أهميّة تعدّد الشيوخ
۳۱ أغسطس ۲۰۲۳الإنسان كصورة الله
٦ سبتمبر ۲۰۲۳Simul Justus et Peccator
ملاحظة من المُحرِّر: هذا هو الفصل [الأوّل] في سلسلة مجلّة تيبولتوك [ عقيدة الإنسان ] .
يُروى عن صِحافيّ كتبَ طارحًا هذا السؤال على عددٍ من المؤلّفين والمفكّرين: "ما خَطْبُ العالم؟" ويُقال إنّ ج. ك. تشيسترتون أجابَه قائلًا: "أنا." لقد أدركَ ما فشلَ معظم الناس في إدراكه- أيْ أنّ كلّ مشاكل العالم تبدأ بنا. ولكنّ المشكلة الأساسيّة لدى معظم الناس هي أنّهم لا يستوعبون أنّهم مشكلة العالم الأساسيّة. يظنّ معظمُ الناس أنّهم بالأصل طيّبون، ويتمتّعون بقلوب طيّبة ونوايا حَسَنَة. وهذا ما يعتقد أغلب الناس عن الآخرين، وينسبون الأمور السيّئة التي تحدث معهم إلى القوى الخارجيّة وتأثيراتها.
طريقةُ التفكيرِ هذه ليست ساذَجة بشكل فظيع فحسب، بل هي أيضًا غير كتابيّة بشكل فظيع، وهذا مُعتقدٌ موجود حتّى في الكنيسة. لا يولي كثيرون في الكنيسة اهتمامًا كبيرًا بما فيه الكفاية لفساد الإنسان، وبالتالي، هم لا يولون اهتمامًا بما فيه الكفاية لنعمةِ الله وشخصِه. في الوقت الذي نعترفُ فيه أنّ الإنسانَ، بعيدًا عن المسيح، هو فاسدٌ بالكامل في حالته الطبيعيّة أمام الله، بإمكاننا أيضًا أنْ نعبّر عن امتناننا لأنّه بسبب نعمة الله المقيّدة، لا يتصرّفُ الإنسانُ بشكلٍ دائم بحسبِ الفساد الذي هو عليه في الواقع.
يسعى جون كالفن منذ الصفحات الأولى من كتابه "أساسيّات الدين المسيحيّ،'' إلى مساعدتِنا على فهمِ العلاقة بين معرفة الله ومعرفة أنفسنا، محاجًّا بأنّه إنْ كنّا لسنا نعرفُ الله بشكل صحيح، فلن نتمكّن من معرفة أنفسِنا بشكل صحيح. هذه هي بالضبط المشكلة فيما يتعلّق بوجهة النظر السائدة بأنّ الإنسان بالأصل صالحٌ. عندما يكون منظورنا إلى الله منحرفًا بعض الشيء، سيكون منظورنا إلى الإنسان وكلّ شيء آخر منحرِفًا بقوّة. هذا هو أحد الأسباب الرئيسيّة وراء العديد من المشاكل والشرور الاجتماعيّة والثقافيّة والأخلاقيّة التي نعاني منها في عصرنا هذا. إنْ كنّا لا نعرفُ اللهَ بحسب ما جاءَ عنه في كلمته، فبالتأكيد لنْ نعرفَ بشكلٍ صحيح أنّ الإنسانَ خُلق على صورةِ الله، وأنّ الله أعطى كرامةً لجميعِ البشر، وأنّه في خطيّة آدم سقط كلّ البشر في حالة الخطيّة وأصبحوا في عداوة مع الله، وأنّه لا رجاءَ للبشر في المصالَحَة مع الله، إلّا من خلال تدخّل نعمة الله المُجدّدة. الطريقة الوحيدة للمصالحة مع الله هي من خلال حياة وعمل يسوع المسيح، الذي من خلال برّه المنسوب إلينا بالإيمان وحده نُحسب أبرارًا. يمكننا بعد ذلك أنْ نقفَ أمام إلهنا القدّوس والعادل والمُنعِم simul Justus et peccator، أي مُبرّرين وخطاة في الوقت نفسه، لنعبده coram Deo، أي أمام وجه الله، ولمجده، الآن وإلى الأبد.
تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.