي، لأن الله أعطى أيوب وصفًا وإظهارًا واضحًا ومذهلًا بشكلٍ خاص لقوته (أيوب 38-42). قضى أيوب معظم الوقت في السفر يتساءل عن مقاصد الله، لكن إظهار الرب لحكمته وقدرته أسكت أيوب أخيرًا.
فَأَجَابَ أَيُّوبُ الرَّبَّ وَقَالَ: "هَا أَنَا حَقِيرٌ، فَمَاذَا أُجَاوِبُكَ؟ وَضَعْتُ يَدِي عَلَى فَمِي. مَرَّةً تَكَلَّمْتُ فَلاَ أُجِيبُ، وَمَرَّتَيْنِ فَلاَ أَزِيدُ". (أيوب 40: 3–5)
كل مَن يدرك عظمة الله يشترك في هذه الإجابة.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في موقع ليجونير.