اختيار الإجهاض: ما المقصود بذلك؟ - خدمات ليجونير
يسوع المسيح: حَمَلُ الله
۲ مارس ۲۰۲۳
بما أنّ الله سيّد مُتسلّط، فكيف يكون البشرُ أحرارًا
۹ مارس ۲۰۲۳
يسوع المسيح: حَمَلُ الله
۲ مارس ۲۰۲۳
بما أنّ الله سيّد مُتسلّط، فكيف يكون البشرُ أحرارًا
۹ مارس ۲۰۲۳

اختيار الإجهاض: ما المقصود بذلك؟

ما هو جوهر الموقف المؤيد لحريّة اختيار الإجهاض؟ إنْ ادّعت امرأة ما أنّها لن تقبلَ على نفسِها بالإجهاض، ولكنّها لا تريد أن تسلبَ حقّ شخص آخر في ذلك، فعلى أيّ أساس ستتردّد هذه المرأة في الحصول على الإجهاض؟ ربّما تريد ببساطة أن تُنجبَ أكبر عدد ممكن من الأطفال، ولا تتوقّع أبدًا أن يحدثَ معها حملٌ غير مرغوب فيه. ربّما تظنّ أنّ الجنينَ كائنٌ بشريّ حيّ، أو قد تكون غير متأكّدة من حالة الجنين. ربّما تعتقد أنّ الجنينَ كائن بشريّ حيّ، لكنّها لا تريد أنْ تفرضَ رأيَها على الآخرين. هنا نصل إلى جوهر الموقف المؤيّد لحريّة الاختيار. هل الحقّ في الاختيار هو حقّ مُطلق؟ هل لدينا الحقّ الأخلاقيّ في اختيار خطأ أخلاقي؟ إنّ طرحَ سؤال مثل هذا يتطلبّ إجابة.

مرّة أخرى، كلّ قانون يتمّ تشريعه، يَحِدُّ أو يُقيّد خيارات شخص ما. هذه هي طبيعة القوانين. إنْ كنّا لا نرغب في تقييد خيارات الآخرين من خلال تشريع القوانين، فعلينا التوقّف عن التشريع والامتناع عن التصويت. أعتقدُ أنّ معظم الناس سيوافقون على أنّ حريّة الاختيار ليست حريّة مُطلقة. لا يُمكن اعتبار أيّ إنسان بأنّه قانون مُطلق لذاته. ما لم نكن مُستعدّين لقبول نظام أخلاقيّ من النسبيّة البحتة يصبح من خلاله القانونُ والمجتمعُ مستحيلًا، فلنهربَ سريعًا كالريح من الافتراض القائل بأنّ الفردَ كائن مستقلّ بحدّ ذاته. للانتقال ممّا هو مُجرّد إلى ما هو ملموس، أتساءَل ما إذا كان الناشطون المؤيّدون لحقّ الاختيار، يعترضون على القوانين التي تحمي حقوق أملاكِهم الشخصيّة؟ هل يمتلك اللصّ الذي يقتحم منزلًا لسرقة تلفزيون شخص ما حقًا مشروعًا في اتّخاذ مثل هذا القرار؟ هل يحقّ للرجل أنْ يختارَ اغتصابَ امرأة؟ توضح هذه الأمثلة المتطرّفة أنّ حُريّة الاختيار لا يمكن اعتبارها حقًا مُطلقًا.

ما هي حدود حريّة الاختيار؟ أعتقدُ أنّ حدودَها هي عندما تدوس حريّتي في الاختيار على الحقوق المشروعة لشخص آخر في الحياة والحريّة. لم يتمتّع أيّ طفل لم يولد بعد بالحقّ في اختيار أو رفضِ القضاء على حياته. بالفعل، كما قال آخرون، إنّ أخطرَ مكانٍ في الولايات المتّحدة الأميركيّة للإنسان هو داخل رحم المرأة. بالنسبة إلى ملايين الأطفال الذين لم يولدوا بعد، أصبح الرحمُ زنزانةً للمحكوم عليهم بالإعدام، حيث يتمّ إعدام السجين بسرعة من دون محاكمة أو كلمة دفاع عن نفسه. يتضمّن هذا الإعدامُ حرفيًّا فصلَ أطرافه عن بعضها البعض. هل هذا الوصف مُنفر جدًّا؟ هل هو استفزازيّ جدًّا من الناحية العاطفيّة؟ لا. سيكون كذلك فقط لو كان الوصفُ غير صحيح.

الحقّ في الاختيار، مع كامل قُدسيّته، لا يحمل في ذاته الحقّ الجائر في القضاء على حياة بشريّة. إنّه إجهاض للعدالة بقدر ما هو إجهاض لطفل بشريّ.

ما الذي يجعل من حريّة الاختيار نفيسة لهذه الدرجة؟ ما الذي استفزّ باتريك هنري ليصرخ قائلًا: "أعطني حريّتي أو دعني أموت"؟ بالتأكيد، نحن نشتهي أن نتمتّع بالقليل من تقرير مصيرنا، وفكرة العيشِ تحت إكراه خارجيّ فكرة بغيضة. نحن مخلوقات مُفكّرة وعاقلة، ونُقدّر حريّتنا في اتّخاذ خياراتنا. معظمنا يمقتُ فكرةَ أنْ يُقيّد أو أن يُسجن، ولكن حتّى في سجن يخضع لأقصى درجات الحراسة، لا يتمّ تجريد السجين من حقّه في الاختيار بالكامل.

إنّ مبدأ حقّ تقرير المصير هذا - أنْ يكون لي رأي في حالتي ومستقبلي - هو الذي يُحرَم منه بوحشيّة كلّ طفل لم يولد بعد وقد تمّ إجهاضه. لم يكن لديّ رأي في قرار والدتي ما إذا كان يجب إجراء عمليّة إجهاض، أو أنْ تبقى حاملًا بي حتّى موعد ولادتي، بل كانت حياتي كلّها رهنَ قرارها. لو اختارت أنْ تُجهضَني، لسُلِبتْ منّي حياتي قبل ولادتي. أنتَ وأنا بشرٌ حقيقيّون، كنّا في مرحلة ما عاجزين عن ممارسة حقّنا النفيس في الاختيار، وكنّا نعتمد بالكامل على اختيار شخص آخر في أمرِ تقرير مصيرنا.

البعد الثاني الحاسم للحقّ في الاختيار، هو متى يحقّ لي اتّخاذ قرار أخلاقيّ فيما يتعلّق بحياة الطفل. (لأنّ هذا يشمل الأخلاق الجنسيّة، وهو موضوع لا يحظى بشعبيّة كبيرة في مناقشة مثل هذه.) الوقت المناسب لاختيار ما إذا كنتَ تريد إنجابَ طفلٍ أم لا، ليس بعد فترة الحَمَل والنموّ. باستثناء حالات الاغتصاب، لا تزال العلاقة الجنسيّة مع استخدام وسائل منع الحمل أو بدونها مسألة اختيار. الخيارات التي نتّخذها، سواء كانت ذات طبيعة جنسيّة أو غير جنسيّة، لها دائمًا عواقب. من المُسلّمات الأخلاقية والقانونيّة أنّنا مسؤولون عن عواقب اختياراتنا.

عندما نمارسُ الجنسَ، قد لا تكونُ نيّتُنا أو رغبتُنا إنتاجَ حياة بشريّة أخرى. ولكنّنا نعلم أنّ العلاقة الجنسيّة هي بداية عمليّة التكاثر، ويمكنُ أن ينتجَ عنها نسل بشريّ. إنّ قتلَ هذا النسل ليس بطريقة مسؤولة أو أخلاقيّة للتعامل مع هذا القرار.

مُقتطفٌ مُقتبس من كتاب "الإجهاض" بقلم آر. سي. سبرول. يُمكنك تحميل نسخة الكترونيّة مجّانيّة من هذا الكتاب على الرابط التالي. نشجّعك على مشاركة هذا العرض المجّانيّ مع عائلتك وأصدقائِك وكنيستك.

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

آر. سي. سبرول
آر. سي. سبرول
د. آر. سي. سبرول هو مؤسس خدمات ليجونير، وهو أول خادم وعظ وعلّم في كنيسة القديس أندرو في مدينة سانفورد بولاية فلوريدا. وأول رئيس لكلية الكتاب المقدس للإصلاح. وهو مؤلف لأكثر من مئة كتاب، من ضمنها كتاب قداسة الله.