خمسة أمور ينبغي عليك أنْ تعرِفَها عن الرسول بولس
۲۰ أبريل ۲۰۲۳5 أمور ينبغي عليك أنْ تعرفَها عن داود
۲۷ أبريل ۲۰۲۳خمسة أمور ينبغي عليك أنْ تعرفَها عن قوانين الإيمان
سمع معظم المسيحيّين عن قانون إيمان نيقية، أو قانون إيمان الرسل، لكن لدى العديد منهم مفاهيمَ خاطئة عن قوانين الإيمان. هنالك الكثير من سوء الفهم حول طبيعة وتاريخ هذه القوانين والقصد منها. فيما يلي خمسة أمور ينبغي عليك أنْ تعرفَها عن قوانين الإيمان.
- تأتي كلمة "قانون" من الكلمة اللاتينية credo، والتي تعني ببساطة "أؤمن."
صيغة الجمع باللاتينيّة هي credimus، وتعني "نؤمن." باختصار، عندما نتلو قانون الإيمان، فإنّنا ببساطة ندلي ببيان عمّا نؤمن به. هذا يعني أنّه إنْ كنتَ تؤمن بأيّ شيء، فلديك قانون إيمان. ماذا لو قلتَ: "أنا لا أؤمن بقانون إيمان بل بالمسيح"؟ حسنًا، في هذه الحالة، هذا البيان الذي أدليت به للتوّ هو قانون إيمانك. إنّه قانون إيمان قصير، لكنّه قانون إيمان. عندما نُدرك أنّ قوانينَ الإيمان هي بيانات إيمان بشريّة، سيساعدنا هذا أيضًا أنْ نفهمَ العلاقة بين الكتاب المقدّس وعقائد الإيمان بشكل أفضل. الكتاب المقدّس موحى به. الكلمة اليونانيّة المُستخدمة في تيموثاوس الثانية 3: 16 هي theopneustos، وهي تعني حرفيًّا "تنفّسه الله". الكتاب المقدّس هو كلمة الله الموحى بها. قوانين الإيمان هي كلمات بشريّة غير موحى بها من الله. نسمع الله يقول في الكتاب المقدّس: "هكذا قال الربّ..." وفي قوانين الإيمان نقول ردًّا على ذلك: "نؤمن أنّك..."
- الكتاب المقدّس نفسه يستخدم خُلاصات تُشبه قوانين الإيمان.
لعلّ أشهر مثال على ذلك هو Shema المذكور في تثنية 6: 4، والذي يبدأ بهذه الآية: "اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: ٱلرَّبُّ إِلَهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ." توسَّعَ بولس في هذا البيان القصير الشبيه بقانون إيمان في 1 كورنثوس 8: 6، آخذًا في عين الاعتبار الإعلان الإضافي المتعلّق بيسوع المسيح. يوجد في العهد الجديد نصوص أخرى شبيهة بقانون إيمان كما في رومية 10: 9-10 ("يسوع ربّ") و1كورنثوس 15: 3-4.
- لم يكتب الرسلُ قانونَ إيمانِ الرسلِ.
يبدو أنّ الأسطورة القائلة بأنّ الرسلَ الاثني عشر هم الذين كتبوا قانون إيمان الرسل، نشأت في القرن الرابع أو الخامس، لكن لا يوجد دليل على صحّتها. هنالك دليل في القرنَيْن الثاني والثالث على وجود بيانات عقائديّة قصيرة في الكنائس، أشهرها قانون الإيمان الروماني القديم. محتواه ومحتوى القوانين الأخرى مشابه جدًّا لمحتوى قانون إيمان الرسل الذي ظهر في وقت لاحق. إنّ محتوى كلّ بيانات قوانين الإيمان المبكّرة هذه مستمدّة من طقوس معموديّة قديمة، كان يُطرح خلالها سلسلة من الأسئلة على طالب المعموديّة، وكان يُقدّمُ إجاباتٍ موجَزة عنها. كان محتوى هذه البيانات الليتورجيّة القصيرة عن الإيمان هو المحتوى نفسه لبيانات عقائد الإيمان الأولى. أشار بعض الكتّاب المسيحيّين الأوائل، مثل إيرينايوس، إلى هذا المحتوى باعتباره Regula fidei أو "قاعدة إيمان." كان موجزًا لتعاليم الكتاب المقدّس عن الله.
- وُضِع قانون إيمان نيقية للدفاع عن تعاليم الكتاب المقدّس المتعلّقة بالله ضدّ الهراطقة.
سوف يلاحظ أيّ قارئ للكتاب المقدّس أنّه يُعلّم أشياء عديدة بوضوح تامّ.
- أوّلًا، يعلّم أنّه يوجد إله واحد حقّ لا غير.
- ثانيًا، يعلّم أنّ الآب هو الله.
- ثالثًا، يعلّم أنّ الابن هو الله.
- رابعًا، يعلّم أنّ الروح القدس هو الله.
- أخيرًا، يعلّم أنّ الآب ليس الابن أو الروح، وأنّ الابن ليس الآب أو الروح، وأنّ الروح ليس الآب أو الابن.
تساءَل المسيحيّون وغير المسيحيّين كيف يُمكن أنْ تتوافقَ جميع هذه التعاليم الخمسة معًا، وكان يتمّ في بعض الأحيان اقتراح إجابة تحلّ الصعوبات الكامنة فيها، برفض عقيدة واحدة أو أكثر من هذه العقائد الكتابيّة. في القرن الرابع، "حلّ" رجل يُدعى آريوس المشكلة بإنكاره أنّ الابن هو الله. أدّى هذا إلى إثارة جدل استمرّ لعقود. تمّ التعامل مع هذا الجدال في مجلِسَي نيقية (325 م) والقسطنطينيّة (381 م). ما نتج عن هذه المجالس، هو ما عُرف لاحقًا باسم قانون إيمان نيقية. إنّه بيان لإيمان الكنيسة حول عقيدة الله الكتابيّة وقد كُتب للدفاع عنها ضدّ عقيدة آريوس وعقائد الآخرين المناهضة للمسيحيّة. إنّه يتبع الخطوط العريضة الأساسيّة لبيانات قوانين الإيمان السابقة والأقصر، لكنّه يُضيف عباراتٍ مُحدّدة لاستبعاد التشوّهات الهرطقيّة لهذا المحتوى.
- إنّ استخدام قوانين الإيمان ليس مُنحدَرًا زلقًا نحو الكاثوليكيّة الرومانيّة.
كما ذكرتُ لكم سابقًا، لكلّ مسيحيّ قانون إيمان سواء أدركَ ذلك أم لم يُدركْه. مهما كان الردّ، فهذا هو قانون إيمان. لم يرفض البروتستانت الأوائل قوانين إيمان الكنيسة القديمة، بل استمرّوا في تعليم عقيدة الثالوث الكتابيّة والدفاع عنها كما تمّ إيجازها في قانون إيمان نيقية. واستمرّوا في تعليم العقيدة الكتابيّة عن المسيح والدفاع عنها كما تمّ إيجازها في قانون خلقيدونيّة. المهرطقون فقط، أمثال السوسينيانيّين (الليبراليّون في القرن السادس عشر)، هم الذين رفضوا قوانين الإيمان المسيحيّة القديمة.
هذه المقالة جزء من مجموعة 5 أشياء يجب أن تعرفها.