ثلاثة أمور ينبغي أنْ تعرفَها عن سفر اللاويّين - خدمات ليجونير
ثلاثة أمور ينبغي أنْ تعرفَها عن سفر الخروج
۸ فبراير ۲۰۲٤
ثلاثة أمور ينبغي أنْ تعرفَها عن سفر العدد
۲۹ فبراير ۲۰۲٤
ثلاثة أمور ينبغي أنْ تعرفَها عن سفر الخروج
۸ فبراير ۲۰۲٤
ثلاثة أمور ينبغي أنْ تعرفَها عن سفر العدد
۲۹ فبراير ۲۰۲٤

ثلاثة أمور ينبغي أنْ تعرفَها عن سفر اللاويّين

ينبغي على كلّ مؤمن مسيحيّ أنْ يسعى للخضوع لمشورة الله الكاملة. هذا يعني بشكل جزئيّ التأمّلَ في كلّ الكتاب المقدّس. لتحقيق هذا الهدف، نجدُ أنفسَنا جميعًا مُنجذبين بشكل طبيعيّ إلى بعض أسفار الكتاب المقدّس، ولنكن صادقين، نحن لا ننجذبُ إلى أسفار أخرى. سفر اللاويّين هو أحد أسفار الكتاب المقدّس التي يتمّ تجنّبها بالعادة. يقعُ سفر اللاويّين تمامًا في منتصف أسفار موسى الخمسة، وقد كُتب بطريقة يجد فيها العديد من القرّاء المعاصرين أنّه سفرٌ يصعب عليهم فهمَه. ومع ذلك، على الرغم من اهتمامِه بشكل غامض بالعبادة المتعلّقة بخيمة الاجتماع في إسرائيل القديمة، لا ينبغي علينا تفويت ما يُقدّمه لنا هذا السفر.

إليكم ثلاثة أمور يمكن لكلّ قارئ للكتاب المقدّس أنْ يستخلصها من سفر اللاويّين.

  1. يبذل اللهُ جَهدًا عظيمًا ليلتقي بشعبه

إنّ خيمةَ الاجتماع هي بالضبط ما يقوله الكتاب المقدّس عنها: إنّها بيتُ الله. إنّها قُدْس الله، وبلاطه، وبالتالي هي المكان الذي يستقبل فيه ضيوفه (خروج 25: 8-9). يعكسُ بيتُ اللهِ شخصَه وقداستَه ومجدَه وبرَّه الكامل، ودورَه الأساسيّ كخالق. لذلك، على الذين يدخلون خيمة الاجتماع أنْ يكونوا مُستعدّين للقاءِ الملك. وبدون هذا الاستعداد، لا يمكنهم أن يأملوا بالنجاة عند زيارتهم الملك (الخيمة). لكنّ سفر اللاويّين يُذكّرنا أنّه مهما كنّا ساقطين أو محدودين، فإنّ هذا لن يقدرَ أنْ يفصلَ الله عنّا. لقد خلقَنا لكي نبقى في شركةٍ معه، وإرادته مُوجّهة نحو تحقيق تلك الشركة. إنّ هذه الرغبة في المصالحة والاسترداد هي بالطبع الخلفية الكامنة وراء قصّة الفداء الكاملة في الكتاب المقدّس.

  1. يُعير الله اهتمامًا للطريقة التي نلتقي بها معه.

أمرُ آخر يُلفت انتباهَنا عندما نقرأُ سفر اللاويّين ألا وهو تعليمات موسى الدقيقة للكهنة واللاويّين. تكشفُ عبادة بني إسرائيل عن تقدير الله لطريقة العبادة، كما لتقديره للمعبود. هو لا يبحثُ ببساطة عن أفكار جميلة، أو عن تعابير الإعجاب أو عن ممارسات وثنيّة متحوّلة. لم يُدعَ شعبُ بني إسرائيل إلى العبادة عندما يحلو لهم ذلك، بل هم بالأحرى مَدْعوّون إلى تكييف طريقة عبادتهم لتتناسبَ مع شخصِ الله. إنّ التعليمات التي نجدها في سفر اللاويّين وشرائع الذبائح والأوقات والمواسم والأعياد كلّها تصف الطريقة التي دُعي بها بنو إسرائيل لتنظيم حياتِهم وعبادتِهم بحسب تصميم الخالق لها. نحن مخلوقون على صورة الله، لذلك، فإنّ عبادتَنا هي بإرشاد برنامج الله، وليس بالعكس.

  1. تكشف لنا الذبائحُ نفسُها مقاصدَ الله من خطّة فدائه.

عندما سقطت البشريّة في الجنّة، تحطّمت علاقتُنا مع الله بشكل حتميّ، كان لها آثار على الوجود البشريّ برمّته. لكي يتسنّى لنا الدخول إلى محضر الله، نحتاج الآن الى التطهير، وأنْ نكون مناسبين من الناحية الطقسيّة لمحضر الله. يجب أنْ يقابلَ قداسةُ الله نقاوةَ الإنسان. لذلك، يُعلّمنا سفر اللاويّين أنّ أقْدَسَ الأماكن في خيمة الاجتماع مُخصّص للذين تمّ تجهيزهم بشكل خاصّ للخدمة: أي الكهنة ورئيس الكهنة (لاويّين 16: 1-5؛ 21).

يعكسُ نظامُ الذبائح أيضًا الطرقَ التي تغيّرت بها علاقة الإنسان مع الله بشكل كبير. توضح كلُّ ذبيحةٍ طريقةً مختلفة يرغب الله من خلالها أنْ يعودَ إلى شعبه من خلال عمل الفداء. إنَّ ذبيحةَ المُحرقة (لاويين 1: 2-17؛ 6: 8-13)، والتي تشمل حرق الحيوان بأكمله، تُغطّي أو تُكفّر عن خطايا الإنسان أمامَ الله. وترتبط تقدمة الدقيق (لاويين 2: 1-16؛ 6: 14-23) بهديّة أو جزية، مثل تلك التي تُمنح للملك لضمان الحلف القائم معه. تتضمّن ذبيحة السلامة (لاويين 3: 1-17؛ 7: 11-21) تقاسم الوجبة المقدّسة بين العابد والكهنة، ممّا يعكس تقويم العلاقة. إنَّ ذبيحةَ التطهير أو الخطيّة (لاويين 4: 1-5: 13؛ 6: 24-30) تُبرز تلوّث الخطيّة أو دنسها بالنسبة إلى المؤمن وحاجته إلى التطهير. إنّ ذبيحة الكفّارة (لاويين 5: 14-6: 7؛ 7: 1-10) تُبرز الحاجة إلى الدَّيْن الذي ينبغي سداده لله لكي تعود العلاقة بين الله والإنسان كاملة.

تُبرزُ كلّ واحدة من هذه الذبائح الخمس جانبًا مختلفًا من خطّة الله لفداء البشر. غالبًا ما نركّز في المقاطع التي تتحدّث عن الحاجة إلى الكفّارة — في ذبيحة المحرقة وكذلك في التعليمات المتعلّقة بيوم الكفارة التي تمّ توضيحها في لاويّين 16: 1-34 — ولكن بالإمكان تعميق العبادة المسيحيّة من خلال فهم الطُرق الغنيّة التي يُعيدنا المسيح من خلالها إلى أمام الله، ويفتح لنا طريقًا للدخول إلى محضره (يوحنا 14: 6). يتمّ التكفير عن خطايانا، ويتمّ استعادة تحالفنا مع الملك، ونتشارك وليمة أخويّة، ويتمّ تطهير الدنس، ويتمّ سداد ديننا في شخص وعمل ربّنا ومُخلّصنا المسيح يسوع. بإمكاننا أنْ نفرحَ لأنّ رئيسَ كهنتِنا يعمل على تحقيق كلّ بركات الفداء هذه (عبرانيّين 10 :1-18).

+++++++

هذه المقالة جزءٌ من مجموعة بعنوان، EveryBook of the Bible: 3 Things to Know

تم نشر هذه المقالة في الأصل في موقع ليجونير.

سكوت ريد
سكوت ريد
الدكتور سكوت ريد هو رئيس كليَّة اللاهوت المُصلَحة في واشنطن العاصمة، وأستاذ مساعد للعهد القديم بها. وهو مُؤلِّف كتاب (The Wholeness Imperative).