إنْ كان الله يتمتّع بالسيادة، فلماذا نصلي؟
۱۹ أبريل ۲۰۲۳خمسة أمور ينبغي عليك أنْ تعرفَها عن قوانين الإيمان
۲۵ أبريل ۲۰۲۳خمسة أمور ينبغي عليك أنْ تعرِفَها عن الرسول بولس
الرسول بولس هو أكثر كُتاّب العهد الجديد إنتاجًا، وقد أخذتْه أسفاره إلى جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسّط. كان من خلفيّة يهوديّة، وكان أيضًا مواطنًا رومانيًّا. وبما أنّه من أكثر الشخصيّات الرائعة في الكتاب المقدّس، إليك خمسة أمور قد لا تعرفها عن حياته وكتاباته:
- قد يكون بولس أوّل الذين بدأوا بكتابة العهد الجديد.
لطالما ادّعى منتقدو المسيحيّة الأرثوذكسيّة التاريخيّة على وجود فجوة كبيرة بين تعاليم يسوع والرسول بولس. ظهر هذا الانتقاد في جزء كبير منه، من واقع أنّ بولس لم يُصبح جزءًا من الحركة المسيحيّة إلّا بعد قيامة يسوع، والفترة الأولى لخدمة الكنيسة التبشيريّة بعد يوم الخمسين. بيد أنّ جانبًا كبيرًا من رسائل بولس يسبق أقدم التواريخ المقترحة لكتابة الأناجيل، وقد تسبق بعض رسائل بولس الأولى حتّى رسالة يعقوب بحَسَب بعض الاقتراحات. لم يؤثّر بولس فقط في تشكيل إيمان الكنيسة الأولى بسبب الكميّة التي كتبها، إنّما أيضًا لأنّ كتاباته قد تكون أقدم شاهد تاريخيّ بين أيدينا ليسوع المسيح وإنجيله.
- غالبًا ما كان بولس يكتب بتعاون مع آخرين.
كُتبَت مؤلّفات كثيرة حول لاهوت بولس. وهذا ليس بالأمر المفاجئ، نظرًا للإرث الأدبيّ المذهل الذي كتبه بوحي من الروح القدس بينما كان يتمّ تشكيل أسفار العهد الجديد القانونيّة. تُظهر الروائع الأدبيّة مثل رسالة رومية بوضوح عبقريّة العقل اللاهوتيّ الذي كان بولس يتمتّع به. ومع ذلك، على الرغم من أنّ بولس كان بلا شكّ المؤلّف الرئيسيّ لجميع رسائله، إلّا أنّ تحيّاته تشير بوضوح إلى أنّ نصف رسائله تقريبًا قد كُتبت بالتعاون مع زملائه المرسلين وخدّام الإنجيل. لم يكن بولس انفصاليًّا، أو لاهوتيًّا قابعًا في برج عاجيّ؛ بل غالبًا ما كان ينصّ تعاليمه وإرشاداته للكنائس بالشراكة مع أخوته المؤمنين.
- لم يكن كلّ ما كتبه بولس بوحي من الله.
استخدم الله بولس بطريقة استثنائيّة لتزويد الكنيسة بثلاث عشرة رسالة موحى بها ومنزّهة ومعصومة من الخطأ من التعليم والإرشادات. ولكن، لم يكن إنتاج الكتاب المقدس يحدث في كلّ مرة يضع فيها بولس الحبر على ورق البرديّ. في الواقع، نجد ذكرًا في مواضع عديدة في رسائل بولس عن رسائل أخرى له لم تحفظها الكنيسة الأولى أو تعترف بها على أنّها وحي مُقدّس. هنالك على الأقل رسالتان أرسلهما بولس إلى الكنيسة في كورنثوس خلال رحلاته التبشيريّة (1 كورنثوس 5: 9؛ 2 كورنثوس 2: 3-4، 9؛ 7: 12). يذكر الرسول أيضًا رسالةً كتبها إلى كنيسة لاودكيّة عندما كتب إلى الكنيسة في كولوسي (كولوسي 4: 15-16). كان قصده أنْ تتبادلَ الكنيستان الرسائل التي وصلتها منه من أجل المنفعة المتبادلة. ومع ذلك، لم تعترف الكنيسة الأولى إلّا برسالة بولس إلى أهل كولوسي، وقَبِلت أنْ تكون وحيًا مُقدّسًا.
- على الأرجح، لم يكن بولس الأكثر إثارةً للإعجاب على الصعيد الشخصيّ.
تميل العديد من الشخصيّات المسيحيّة البارزة إلى التمتّع ببعض المواهب الطبيعيّة التي تسمح لهم أنْ يتبوؤا مراكز قياديّة. للأسف، يُمكن للكلام المصقول والجاذبيّة والمظهر اللطيف أن تُخفي في كثير من الأحيان قدرًا كبيرًا من العجز العقائدي والأخلاقيّ الموجود عند غير الأمناء. بالنظر إلى أهميّة رسائل بولس في العهد الجديد، قد نفترض أنّ عظمَتَها تتناسبُ مع شخصيّة بولس وقدراته غير المصقولة. غير أنّنا نجد في الكتاب المقدّس دليلًا على أنّ بولس لم يكن بالأغلب مُثيرًا للإعجاب أو جذابًا أو مصقولًا على الصعيد الشخصيّ (مثلًا: ٢ كورنثوس ١٠: ١٠). ينبغي أنْ يذكّرنا هذا بأنّ المسيح يتعظّم في ضعفنا، وأنّ تقدّم الإنجيل لا يعتمد على الحكمة الأرضيّة أو القدرة الطبيعيّة.
- ربّما كان بولس يعاني من حالة صحّيّة سيّئة طوال فترة خدمته.
على الرغم من أنّ بولس كان نشيطًا ومُثمرًا جدًّا كمُرسل، إلّا أنّه كان يعاني من مرضٍ مُزمن وألمٍ طوال فترة خدمته. كان يعاني من وعكة صحّيّة خلال زيارته الأولى إلى غلاطية (غلاطية 4: 13-14). ونعلم أيضًا من رسالته إلى أهل غلاطية، أنّه كان على الأرجح يعاني من حالة مرضيّة في عينِه، نتجَ عنها تعاطف كبير من المؤمنين هناك (غلاطية 4: 15) وجعلته يكتب بأحرف كبيرة عند التوقيع على رسالته إليهم (غلاطية 6: 11). قد تكون هذه الحالة هي السبب وراء "الشوكة في الجسد" الشهيرة لبولس (2 كورنثوس 12: 7-9). إلى جانب ذلك، ليس من الصعب تخيّل الصدمة الشديدة التي يرويها بولس في 2 كورنثوس 11: 23-28 والتي تركت كذلك آثارًا دائمة على صحّته الجسديّة. أمّا بالنسبة إلى المسيحيّين الذين يعانون اليوم من آلام مُزمنة وصدمات، فيمكن أنْ يكون إرثَ بولس مُشجّعًا لهم.
لدى الرسول بولس الكثير ليُشاركنا به عن الله والخلاص الذي يحقّقه لنا في يسوع المسيح. استخدمَ اللهُ الرسولَ بولس لتلمذة شعبه في زمانِه وزمانِنا. من الجدير أنْ تعرفَ المزيد عن الرسول بولس أثناء دراستك للكتاب المقدّس، لأنّ ذلك يساعدنا على فهم الكتاب المقدّس بشكل أفضل، كما يساعدنا فهم الكتاب المقدّس بشكل أفضل على النموّ في إيماننا.
هذه المقالة جزء من مجموعة 5 أشياء يجب أن تعرفها.