الرجاءُ المسيانيّ اليهوديّ - خدمات ليجونير
الأعياد والاحتفالات اليهوديّة
۲۷ نوفمبر ۲۰۲۳
قبول المسيّا اليهوديّ
۲۹ نوفمبر ۲۰۲۳
الأعياد والاحتفالات اليهوديّة
۲۷ نوفمبر ۲۰۲۳
قبول المسيّا اليهوديّ
۲۹ نوفمبر ۲۰۲۳

الرجاءُ المسيانيّ اليهوديّ

    ملاحظة من المُحرِّر: هذا هو الفصل [الخامس] في سلسلة مجلّة تيبولتوك [ الحياة اليهودية في أيام يسوع].

تأتي كلمة messiah، أي المسيّا، من اللغة العبريّة/الآراميّة mashiach، وتعني "الشخص الممسوح." الكلمة التي تعادلها في اللغة اليونانيّة هي Christos، وهي مثلها مُشتقّة من فعل "مَسَحَ،" chri. كانت كلمة "المسيّا" و "المسيح" في القرن الأوّل تُستخدمان بشكل مترادف (يوحنا 1: 41).

التوقّعات المسيانيّة في حَقَبَةِ الهيكلِ الثاني

في حَقَبَةِ الهيكل الثاني (516 ق. م. – 70 ب. م.)، كانت كلمة المسيّا تُشير إلى الحقّ بالحُكم. تشير النصوص من حقبة الهيكل الثاني إلى عدم وجود مفهوم مُوحّد للمسيّا في اليهوديّة القديمة. وكانت التوقّعات أحيانًا تركّز في العصر المسيانيّ بدلًا من التركيز في شخصيّة مُحدّدة (إشعياء ٢: ١-٥؛ ميخا ٤: ١-٥). اعتقدَ البعضُ أنّ المسيّا هو كائن سماويّ يشبه الشخصيّة الغامضة المذكورة في دانيال 7: 13. واعتقد آخرون، كالسامريّين، أنّ المسيّا هو بشكل أساسيّ مُعلّم (يوحنّا 4: 25). ومع ذلك، تخيّل معظمهم أنّ الشخصيّة القادمة ستكون كاهنًا أو نبيًّا أو مَلِكًا (أو مزيجًا من كلّ واحد منهم).

نجد توقّع بمسيّا كشخصيّة كهنوتيّة في مُجتمع قُمران، والذي على الأرجح يرجع إلى رفض مجموعة من الكهنة في مُنتصف القرن الثاني قبل الميلاد رئاسةَ الكهنوت الفاسد في هيكل أورشليم. بعض كتابات قمران (مخطوطات البحر الميّت) تضع مؤسّس الجماعة، مُعلّم البرّ، في مواجهة مع الكاهن الشرّير. بالإضافة إلى تخيّل المسيّا كشخصية ملكيّة، اعتبره جماعات قمران شخصيّة كهنوتيّة، "مسيّا هارون"، على الرغم من أنّ المجتمع بشكل عام كان مُهتمًّا بالمرتبة الأولى بالطهارة الطقسيّة، وليس بالتوقّع المسيانيّ.

كان التوقّع الأكثر شيوعًا هو توقّع مجيء نبيّ في المستقبل. وعندما ظهر يوحنّا المعمدان، سأله الكهنة واللاويّون إن كان هو إيليا أم النبيّ (يوحنّا 1: 21، 24). كان التوقّع بمجيء إيليّا متأصّلًا في وعد الله بأنْ "أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا ٱلنَّبِيَّ" (ملاخي 4: 5). عندما أشبع يسوع الخمسة آلاف، ظنّ الناس أنّه "ٱلنَّبِيُّ ٱلْآتِي إِلَى ٱلْعَالَمِ" (يوحنّا 6: 14؛ انظر أيضًا 7: 40؛ تثنية 18: 15، 18). وكان يرتبط بهذا التوقّع أنّ المسيح القادم سيأتي بآيات ومُعجزات كما فعل موسى عند الخروج (يوحنّا 6: 30-31؛ 7: 31). عند دخول المسيح المُنتصر، هتف الجموع قائلين: "هَذَا يَسُوعُ ٱلنَّبِيُّ ٱلَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ ٱلْجَلِيلِ" (متّى 21: 11، 46).

ربّما كان التوقّع الأكثر شيوعًا هو مجيء ملك أو حاكم، أو مسيّا ملكيّ من نسل داود، الذي سيولد في بيت لحم (يوحنّا 7: 42). تُصوّر مزامير سليمان (كتاب ما بين العهدين لم يكتبه سليمان) مسيح داودي يدخل أورشليم، ويُخضع الأمم، ويحكم بالسلام والبرّ. وقد توقّع مُجتمعُ قمران مسيحًا ملكيًّا أيضًا، كما كان يتوقّع العديد من معاصري يسوع.

التوقّعات المسيانيّة في القرن الأوّل

بالإضافة إلى المصادر من الهيكل الثاني، تشهد الأناجيل الأربعة على وجود توقّعات مسيانيّة في زمن يسوع. تشهد الأناجيل الأربعة كلّها على وجود اعتقاد مسيحيّ مبكّر بأنّ يسوع هو المسيّا. في الواقع، يتم استخدام كلمة "المسيح" بشكل متكرّر إشارة إلى يسوع، لدرجة أنّها أصبحت تُشير فعليًّا إلى "اسم عائلة" يسوع. وهكذا، يقدّم متّى إنجيله بهذه الطريقة: "كِتَابُ مِيلَادِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ ٱبْنِ دَاوُدَ ٱبْنِ إِبْراهِيمَ" (متّى 1: 1-18).

تحقيقًا للنبوءة، وُلد يسوع في بيت لحم (2: 4-6؛ انظر ميخا 5: 1-3)، ومع ذلك يبدأ خدمته في الجليل (متى 4: 12-16؛ راجع إشعياء 9: 1-2). دعا إليه أتباعًا، ووعدهم بجعلهم صيّادين للناس (متى 4: 19؛ انظر إرميا 16: 16). كان يسوع هو موسى الجديد والأعظم الذي سيقود شعبه في خروجٍ جديد (متى 5-7؛ يوحنّا 6). شفى المرضى وفتح أعين العمي وأخرج الأرواح الشرّيرة، لا بل وأقام الموتى (متّى 8: 14-17؛ 11: 2-6؛ راجع إشعياء 29: 18؛ 32: 1-3)؛ 33: 17؛ 35: 5؛ 42: 7، 18؛ 53: 4). أدرك كثيرون أنّه ابن داود، وريثَ وعد ِالله ببيت أبديّ (متى 9: 27؛ 12: 23؛ 15: 22؛ 20: 30-31؛ 21: 9، 15؛ 22: 42؛ انظر 2صم 7: 12-16).

مَسَحَ روحُ اللهِ يسوعَ واستقرّ عليه طوال خدمته (متى 3: 16؛ يوحنّا 1: 32-33). كانت رسالتُه موجّهة إلى بني إسرائيل في المرتبة الأولى، لكنّها امتدّت في النهاية إلى كلّ البشر (متى 12: 15-21؛ راجع إشعياء 42: 1-4؛ يوحنّا 3: 16؛ 10: 16؛ 11: 51-52). رفضت أمّة إسرائيل يسوعَ، مُمثّلة بقادتها، كما جاء في الكتب (متّى 21: 42؛ راجع مزمور 118: 22)، على الرغم من أنّ بعض اليهود آمنوا به (وبالأخصّ الرسل الاثني عشر) (متّى 13: 14-15؛ يوحنّا 12: 38-41؛ راجع إشعياء 6: 9؛ 53: 1). كما علّم يسوع أيضًا عن ملكوت الله باستخدام الأمثال (متّى 13: 35؛ راجع مزمور 78: 2) وانتهر قادة إسرائيل بسبب ناموسيّتهم (متّى 15: 7-9؛ راجع إشعياء 29: 13).

في الأناجيل الأربعة كلّها، كان الحدث الأساسيّ هو اعتراف بطرس بيسوع أنّه المسيح (متّى 16: 13-20؛ مرقس 8: 27-30؛ لوقا 9: 18-21؛ يوحنّا 6: 66-71). عندما أخبر يسوع بطرس أنّه المسيّا الذي سيتألّم ويُقتل ثمّ يقوم في اليوم الثالث، رفضّ بطرس ذلك بقوّة، كاشفًا بذلك أنّ اعترافَه بيسوع كان مبنيًّا على الاعتقاد بأنّ يسوع سيؤسّس حكمَه في إسرائيل كمُنقذ وطنيّ، وليس كمتألّم بارّ يكفّر عن الخطيّة "وَيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ" (متّى 16: 21-23؛ 17: 22-23؛ 20: 17-19؛ مرقس 10: 45). انظر متّى 20: 28؛ يوحنّا 1: 29، 36).

عندما دخل يسوع أورشليم قبل الصلب مباشرة، رحّبت به الجموع كالملك الآتي، مرّة أخرى من دون أن يدركوا أنّه لا بدّ ليسوع أنْ يتألم ويموت من أجل الشعب (متّى 21: 8-9). وتنبّأ يسوع أيضًا بوصول مسحاء وأنبياء كذبة كثيرين (24: 5، 11، 23-24) وأعلن أنّه ابن الإنسان الذي سيعود مُنتصرًا وبمجدٍ في نهاية الزمان (الآيتان 30-31).

تصلُ الذروة في كلّ الأناجيل الأربعة في قصّة آلام يسوع: القبض عليه ومحاكمته وصلبه ودفنه وقيامته وتفويض أتباعه (الأصحاحات 26-28؛ مرقس 14-16؛ لوقا 22-24؛ يوحنّا 18-20؛ يوحنّا 18-20؛ يوحنّا 14-16؛ لوقا 22-24؛ يوحنّا 18-20؛ انظر أيضًا أعمال الرسل ١: ٦-٨). في عام 112 ب. م.، كتب المؤلّف الروماني بليني إلى الإمبراطور تراجان أنّ المسيحيّين الأوائل رنّموا ترانيم "للمسيح كإله." اعتبر المؤمنون أنّ يسوع يشارك بالهُويّة الإلهيّة مع يهوه، إله إسرائيل (متّى 15: 31؛ يوحنّا 1: 1، 18؛ 20: 28). إنّ الإيمان بأنّ يسوع هو المسيح، الشخص الذي مسحه الله بشكل فريد ومنحه الروح القدس، هو التفسير المحتمل وراء عبادة يسوع في وقت مبكّر كربّ وإله (رومية 5:9؛ 9:10؛ 1 كورنثوس 6:8؛ 12: 3؛ فيلبي 2: 11؛ تيطس 2: 13؛ عبرانيّين 1: 8؛ 2 بطرس 1: 1).

تم نشر هذه المقالة في الأصل في مجلة تيبولتوك.

أندرياس كوستنبرجر
أندرياس كوستنبرجر
الدكتور أندرياس كوستنبرجر هو أستاذ وباحث في العهد الجديد واللاهوت الكتابي بكليَّة اللاهوت المعمدانيَّة الجنوبيَّة الشرقيَّة في مدينة ويك فورست، بولاية نورث كارولاينا. وقد ألَّف العديد من الكتب، بما في ذلك "يسوع بحسب الأناجيل" (The Jesus of the Gospels) و"دليل إرشادي للرسالة إلى العبرانيين حتى سفر الرؤيا" (Handbook on Hebrews through Revelation).