ثلاثة أمور ينبغي أنْ تعرفَها عن سفر يشوع - خدمات ليجونير
ثلاثة أمور ينبغي أنْ تعرفَها عن سفر التثنية
۵ مارس ۲۰۲٤
ثلاثة أمور ينبغي أنْ تعرفَها عن سفر القضاة
۱۲ مارس ۲۰۲٤
ثلاثة أمور ينبغي أنْ تعرفَها عن سفر التثنية
۵ مارس ۲۰۲٤
ثلاثة أمور ينبغي أنْ تعرفَها عن سفر القضاة
۱۲ مارس ۲۰۲٤

ثلاثة أمور ينبغي أنْ تعرفَها عن سفر يشوع

  1. سفر يشوع هو بشكل أساسيّ حول أمانة الله.

إنْ سألتَ معظمَ المسيحيّين عمّا يعرفونه عن سفر يشوع، فمن المرجّح أنْ تكونَ إجابتُهم حول معركة أريحا. تُعتبر قصّة أسوارِ تلك المدينة المُنهارة ذروةً في رواية الغزو في السفر. يتكوّن سفر يشوع من قصّة عن انتصار عسكريّ، وعن التوزيع اللاحق للأرض التي امتلكها بنو إسرائيل. ولكن في النهاية، سفر يشوع هو حول الله وأمانتِه. وعدَ الربّ إبراهيمَ بأرض كنعان، وعلى الرغم من أنّ شعبَ الله اختبرَ تأخيرًا مُهمًّا بين هذا الوعد الأوّلي وامتلاكهم أرض كنعان، إلّا أنه لم تسقط كلمة واحدة من كلام الربّ (يشوع 23: 14).

لا يوجد مقطع يُلخّصُ زخمَ السفر الرئيسيّ بشكل أكثر إيجازًا من تلك الكلمات الختاميّة في الإصحاح 21، بعد أنْ أعطى الله بني إسرائيل كلّ الأرضِ التي وعدَ أنْ يُعطيها لهم: "لَمْ تَسْقُطْ كَلِمَةٌ مِنْ جَمِيعِ ٱلْكَلَامِ ٱلصَّالِحِ ٱلَّذِي كَلَّمَ بِهِ ٱلرَّبُّ بَيْتَ إِسْرَائِيلَ، بَلِ ٱلْكُلُّ صَارَ" (يشوع 21: 45). بالإضافة إلى يشوع، تلعبُ شخصيّات نموذجيّة أخرى، مثل كالب والعازار، أدوارًا مُهمّة في السفر. يتضمّن السفرُ أيضًا معارك مُذهلة اكتسبت مكانةً بارزةً في تاريخ الحروب. ولكن في النهاية، سفر يشوع هو بشكلٍ أساسيّ حول اللهِ وكونِه جديرًا بالثقة.

  1. لم يكن القضاء على الكنعانيّين تعبيرًا عن تفوّق عرقيّ، بل عن دينونة الله ضدّ الخطية.

أعظم سؤال أخلاقيّ في يشوع يتعلّق بالقضاء على الكنعانيّين. مثلًا، عندما تسلّق بنو إسرائيل فوق أنقاض أسوار أريحا، لم يستَبْقوا أحدًا في المدينة، سواء كان إنسانًا أو حيوانًا. راحاب التي أخفت جاسوسَي إسرائيل، وعائلتها كانوا الاستثناء الوحيد. استنكرَ نقّاد كثيرون وحشيّة بني إسرائيل، أو، الأسوأ من ذلك، سفك الدماء الذي أمر به "إله العهد القديم" عديم الرحمة الذي أمر بهذا القتل (راجع أيضًا تثنية 20: 16–18). بينما لا ينبغي أنْ يستخفّ أحد بالدمار الواسع الذي خلّفه بنو إسرائيل وراءَهم، علينا التعامل مع الحيثيّات العقائديّة والأخلاقيّة الجديّة التي تكمن وراءَ ذلك. وعلى النقيض من حالات الإبادة الجماعيّة المألوفة لدينا، كالمُحرقة أو الإبادة الجماعيّة في رواندا، لم يَقتلْ شعبُ الله أعداءَهم بسبب شعورهم بالتفوّق العنصريّ أو العرقيّ، بل رفع جنود بني إسرائيل سيوفَهم كأدوات للدينونة في يدَي الإله الحقيقيّ الواحد.

الربّ إله إسرائيل هو إلهٌ قُدّوس لا يمكن أنْ يتركَ الخطية بلا عقاب. في طول أناته، استبقى على شعب كنعان لقرون طويلة، ولكن في النهاية اكتمل ذنب الأموريّين (راجع تكوين 15: 16)، فقرّر ألّا يستبقي منهم أحدًا بعد اليوم. وقداسةُ الله تعني أيضًا أنّ شعبَ إسرائيل واجهَ التهديد نفسَه بالعقاب في حال فشلوا في السعي إلى القداسة خلال تعبّدهم له (راجع خروج 22: 20). في الواقع، عانى أحدُ بني إسرائيل وعائلتُه من العاقبة نفسها التي حلّت على الكنعانيّين. فعندما عصى عاخان وصيّة الله الواضحة، وأخذ بعض غنائم الحرب من أريحا، جلبَ الموتَ والدمارَ لنفسه ولعائلته، وكذلك الهزيمةَ لأمّته (راجع يشوع7 ). إنّ الأحداثَ التي تتكشّف في سفر يشوع هي شهادة جليّة على أنّ الله لا يعبثُ مع الخطيّة.

نكتشف بعد متابعتنا القراءَة في الكتاب المقدّس أنّ القضاء على الكنعانيّين كان مُقدّمةً ليوم الدينونة الأخير الذي سيقع عند عودة المسيح (راجع رؤيا يوحنّا 6: 12-17؛ 19: 15-16، 19-21). الرجاء الوحيد المُتاح لأيّ شخص في ذلك اليوم هو أنْ يعرفَ يسوع، الذي رَفَعَ غضب الله عنّا (1 بطرس 2: 24).

  1. تشيرُ تفاصيل مسألة توزيع الأرض إلى أمر أعظم بكثير.

كما يُخصّصُ الكاتبُ جزءًا كبيرًا من سفر يشوع لوصفِ تفاصيلِ الأرض التي تمّ تقسيمها بين أسباط بني إسرائيل. يمكن أنْ تكونَ قراءَة الإصحاحات 13 إلى 19 مُمِلّةً بينما يصفُ المؤلّفُ ضفاف هذا النهر، ووسط ذلك الوادي، والصعود من الهَضَبة الأخرى. ومع ذلك، كان الله مُهتمًّا بذكر التفاصيل الجغرافيّة للأرض، وقدّم لنا وصفًا مُسْهبًا ومُلْهِمًا لها، لأنّ الأرضَ كانت عزيزةً عليه. لماذا كان لهذه الأرض قيمة كبيرة بالنسبة إلى الربّ؟ لأنّها المكان الذي اختاره لوصف أمجاد المسيح والخليقة الجديدة.

مثل العديد من العناصر الأخرى في ديانة العهد القديم، كخيمة الاجتماع ونظام الذبائح، كانت الأرضُ رمزًا أو صورةً لحقّ الإنجيل. عندما أخطأ آدم وحواء، طردهما الله من جنّتهما الأرضيّة وألقى لعنةً على الأرض. لكن هذا لا يعني أنّه كان قد انتهى من خططه لإنشاء خليقة صالحة. سوف يقوم بتجديد السماوات والأرض عند عودة يسوع (2 بطرس 3: 10-13؛ رؤيا يوحنّا 21: 1). كانت كنعان تقع بين جنّة عدن والخليقة الجديدة كلمحة عن جنّة كانت أرضُها تفيضُ لبنًا وعسلًا، تذكيرًا وعربونًا لفردوس أبدي قادم.

+++++++

هذه المقالة جزءٌ من مجموعة بعنوان، EveryBook of the Bible: 3 Things to Know

تم نشر هذه المقالة في الأصل في موقع ليجونير.

ريت ب. دودسون
ريت ب. دودسون
الدكتور ريت ب. دودسون هو كبير قساوسة كنيسة النعمة المشيخيّة في هدسون، في ولاية أوهايو. وهو مؤلّفٌ للعديد من الكتب، بما فيها: "الزحف إلى صهيون" (Marching to Zion) و "بهتاف جبّار" (With a Mighty Triumph).