ثلاث حقائق يجب أن تعرفها عن إنجيل يوحنّا - خدمات ليجونير
ثلاث حقائق يجب أن تعرفها عن رسالة غلاطيّة
۲۸ يناير ۲۰۲۵
ثلاث حقائق يجب أن تعرفها عن إنجيل لوقا
٤ فبراير ۲۰۲۵
ثلاث حقائق يجب أن تعرفها عن رسالة غلاطيّة
۲۸ يناير ۲۰۲۵
ثلاث حقائق يجب أن تعرفها عن إنجيل لوقا
٤ فبراير ۲۰۲۵

ثلاث حقائق يجب أن تعرفها عن إنجيل يوحنّا

تُدعى أسفار متّى ومرقس ولوقا تقليديًّا "الأناجيل الإزائية". تقدِّم هذه الأناجيل موجَزًا لقصّة ولادة يسوع وحياته وخدمته وموته وقيامته وتمجيده بوصفه مسيّا الله الموعود به، والخلاص التّام الذي أنجزه. ليست هذه أناجيل مختلفة، ولكنّها شهادة شهود العيان الرسوليّين ليسوع، ولشخصه الفريد، والأحداث التي حقَّقت وأنجزت الفداء.  

حين نأتي إلى الإنجيل بحسب يوحنّا، يتضِح فوراً أنّه مع أنّ هذا الإنجيل يعالج الموضوع نفسه، فإنّه ينظر إلى هذا الموضوع من زاوية مميّزة. فبدلًا من أن يقدِّم هذا الإنجيل مُلخَّصًا لحياة المسيح وعمله، يقدِّم نظرة انتقائيّة تسلِّط الضوء على العناصر التي تعرِّف بيسوع وما يميِّزه بوصفه الذي يُعترَف به بحقّ بأنّه "المسيح".  

يعرِّف يوحنا هذا الأمر في نهاية إنجيله بوصفه المفتاح لفهم إنجيله، حيث يقول: "وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ" (يوحنا 20: 31). وهذا يقودنا إلى ثلاث سمات لإنجيل يوحنا تُبرِز أهمّيّته.  

1. يورِد يوحنا شهادة عيان على أنَّ يسوع هو ابن الله.  

يسعى يوحنا إلى إظهار أنَّ يسوع الناصري هو المسيح، وهو يقدِّم شهادة مثل تلك التي تُسمَع في المحاكم. ففي مقدِّمة الإنجيل، يتكلَّم يوحنا بما يبدو شبيهًا بادّعاءات غريبة جدًّا. فكلماته الافتتاحيّة تردّد صدىً أكيدًا لكلمات سفر التكوين ووصفه للخليقة. وهو يتكلَّم بشيءٍ من الغموض عن كون فاعل الخلق هو "الكلمة،" ثم يربط هذه الشخصيّة بصورة أكيدة بابن الله المُتجسِّد (يوحنا 1: 14-18). ولكنْ ما يبرز في المُقدِّمة هو شخص يحمل نفس اسم يوحنا كاتب الإنجيل، وهو يوحنا المعمدان، الذي كانت دعوته أن يكون "شاهدًا" لهذه الحقيقة (يوحنا 1: 6-8). ومباشرةً بعد ذلك، يعرض يوحنا البشير شهادة يوحنا المعمدان (يوحنا 1: 19-34)، الذي أعلن بكلّ جرأة أنّ يسوع هو "حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!" (يوحنا 1: 29). ويؤكِّد المعمدان كما لو كان يشهد في محكمةٍ قائلًا: "وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هذَا هُوَ ابْنُ اللهِ" (يوحنا 1: 34).  

موضوع خيوط الشهادة بأنَّ يسوع هو ابن الله ومُخلِّص العالم منسوج عبر إنجيل يوحنا، وتشمل هذه الخيوط شهادة بيلاطس (يوحنا 18: 38-39)، وشهادة يوحنا البشير نفسه بوصفه شاهد العيان على موت المسيح (يوحنا 19: 35)، وكذلك الحقيقة المُفاجِئة بأنّ مريم المجدليّة تُسجَّل بوصفها شاهدة العيان الأولى على قيامة المسيح (يوحنا 20: 18). فادّعاءات يوحنا البشير غير الاعتياديّة تدعمها وتؤكِّدها شهادة شهودٍ أصحاب مصداقيّة.  

2. يورِد يوحنا معجزات تشهد على أنَّ يسوع هو ابن الله.   

السمة الرئيسيّة الثانية هي أنّ يوحنا لا يسجِّل سوى سبع معجزات، وهو يدعوها "آيات". وبعمله هذا يؤكِّد على طبيعة دور هذه المعجزات، وهو أنْ تقدِّم إشارة ملموسة، ولكن فوق طبيعيّة، إلى كون يسوع هو ابن الله المُتجسِّد.  

تُوصَف معجزة يسوع الأولى في عرس قانا بأنّها "بِدَايَةُ الآيَاتِ فَعَلَهَا يَسُوعُ" التي بها "أَظْهَرَ مَجْدَهُ"، ونتيجةً لهذه المعجزة "آمَنَ بِهِ تَلاَمِيذُهُ" (يوحنّا 2: 11). وهذا يذكِّرنا بوعد الله بإشعياء عن "وَلِيمَةَ سَمَائِنَ، وَلِيمَةَ خَمْرٍ عَلَى دَرْدِيّ" (إشعياء 25: 6) التي تميِّز مجيء المسيّا.  

وتسلِّط كلُّ واحدةٍ من الآيات الستة الأخرى في سجلّ البشير يوحنا الضوء على ناحيةٍ مُعيَّنة في كون يسوع هو الابن المتجسِّد. تمثِّل ثلاثة من هذه الآيات، بصورة خاصّة، أدواتِ إيضاح عمليّة لعظات قدّمها يسوع ارتبطت بالآيات بصورة مباشرة أو استخدمها يسوع موضوعاتٍ لعظاتٍ في سجلِّ الإنجيل. إحدى هذه الآيات آية إطعام الخمسة آلاف وارتبطت بالحديث عن خبز الحياة (يوحنا 6: 1-59). وثمة عظة أخرى ليسوع هي عظة "أَنَا القِيَامَةُ وَالحَيَاةُ" والمرتبطة بإقامة لعازر من الموت (يوحنا 11: 17-27، 38-44).  

3. يُورِد يوحنّا حديث العُلّيّة لإعطائنا فهمًا بشأن مهمّة يسوع.  

السّمة الأخيرة التي تبرز بصورة كبيرة في إنجيل يوحنا، وتمثِّل سمة فريدة ومميّزة لرسالة هذا الإنجيل، هي رسالة حديث العُلّيّة (يوحنا 13: 1 – 17: 26). يشبه هذا المشهد السماح لنا بأنْ نسترق السمع إلى ما كان يسوع يقوله في تلك المناسبة المهيبة.  

يبدأ الحديث بإظهار أنّ يسوع عبد الرّبّ الموعود به، وذلك بغسله أرجل تلاميذه (يوحنا 13: 1-20). يحدث هذا بالتزامن مع إعلان يسوع عن تسليمه الوشيك على يد واحدٍ من خاصّته، ولكن مع إظهار أن هذا جزءٌ أساسيّ من خطّة الله للخلاص.  

وبعدَ ذلك يتكلَّم عن ذهابه ليُعِدَّ مكانًا لتلاميذه وعن كيف يمكن للناس أن يصلوا إلى هناك (يوحنا 14: 1-7)، وبعد ذلك عن وعد الله بأن يرسِل روحه القدوس، روح المسيح، الذي به سيستمرّ يسوع في وجوده مع شعبه عبر العصور. وبعد ذلك، يقدِّم امتحانًا لمعنى أن يكون الإنسان تابعًا للمسيح في هذا العالم الساقط، الذي فيه "سَيَكُونُ [لَنَا] ضِيقٌ"، ولكنّ لدينا التعزية أيضًا بأن نعرف أنَّ المسيح غلب العالم وسيكون هو من يحمينا ويحفظنا (يوحنا 16: 33).  

ينتهي المشهد في العُلّيّة بتمكُّننا من الاستماع إلى ما يمكن أن يكون أبرز صلاة رُفِعت. كثيرًا ما يُشار إلى هذه الصلاة باسم "صلاة يسوع الكهنوتيّة"، حيث يصلّي يسوع لأجل نجاح وفاعلية مهمّته الخلاصيّة. وحين نبدأ بفهم مغزاها، يُرى أنّها توضِّح مُقدَّمًا الإنجازَ الذي سيتحقَّق في الفصول التالية أمام بلاط بيلاطس، وعلى صليب الجلجثة، ومن خلال القبر الفارغ. هذا خبر سارّ في الحقيقة، ويستحقّ التصديق.

هذه المقالة هي جزء من سلسلة "ثلاث حقائق يجب أن تعرفها". 


تم نشر هذه المقالة في الأصل في موقع ليجونير.

مارك ج. جونستون
مارك ج. جونستون
القس مارك ج. جونستون هو راعي كنيسة ترينيتي الإنجيلية المشيخية في ريتشهيل، في أيرلندا الشمالية. وهو أحد المسؤولين في دار نشر Banner of Truth. وهو مؤلف للعديد من الكتب، منها كتاب This World Is Not My Home: Reflections for Pilgrims on the Way ("هذا العالم ليس وطني: تأملات لأجل السائحين في الطريق")؛ وكتاب Let's Study Colossians and Philemon ("هيا ندرس الرسالة إلى كلوسي والرسالة إلى فليمون").