خمس حقائق يجب أن تعرفها عن داود
۲۵ نوفمبر ۲۰۲٤خمس حقائق يجب أن تعرفها عن جون كالڤن
۲۹ نوفمبر ۲۰۲٤خمس حقائق يجب أن تعرفها عن التبني
من بين البركات الأساسية التي ينالها المؤمنون من خلال الإيمان بيسوع المسيح، ربما يكون التبني هو الأكثر إهمالاً. فكثيرًا ما تتم مناقشة التبرير، وكذلك التقديس باعتباره جزءًا من حياتنا اليومية كمؤمنين. لكن التبني مهم أيضاً، وفهمه والراحة في حقائقه الثمينة يمكن أن يؤتيا ثمارهما في حياة المؤمنين. إليك خمسة حقائق يجب أن تعرفها عن التبني.
- التبني هو أحد بركات الاتحاد بالمسيح.
مثل التبرير والتقديس، فإن التبني يصبح من حق المؤمنين بحكم اتحادهم بيسوع المسيح بالإيمان وحده. يقول دليل أسئلة وأجوبة وِستمنستر المُفصَّل:
التبني هو عمل من أعمال نعمة الله المجانية، في ابنه الوحيد يسوع المسيح ومن أجله، حيث يتم قبول كل أولئك الذين تبرروا في عِداد أبنائه، ووضع اسمه عليهم، وإعطائهم روح ابنه، ويكونون تحت رعايته الأبوية وتدابيره، ويسمح لهم بكل الحريات والامتيازات التي يتمتع بها أبناء الله، ويصبحون ورثة لكل الوعود، ووارثين مع المسيح في المجد (إجابة السؤال رقم ٧٤ في دليل أسئلة وأجوبة وِستمنستر المُفصَّل).
التبني هو عمل نهائي يحدث مرة واحدة، وينبع من عمل يسوع المسيح الذي به يحضرنا إلى عائلة الله، مع كل الامتيازات التي تجلبها هذه المكانة الجديدة (يوحنا 1: 12).
- التبني يعني أن نصبح أعضاء في عائلة الله.
في حالتنا الطبيعية، نحن متغربون عن عائلة الله. نحن مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، مستعبدون للخطيئة (يوحنا 8: 44؛ أفسس 2: 1-3). ولكن بالتبني، نُقبَل في عائلة الله ونُعَد بين أبنائه. يكتب الرسول بولس عن هذا التغيير المجيد في المكانة: "فَلَسْتُمْ إِذاً بَعْدُ غُرَبَاءَ وَنـُزُلاً، بَلْ رَعِيَّةٌ مَعَ ٱلْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ ٱَللّٰهِ" (أفسس 2: 19).
- التبني يعني أن الله هو أبونا.
في أواخر القرن التاسع عشر، قام عالم اللاهوت الليبرالي البارز أدولف ڤون هارناك بتلخيص جوهر المسيحية في حقيقتين: الأخوة العالمية للإنسان والأبوة العالمية لله. في حين أن الله هو خالق كل البشر، إلا أنه لا يقف في علاقة أبوية مع كل البشر. أن يكون الله أبًا وأن يكون المرء ابنًا لله هو امتياز مُخصص لأولئك الذين تم تبنيهم في عائلته (يوحنا 1: 12). لهذا السبب يقول الرسول يوحنا باحترام وتوقير، "اُنـْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا ٱلْآبُ حَتَّى نـُدْعَى أَوْلاَدَ ٱللّٰهِ!" (1 يوحنا 3: 1). ولهذا السبب أصيب الفريسيون بالصدمة عندما دعا يسوع الله أباه (يوحنا 5: 18) ولهذا السبب علّم يسوع تلاميذه أن يصلوا إلى الله كأب لهم (متى 6: 9).
- التبني يعني أننا نستطيع التواصل مع الله.
إن إحدى المآسي الكبرى في اللاهوت الكاثوليكي هي النظرة اللاهوتية للقديسين. تُعلِّم الكنيسة الكاثوليكية شعبها أن الله مشغول للغاية بحيث لا يستطيع سماع صلواتهم، لذلك يجب عليهم أن يطلبوا من القديسين - وخاصة العذراء مريم - أن يتشفعوا نيابة عنهم. هذه عقيدة مروعة. ليس لدى المؤمنين الحقيقيين حاجة لطلب الشفاعة، لأنه من خلال المسيح، الوسيط الوحيد، لديهم إمكانية الوصول إلى الله نفسه (يوحنا 14: 13-14؛ 1 تيموثاوس 2: 5). يكتب بولس: "لأَنَّ بِهِ لَنَا كِلَيْنَا [أي اليهود والأمم] قُدُوماً فِي رُوحٍ وَٱحِدٍ إِلَى ٱلْآبِ" (أفسس 2: 18؛ انظر رومية 5: 2(.
- التبني يعني أن لنا حقوقًا كأبناء لله.
يسوع المسيح هو ابن الله بالطبيعة، ونحن أبناء الله بالتبني. هذه المكانة تجلب معها مجموعة من الحقوق والفوائد التي نتمتع بها جنبًا إلى جنب مع أخينا الأكبر. تتضمن هذه الحقوق والفوائد عطية الروح، ومنح اسم الله، والحرية من عبودية الناموس، والمشاركة في آلام المسيح ومجده، وخاصة الميراث المُذخر لأولئك الذين هم في المسيح. يكتب الرسول بولس:
"لأَنَّ كُلَّ ٱلَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ ٱللّٰهِ فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ ٱللّٰهِ. إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ ٱلْعُبُودِيَّةِ أَيْضاً لِلْخَوْفِ، بَلْ أَخَذْتـُمْ رُوحَ ٱلتَّبَنِّي ٱلَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: "يَا أَبَا ٱلْآبُ!". اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضاً يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنـَّنَا أَوْلاَدُ ٱللّٰهِ. فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَداً فَإِنـَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضاً، وَرَثَةُ ٱللّٰهِ وَوَٱرِثُونَ مَعَ ٱلْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضاً مَعَهُ." (رومية 8: 14-17؛ انظر أفسس 1: 11-14)
ليتنا نعيش في الراحة والثقة التي تأتي مع معرفة أن أبانا السماوي تبنانا في المحبة.
هذه المقالة هي جزء من سلسلة "خمس حقائق يجب أن تعرفها".
تم نشر هذه المقالة في الأصل في موقع ليجونير.